تسوية قدسيا في خطر... واليوم الحسم

24-02-2014

تسوية قدسيا في خطر... واليوم الحسم

استكمالاً لملف المصالحات في ريف دمشق، برز تحدّ لأول مرة، أول من أمس، في مدينة قدسيا، حيث أقدم أحد مسلّحي «اللجان الشعبية المشتركة»، التي جرى تشكيلها بموجب المصالحة، على قتل المقدّم في الجيش السوري يونس مصطفى، وابنه (14 عاماً)، على أحد حواجز المسلّحين في الشارع العام في البلدة. وأغلق الجيش إثر هذه الحادثة جميع مداخل البلدة، وأعطى المسلّحين مهلة 48 ساعة لتسليم المسلّح الذي قام بقتل الضابط. وتنقضي المهلة اليوم الاثنين.

ولم يتّخذ المسلّحون قرارهم بشأن تسليم القاتل للجيش. مصدر عسكري قال: «إذا لم يقم المسلّحون بتسليم القتلة إلى الجيش، فسنرد باقتحام الأحياء التابعة لإدارتهم، وعندها تكون التسوية لاغية. الجيش وافق على التسوية حقناً لدماء الأهالي، ولتجنيب عدد كبير من السكان (200 ألف) آلام الصراع، ولكنه لن يقبل بغدر المسلّحين». في المقابل، تعدّدت روايات المسلّحين حول الحادثة، فبعد وقوعها مباشرة نشرت صفحات «التنسيقيات»، على «فايسبوك»، رواية مفادها أن المسلّح قتل الضابط بعد قيامه بدهس طفل أثناء قيادته لسيارته، ولكّن الطفل الذي أشير إليه في تلك الرواية هو ابن الضابط نفسه الذي كان معه في السيارة أثناء الحادثة. ونفى مسلّح من قدسيا في اتصال رواية «التنسيقيات»، وقدّم رواية مختلفة: «الضابط أخطأ في الطريق، ودخل إلى الشارع العام مع ابنه وأدرك خطأه لدى وصوله إلى الحاجز. أمره المسلحون بتوقيف سيارته جانباً، بعدما تأكّدوا من أنه عسكري في الجيش، لكن الضابط انطلق بسيارته بسرعة كبيرة فأطلق عليه أحد المسلّحين النار، ما أدّى إلى مقتله مع ابنه». أثارت الحادثة استياء الأهالي في قدسيا، يقول سمير تمّام، نازح مقيم في قدسيا: «لم نلحق أن نتمتّع بقليل من الاستقرار حتى سارع الزعران إلى خرق التسوية». ويرى تمّام أن الذي يقف وراء هذه الحادثة هو الروح الثأرية، «حتّى قبل هذه الحادثة، كانت الحساسيات واضحة بين الطرفين، ففي إحدى المرّات، اعتقل المسلّحون عناصر من الأمن السياسي، بدون سبب، ثم سلّموهم لاحقاً إلى الجيش»، والغاية فقط هي أنّ «يعلّم طرف» على الآخر.
وفي ريف إدلب، استهدفت سيارة مفخخة مستشفى «أورينت» في قرية «أطمة» على الحدود السورية التركية، ما أدى إلى مقتل أربعة عشر مدنياً، وإصابة نحو سبعين آخرين. وأفاد ناشطون معارضون بأن المشفى قد دمّر بشكل شبه كامل، وأن المقيمين والعاملين فيه قد تم إخلاؤهم إلى مشاف أخرى في المنطقة، وداخل الأراضي التركية.

وفي دير الزور، اندلعت أمس اشتباكات عنيفة بين «جبهة النصرة» و«الدولة الإسلامية» في قرية جزرة في الريف. في المقابل، شهد محيط مطار دير الزور العسكري معارك بين الجيش والجماعات المسلحة، فيما استطاع الجيش السيطرة على التلال المحيطة بقرية المريعية وأجزاء كبيرة من حويجة المريعية والمنطقة المحيطة بمحطة الرفع الثانية في دير الزور.
وفي حلب (شمالاً)، واصل الجيش السوري تقدمه ببطء في المنطقة الصناعية بالشيخ نجار (شمال شرق حلب). فيما اتجهت الأنظار مجدداً إلى سجن حلب المركزي، وتحديداً إلى أحوال السجناء، حيث قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إنّ «ثمانية سجناء فارقوا الحياة من جراء سوء الأوضاع الصحية والإنسانية في سجن حلب المركزي». وفي السياق نفسه، قال محافظ حلب محمد وحيد عقاد إن «المجموعات المسلحة منعت الهلال الأحمر العربي السوري من إدخال الدواء والغذاء إلى نزلاء سجن حلب المركزي لليوم السادس على التوالي». وشهدت قرية «عين عسان» بالريف الجنوبي مقتل عبد الرحمن رسلان الملقب بـ«الناطف» خلال اشتباكات بين مجموعته وبين وحدة من الجيش السوري. و«الناطف» هو «قائد كتيبة عمر بن جموح» التابعة لـ«لواء التوحيد» والمنضوي بدوره في «الجبهة الإسلامية».
إلى ذلك، فجّر مسلحون تابعون لـ«الجبهة الإسلامية» بوابة التحكم في سد الحسكة الجنوبي على نهر الخابور بهدف قطع المياه عن مناطق سيطرة «الدولة الإسلامية» ما تسبب بهدر قرابة 20 مليون متر مكعب من المياه، وسط تحذيرات من استنزاف كامل مخزون السد (159 مليون متر مكعب).

ليث الخطيب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...