حـكم الإعـدام لزعـيم العـصابة الملثـمة بقصد السرقة في سوريا

04-03-2009

حـكم الإعـدام لزعـيم العـصابة الملثـمة بقصد السرقة في سوريا

أصدرت محكمة الجنايات الأولى بدمشق القرار رقم 568 في الدعوى أساس 271 المتضمن حكم الإعدام لزعيم العصابة الملثمة التي سبق أن اقتحمت شقة مفروشة في محلة القابون.
بعد أن تسلح زعيمها ببارودة بقصد سلب المستأجرين فيها. إذ دخلوها - عنوة - بعد قرع الباب منتحلين صفة رسمية، حيث قام زعيم العصابة أولاً بدفع المدعو حامد إلى غرفة الجلوس ، وضربه بقوة بأخمص البارودة التي يحملها على فخذه الأيمن، ما أدى إلى كسر أخمص البارودة، ثم اتجه إلى داخل الغرفة التي كان فيها المدعو عيد زميل المستأجر حامد في حين انتشر باقي أفراد العصابة الملثمين في الغرف الداخلية، يفتشونها ويبعثرون الأشياء فيها ما جعل المستأجرين حامد وعيد يتشاجران مع زعيم العصابة، وفرد آخر منها يدعى عدنان، ويتضاربان معهما ويقاومان، الأمر الذي حدا بزعيم العصابة إلى إطلاق النار، فأصاب عيداً في رأسه، وأرداه قتيلاً، ثم لاذ الجميع بالفرار بعد أن أخذوا من الشقة مبالغ نقدية وجوالات..‏الكشف على مسرح الجريمة‏
توجه زميل المغدور عيد إلى قسم الشرطة، وأعلمهم بالحادثة، حيث تم الكشف على مسرح الجريمة، وعثر داخل الشقة على قطعة خشبية لأخمص البارودة، وتبين بالكشف الطبي الشرعي على جثة المغدور عيد أن سبب الوفاة يعود إلى تهتك العمود الفقري والنخاع الشوكي الرقبي ومجاري التنفس التالية للطلق الناري.‏
- يذكر أنه بإلقاء القبض على أفراد العصابة، تبين أنه قبل حوالى شهر ونصف من تاريخ الواقعة المذكورة، كان المدعو أحمد وصديقه خالد قد أعلما زعيم العصابة توفيق عن وجود مستأجرين ضمن شقة مفروشة أخرى في برزة ودلاه عليها، حيث كان خالد قد سبق وأرسل إليهما (بحكم عمله في إدارة أماكن للفجور) حدثين ليمارسوا معهما اللواطة. ومن ثم لحق بهما كل من زعيم العصابة توفيق برفقة كل من مهدي ومازن ومحمود ورامي، الذين دخلوا الشقة جميعاً بذات الطريقة (عنوة) وشاهدوا الحدثين بلباس (الشورت) يتابعان مع مستأجري الشقة الأفلام الخليعة، فقاموا بضربهم، ثم قيدوا المستأجرين، وراحوا يضربونهما بعد تعريتهما بكبل بقصد (التأديب) على حد قول زعيم العصابة الذي اعترف بذلك وأضاف قائلاً: ثم أخذنا جوالين كسرناهما أمام أعينهما، وأخذت أنا محفظة ضمنه هوية وبطاقات أخرى‏
ولا يوجد به نقود وبقي معي لحين إلقاء القبض علي. هذا وقد أنكر زعيم العصابة بداية أن يكون قصدهم السلب أو القتل وإنما كانت غايتهم فقط تخليص الأولاد الذين علم بوجودهم داخل الشقة المفروشة لاستغلالهم جنسياً، حيث أفاد أمام قاضي التحقيق:‏
أنه قد اتصل به أحمد وأعلمه أن خالداً أرسل حدثين إلى شقة بالقابون من أجل اللواطة بهما، ودله على الشقة التي حضر إليها برفقة مهدي وعدنان ومازن وكان معه بارودة، وقبل طرقه الباب هرب مهدي وعدنان وبقي مع مازن الذي طرق الباب، ولدى فتحه قاموا بدفع الباب والدخول للشقة وسألوا عن الأولاد وأجابوهما بأنه لا يوجد أولاد فأشهر في وجههم البارودة وراح يبحث في الغرف عن الأولاد وأثناء ذلك راح أحد المستأجرين يتعارك مع مازن، ما أدى إلى ضربهما بأخمص البارودة، التي وقعت على الأرض، وسمع صوت طلقة يصدر عنها، فهرب إلى الشارع، وبعد إلقاء القبض عليه علم بوفاة أحد المستأجرين وقال لم تكن غايتي أنا ورفاقي السلب أو القتل والتمس الرحمة والشفقة.‏
