ثاني مصرف أوروبي يتعرض لأكبر اختلاس في التاريخ

25-01-2008

ثاني مصرف أوروبي يتعرض لأكبر اختلاس في التاريخ

جيروم كيرفييل الثلاثيني لن ينساه الفرنسيون قبل زمن طويل، فالمساهمون في مصرف «سوسيتيه جنرال»، ثاني مصارف أوروبا، لن ينسوه أبدا بعدما بدد عبقري المعلوماتية المصرفية في يومين من المعاملات المالية 7.4 مليارات يورو في مهب عمليات تبادل الأسهم في البورصات العالمية، وفي ظل أزمة نفسية حادة.
الفضيحة كبيرة عالميا، وبحجم الـ«سوسيتيه جنرال»، الذي يعد المصرف العالمي الأول في سوق الأسهم، والحاضر في الاقتصاد اللبناني. والمصرف الذي كان يتهيأ قبل ثلاثة أيام لزف نبأ أرباح ستبلغ 7 مليارات يورو، وجد نفسه، أمس، مضطرا للإعلان عن 600 مليون يورو فقط.
وتضاعفت نكسة المصرف الفرنسي مع تضاؤل قيمة أصوله ملياري يورو، مما يرفع خسائره في أسبوع واحد إلى سبعة مليارات يورو، وفيما قدم المدير العام دانييل بوتون استقالته، فإنّ مجلس الإدارة رفضها.
وكانت الفضيحة نشأت عن تلاعب عبقري المعلوماتية والموظف الصغير جيروم كيرفييل ببرامج التبادل المالي الإلكترونية التي بلغت قيمتها 50 مليار يورو، فقام بإدخال عمليات مالية وهمية في أنظمة المصرف وحسابات الزبائن، حيث استطاع اختراق كل الحواجز الإلكترونية التي يشرف عليها 600 مراقب آخر، وتفتيت ضمانات الأمان وسرية الحسابات في يوم واحد وإعطاء أوامر لشراء وبيع أسهم شركات متعاملة في بورصات العالم من مكتب صغير، فيما تم اكتشاف عملية الاختلاس التي قام بها بالصدفة، مساء الأحد الماضي، خلال «دورية» حسابية روتينية على أنظمة الكومبيوتر للتدقيق في شبكة المبادلات المصرفية ومخاطرها.
عملية الاختلاس التي نفذها كيرفييل، وحيدا كما قال المدير العام للمصرف، «لم يقم بها للإثراء الشخصي»، فيما وصفت النقابات في المصرف ـ الضحية عبقري المعلوماتية بـ«الموظف الصغير والكائن الضعيف، والشخصية الباهتة والمكتئبة»، مشيرة إلى أنه يعاني من الوحدة الشديدة بعد «مصاعب عائلية»، لكنه يدخل تاريخ الجرائم المصرفية بوصفه مرتكب الاختلاس القياسي الأعلى الذي يرتكبه موظف واحد متجاوزاً البريطاني نيك ليسون الذي قضت عملياته الاحتيالية واختلاسه مليار يورو في العام 1995 على مصرف «بارينغز» البريطاني بعد قرنين من الوجود.
وكان «سوسيتيه جنرال» قرر منذ الأحد الماضي التكتم على الفضيحة لتجنب سقوط أسعار أسهمه، بقرار اتخذه بوتون وهيئة الإشراف الفرنسية على الأسواق المالية و«مصرف فرنسا المركزي».
وأعلنت إدارة المصرف أنها ستعيد رفع رأسماله باستكتاب وطرح أسهم تبلغ قيمتها الاسمية 5.5 مليارات يورو للعودة إلى عتبة الثمانية في المئة.
جيروم كيرفييل، المختلس المكتئب، طرد من وظيفته، والمصرف يجهل، كما قال مديره، مكان إقامته.

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...