النظام الليبي يقبل بالوساطة الفنزويلية والإنتربول يصدر مذكرة ضد رموزه

05-03-2011

النظام الليبي يقبل بالوساطة الفنزويلية والإنتربول يصدر مذكرة ضد رموزه

حقق الثوار الليبيون اختراقاً ميدانياً استراتيجياً، أمس، عندما تمكنوا من انتزاع بلدة رأس لانوف من قبضة نظام معمر القذافي، مخترقين بذلك حدود المحافظات الشرقية، حيث تقع مدينة سرت، وهي مسقط رأس القذافي، حيث أعلنت كبرى قبائل المنطقة انضمامها للثورة، ومعززين الجبهة الشرقية، التي أصبحت بمنأى عن هجمات قوات النظام، في ما عدا الغارات الجوية، في وقت سعت القوات الحكومية للتعويض عن هزيمتها بشن هجوم مضاد على بلدة الزاوية شرقي طرابلس في محاولة يائسة لاستعادتها من أيدي الثوار، فيما تحدى سكان العاصمة أجواء الرعب التي فرضتها الأجهزة التابعة للقذافي، حيث حاولوا الخروج في تظاهرات سارعت قوات الأمن إلى قمعها، لتنظم لاحقا تجمعات مؤيدة للقذافي.
ومنذ صباح أمس، اندلعت معارك طاحنة بين الثوار الليبيين والقوات الموالية للسلطة في ميناء رأس لانوف النفطي الواقع على بعد 660 كيلومتراً شرقي طرابلس، وبلدة الزاوية الواقعة على بعد 50 كيلومتراً إلى الشرق من العاصمة، فيما شنت الطائرات التابعة للقوات الحكومية غارات جوية استهدفت بلدة البريقة، التي أقرت السلطات الليبية بسقوطها في أيدي الثوار، وقاعدة عسكرية خاضعة لسيطرة المعارضين بالقرب من أجدابيا، ومستودعاً للأسلحة بالقرب من مدينة بنغازي.
وكان الثوار تمكنوا أمس الأول من نقل خط المواجهة باتجاه بلدة العقيلة، الواقعة على بعد 40 كيلومتراً إلى الغرب من البريقة، ليدفعوا بقواتهم باتجاه راس لانوف، حيث يقع احد أهم المرافئ النفطية في البلاد. وابتداء من بعد ساعات الظهر، كان الثوار قد سيطروا على مطار راس لانوف، قبل أن يتقدموا باتجاه المرفأ.ثوار ليبيون خلال معركة رأس لانوف في شرق ليبيا أمس
وبحلول ساعات المساء، أعلن الثوار سيطرتهم على البلدة بشكل كامل، مؤكدين فرار قوات القذافي منها. وفيما نفى نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم هذه المعلومات، مشدداً على أن القوات الحكومية ما زالت تمسك برأس لانوف، بثت قناة «الجزيرة» مشاهد مباشرة تظهر آلاف الليبيين وهم يحتفلون بتحرير المدينة.
وتحدث الطبيب عبد الفتاح المغربي في مستشفى البريقة عن سقوط «عدد كبير من القتلى والجرحى» في معارك راس لانوف، من دون أن يعطي تفاصيل محددة، فيما تحدثت وسائل إعلام عن مقتل ما بين 4 و12 شخصاً وإصابة العشرات.
وبذلك، يكون الثوار قد تجاوزوا عملياً الحد الفاصل بين المحافظات الشرقية ومحافظات الوسط الليبي، حيث أصبحوا على بعد أقل من 200 كيلومتر إلى الشرق من مدينة سرت، التي ينحدر منها القذافي، ما يعني أن المعركة قد انتقلت عملياً إلى هذه المنطقة، التي أعلنت واحدة من أكبر قبائلها (الفرجان) انضمامها لـ«ثوار 17 فبراير».
في هذا الوقت، أقر النظام الليبي بأن مدينة البريقة قد أصبحت تحت سيطرة الثوار. وقال مسؤول حكومي ليبي «اعتقد أننا فقدنا السيطرة على البريقة في الوقت الراهن»، لكنه شدد على أنّ «الغرب بأكمله تحت سيطرة الحكومة، أما الشرق فلا تزال فيه مشاكل». وكانت مصادر في المعارضة ذكرت أن طائرات القذافي شنت غارتين على الأقل على البريقة من دون وقوع إصابات.
وفي أجدابيا المجاورة، دوّى انفجار قوي بالقرب من القاعدة العسكرية التي سيطر عليها الثوار في المدينة، تبين أنه ناجم عن غارة جوية شنتها طائرات حكومية، من دون أن يبلغ عن سقوط ضحايا. وكان معارضون تحدثوا أيضاً عن سلسلة من الانفجارات بالقرب من اجدابيا، ولكن لم تتضح أسبابها.
ويسيطر بين 15 و20 مقاتلا من الثوار على مركز المراقبة في أجدابيا، الا ان الهدوء كان مخيما في المدينة مقارنة بيوم أمس الأول، عندما توجه معارضون من المدينة لتقديم المساعدة في البريقة. وداخل المدينة، فتحت عشرات المتاجر، الا ان الشوارع كانت مقفرة.