- من جهته أفاد مستأجر الشقة الناجي، أنه بتاريخ الحادثة، وبينما كان يجلس مع صديقه المغدور عيد بالشقة التي أستأجرانها قرع الباب عند التاسعة مساء فنهض لفتح الباب، وسأل عن الطارق، فرد عليه أحد الأشخاص قائلاً نحن حكومة ففتح على أثرها الباب، ودخل إلى الشقة عنوة أربعة ملثمين بعد دفع الباب، وما إن دخلوا قام أحدهم بدفعه إلى غرفة الجلوس قائلاً لا تتحرك وضربه بكعب البارودة على فخذه، فحاول مقاومته، ولكنه لم يتمكن منه فتركه واتجه إلى زميله المغدور عيد، الذي كان بداخل الغرفة وصار يضربه بكلتا يديه ورجليه، وهنا يقول حامد كشاهد عيان: استطعت الخروج من الغرفة إلى الصالون حيث أمسك أحدهم بي وصار يضربني بيديه ورجليه إلى أن خرج من الشقة اثنان وبقي داخله آخران وأحدهما كان يتعارك مع زميل المغدور عيد على باب الشقة الرئيسي، في حين استمريت أنا بمقاومة الثاني من داخل الشقة، وأثناء ذلك شاهدت الثاني يطلق النار من البارودة على صديقي المرحوم عيد ويهرب وما ان شاهد الآخر الأول يهرب حتى تركني ولحق به..‏
- أطرف ما في القضية اعتراف الحدثين بأن المدعو خالد كان يرسلهما عادة إلى الشقق المفروشة, للممارسة اللواطة مع المستأجرين، وبأنه هو من كان يدل زعيم العصابة توفيق على عناوين هذه الشقق بقصد سلب مستأجريها.‏
في حين أنكر خالد ذلك، وأفاد أنه فقط طلب من الحدثين وبحكم عمل أحدهما في مطعم تأمين طلبات أصدقائه المستأجرين من ناحية الطعام واللباس الكوي وبأنه لم يدل توفيق على عناوين الشقق المفروشة بقصد سلب مستأجريها، وأنكر معرفته شيئاً عن حادثة القابون.‏
- وبناء عليه ارتأت محكمة الجنايات الأولى بدمشق وبسبب ظروف هذه الدعوى وملابساتها الارتفاع بالعقوبة الصادرة بحق المتهمين فيها عن الحد الأدنى نظراً لما أصاب المجتمع من خلل بالأمن.‏
لذلك وعملاً بالمادة 309 أ . ص. ج وما بعدها ووفقاً لمطالبة النيابة العامة بدمشق تقرر الحكم بالاتفاق:‏
تجريم المتهم توفيق تولد 1979 بجناية القتل قصداً تمهيدا وتسهيلاً لجناية السلب بالعنف، ومعاقبته بالاعدام بعد دغم عقوبتي الجنايتين وتنفيذ الأشد.‏
تجريم المتهم مهدي تولد 1982 بجنايتي السلب بالعنف بحادثة برزة والشروع بالسلب بالعنف بحادثة القابون ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة سبع سنوات بعد دغم عقوبتي الجنايتين وتنفيذ الأشد.‏
تجريم المتهم عدنان تولد 1980 بجناية الشروع بالسلب بالعنف في حادثة القابون ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة مدة سبع سنوات.‏
تجريم المتهم أحمد تولد 1983 بجناية التدخل بالسلب بالعنف ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة سبع سنوات.‏
وتجريم المتهم خالد تولد 1983 بجناية التدخل بالسلب بالعنف ومعاقبته بوضعه في سجن الأشغال الشاقة مدة سبع سنوات مع حجر المتهمين الخمسة وتجريدهم مدنياً ومنعهم من الاقامة في مكان وقوع الجريمة مدة توازي المدة المحكوم بها لكل منهم، وإلزام المتهم توفيق بدفع مليون ل.س كتعويض لورثة المغدور عيد وكذلك إلزام المتهمين مهدي وأحمد بأن يدفع كل منهما مبلغ 50 ألف ليرة سورية لورثة المغدور.

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...