تقدم إسلامي في المرحلة الأولى لانتخابات مصر

29-11-2011

تقدم إسلامي في المرحلة الأولى لانتخابات مصر

بدأ أمس 17 مليون مصري الإدلاء بأصواتهم في المرحلة الأولى من أول انتخابات برلمانية بعد سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك، والتي تستمر حتى مساء اليوم، وذلك في ظل تصاعد السخط الشعبي ضد المجلس العسكري الذي يدير الدولة موقتاً. ناخبات مصريات أمام لافتات لحزب النور السلفي في الإسكندرية أمس (أ ب)
وبدا أن هذه الانتخابات لن تخلو من موروثات العهد البائد، فقد رصدت منظمات المراقبة الكثير من المخالفات التي من شأنها وضع نزاهة الانتخاب على المحك، وقد كان معظمها من جانب احزاب اسلامية، وإن كانت لا تقتصر عليها.
وعلى نغمات «من أجل الله عز وجل انتخبوا رجال الله»، وغيرها من الشعارات الدينية، فضلاً عن استخدام المال في شراء الأصوات، عملت ماكينة الأحزاب الدينية – وبخاصة حزب النور السلفي وحزب الحرية والعدالة الإخواني - على إدارة اليوم الانتخابي الطويل منذ أولى ساعات فتح باب الاقتراع.
ورصد التحالف المصري لمراقبة الانتخابات العديد من تجاوزات الإخوان المسلمين، إذ ذكر، في بيان أصدره أمس، أنه في العديد من اللجان الانتخابية في محافظة القاهرة، شوهدت نساء من حزب الحرية وهنّ يقمن بـ«تسويد بطاقات الانتخاب»، أي «أنهن حصلن على البطاقات (بما يخالف القانون) واخترن قوائم الحزب نيابة عن الناخبين».
كما رصد التحالف قيام أنصار مرشحي الإخوان بشراء أصوات الناخبين في الأحياء الشعبية مقابل 50 جنيه (حوالى 8 دولارات) للصوت الواحد، ما أثار سخرية الكثيرين، الذين ترحموا على أيام الرئيس المخلوع حين كانت الرشوة الانتخابية تصل إلى مئة دولار.
واتفق على وجود هذه الاختراقات وغيرها تقريران صدرا عن «جمعية المشاركة المجتمعية» و«المجلس القومي لحقوق الانسان»، وكان من أبرزها، إلى جانب استخدام الشعارات الدينية، التأخر في فتح اللجان الانتخابية، حتى أن عشرات اللجان لم تفتح إطلاقاً، ووجود العديد من أوراق الاقتراع من دون ختم اللجنة العليا للانتخابات، فضلاً عن تسريب أوراق أخرى خارج اللجان، ونشرها على وسائل الإعلام.
ومن جهتها، بررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات، التأخر في فتح أبواب الاقتراع في العديد من اللجان بتقاعس وزارة الداخلية في تأمين وصول أوراق الاقتراع في هذه اللجان.
وعن نسبة المشاركة في اليوم الأول من المرحلة الأولى، لم يصدر حتى الآن رقم رسمي يوضحها، إلا أن رئيس اللجنة العليا المستشار عبد العز ابراهيم أشار إلى أن «نسبة الإقبال على الانتخابات تاريخية، وقد وفاقت توقعات اللجنة»، الأمر الذي جعلها تقرر مدّ فترة التصويت حتى الساعة التاسعة مساءً، بالإضافة إلى استمرار عمليات التصويت اليوم. غير أن بعض تقارير المراقبة على الانتخابات قدرت أن نسبة المشاركة قد تجاوزت الخمسين في المئة.
وقال أحمد إبراهيم، وهو أحد المراقبين، إن التجاوزات الكبيرة التي حدثت في اليوم الأول، لا تكفي حتى نؤكد أن الانتخابات فقدت نزاهتها، لكنه شدد على أن خطورة هذه الانتهاكات هو أن معظمها أتى من طرف واحد، هو حزب الحرية والعدالة، الذي يتوقع أن يفوز بغالبية مقاعد البرلمان، مضيفاً «اذا كان حزب الأغلبية متمسكاً بمنهجية النظام السابق في تسويد البطاقات وشراء الأصوات، فهذا لا يبشر ببرلمان يعبر عن روح الثورة».
اتفقت على هذا التقدير المرشحة المحتملة للرئاسة بثينة كامل، التي قالت إنه حتى الآن يصعب البت في أن الاختراقات قد أثرت على نزاهة الانتخابات، لكنها أكدت أن المشاركة الفعالة في الانتخابات، ومشاركة الكثير من الائتلافات الشبابية واللجان الشعبية في المراقبة على الانتخابات، يعكس الوعي الكبير عن أهميتها، مذكرة بالمشاهد العبثية التي تميزت بها انتخابات الحزب الوطني في الماضي.
ولم تنه كامل كلامها من دون الإشارة إلى «عبثية» منهج المجلس العسكري منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية في آذار الماضي، وحتى الإعلان عن محدودية صلاحيات البرلمان المقبل، مؤكدة أن الفترة المقبلة ستشهد مواجهات سياسية مهمة مع المجلس، الذي لن يتنازل عن سلطاته للبرلمان بسهولة.

عمر أسعد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...