بطلٌ من حمص قدم عينيه وشبابه فداءً لمدينته

06-04-2015

بطلٌ من حمص قدم عينيه وشبابه فداءً لمدينته

لم يكن لؤي المحمد ينتظر البقاء وحيداً بعدما ترك كلتا عينيه على مدخل حي جورة الشياح وهو يهّم مع رفاقه في اقتحام الحي في 15/4/2014 وهو اليوم الأعنف الذي مرّ على حمص حيث قام الجيش والدفاع الوطني حينها بعملية عسكرية في حمص القديمة ومن ثلاثة محاور (جورة الشياح – باب هود – الخالدية وباب تدمر ).

لم يراقب هذا المقاتل الشوارع الضبابية والبيوت الكئيبة فحسب, بل كان بصره ورشاشه يتسابقان إلى" لحى " غدرت بمدينته وشردت أهلها. كان و رفاقه يحاولون السيطرة على أحد الأبنية في جورة الشياح قبل أن تأتيهم قذيفة صاروخية أطلقها مسلحو حمص القديمة فأصابته ونجا رفاقه منها.

تلك القذيفة فتحت رأسه وأكلت وجهه كاملاً لتتمكن الفرق الطبية فيما بعد من إسعافه وإجراء عدد من العمليات الجراحية والتي تكررت على مدى عام كامل .

دخل مشفى الزعيم وروى رفاقه وجميع من رآه : أنه ميت لا محالة , والكادر الطبي في المشفى قال حينها : "منعمل اللي علينا والباقي ع الله" , فكانت إرادة الله أن تبقيه على قيد الحياة.

جرى نقله إلى مشفى تشرين العسكري وخضع لعدة عمليات أعادت له الفك ولكن البصر زال تماما وبقي تجويف الجبين والعيون دون أن يتمكن الأطباء من عمل شيء لها، فتكلف حينها الدفاع الوطني بتركيب قناع كلفته حوالي 600 ألف ليرة سورية . إلا أنه لم يتابع عليه لأن أولاده كانوا يخافون منه، كما قال .

تم تخريجه من المشفى إلى منزله في ضاحية الباسل المرمية في حزام الفقر الذي يحيط بالمدينة من جهة الشرق، فاهتمت به زوجته لبعض الوقت قبل أن تأخذ أولادها وتغادره إلى منزل أهلها، ليبقي المقاتل المصاب وحيداً في غرفته المظلمة, حيث تلقى لاحقاً نبأ استشهاد أخيه في دير العدس.

يلثم والده الطاعن في السن جراحه, ويقدم له الطعام ويساعده في التنقل ويستمع إلى جمله المكررة بأنه لو يستطيع القتال لعاد واستشهد, وأن الرئيس الأسد سينتصر في هذه الحرب.

الوالد المكلوم بابنه البطل، تحدث عن الصعوبات التي تواجهه في علاج ولده: "ليس لنا قدرة مادية لإتمام المعالجة في لبنان, فمشفى الرسول الأعظم يستطيع أن يركب له عيون صناعية ويوقف هذا التغير في تجاويف رأسه".

وتابع بكثيرٍ من الأسى الذي بدا على وحهه المليء بالتجاعيد: "هي الأقدار القاسية التي لم تترك له فرصة ليرى فيها كيف أصبحت المدينة التي قاتل على جبهاتها في الريف والمدينة، هي قسوة قلوب البشر منعت أولاده الأربعة من البقاء بقربه , فيراهم بقلبه, بعد أن التهمت الحرب عينيه" .

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...