وتعد مدينتا اجدابيا والبريقة مركز الاتصال الأول نحو شرق وجنوب شرق ليبيا، وينظر إليهما الثوار على أنهما نقطتان استراتيجيتان حتى لا تجد المعارضة المسيطرة على شرق البلاد نفسها معزولة عن سائر المناطق.
وفي بنغازي، عاصمة الثورة، قال المتحدث باسم «ائتلاف 17 فبراير» مصطفى غرياني إن قوات موالية للقذافي شنت غارة على مخزن للأسلحة على أطراف المدينة. وتحدث طبيب في مستشفى الجلاء في جنوبي بنغازي عن وصول 17 قتيلا و26 جريحا إلى المستشفى إثر انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجم.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني الليبي الذي شكله المعارضون مصطفى عبد الجليل لأنصاره انه لا مجال أمام المشاركين في الانتقاضة سوى النصر او الموت، مشدداً على أن المحتجين لن يتوقفوا الى ان يحرروا البلاد كلها.
وحذر عبد الجليل، وهو وزير عدل سابق، من إمكانية وجود افراد من «النظام السابق» مندسين وسط المتظاهرين، قائلا ان «العدو لا يزال يمكنه وضع اشخاص بين المتظاهرين». وطالب الجماهير بعدم الاستماع اليهم كي لا «يفسدوا ثورتهم». وشدد على أن نظام القذافي انتهى.
- وفي الغرب، شهدت بلدة الزاوية قتالاً عنيفاً بين الثوار والقوات الحكومية، عندما شنت الأخيرة هجوماً مفاجئاً لاستعادة البلدة من الثوار. وذكر التلفزيون الليبي أن القوات الموالية للقذافي استعادت السيطرة على الزاوية، لكن المعارضة وشهود عيان نفوا ذلك، مؤكدين أن القوات الحكومية ما زالت تحاصرها من الشرق والجنوب.
ولاحقاً، تراجع التلفزيون الليبي عن تصريحاته عندما أوضح أن القوات الحكومية تواجه «جيوب مقاومة» في الزاوية، فيما تحدثت مصادر من داخل البلدة عن مقتل نحو 30 شخصاً في المعارك وإصابة العشرات.
وفي طرابس، تحدّى المعارضون أجواء الرعب التي يسعى النظام لفرضها على سكان العاصمة، إذ خرج المئات في مسيرات جابت شوارع حي تاجوراء، مرددين هتافات من بينها «القذافي عدو الله». واستخدمت قوات الامن الموالية للقذافي الهراوات وقنابل الغاز المسيل للدموع لقمع المتظاهرين، كما أطلقت الأعيرة النارية في الهواء، من دون أن يبلغ عن سقوط ضحايا.
وكانت السلطات الليبية منعت الصحافيين الأجانب من مغادرة فندقهم لتغطية الاحتجاجات في طرابلس. وعندما حاول صحافيون الخروج من أبواب الفندق الرئيسي الذي ينزل به العاملون في وسائل الإعلام الأجنبية، والواقع إلى الجنوب من وسط العاصمة طرابلس، منعهم الحراس.
وبرر متحدث باسم الحكومة منع الصحافيين من مغادرة فندق «ريكسوس» لأن وجودهم قد يثير أعمال عنف من جانب أفراد مرتبطين بتنظيم «القاعدة».
وقال المتحدث باسم المعارضة الليبية المسلحة عبد الله المهدي إن الثوار سيهاجمون العاصمة بمجرد أن تفرض القوى الدولية منطقة حظر طيران فوق البلاد.
وفي وقت لاحق مساء، نظمت تجمعات رفعت صور القذافي في طرابلس.
- وفي مؤشر إلى المأزق الذي يواجهه نظام القذافي، أعلن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو أن طرابلس أعطت كاراكاس موافقتها على تشكيل بعثة سلام مهمتها ايجاد حل سلمي للازمة.
وقرأ وزير الخارجية الفنزويلي في الرسالة الليبية «نعطيهم موافقتنا على اخذ كل الاجراءات اللازمة لاختيار أعضاء (هذه اللجنة) وتنسيق مشاركتهم في هذا الحوار». وأضافت الرسالة الليبية «نؤكد دعمنا مبادرة سيادة الرئيس (الفنزويلي) هوغو تشافيز في ما خص تشكيل لجنة مساع حميدة».
وأضاف مادورو أن اللجنة التي ستشكل من «الدول الناشطة والنافذة في اميركا اللاتينية وآسيا وأفريقيا» مهمتها «المساهمة في تشجيع الحوار الوطني بهدف ضمان أمن واستقرار الشعب الليبي».
- وأصدرت منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) بلاغا إلى أجهزة الشرطة في مختلف أنحاء العالم تتضمن «تنبيها» حول الرئيس الليبي معمر القذافي و15 ليبيا آخر متورطين في قصف المدنيين. وأعلنت الانتربول في بيان أن «الأشخاص الذين تشملهم هذه المذكرة اعتبروا متورطين أو متواطئين في التخطيط لاعتداءات، بما فيها القصف الجوي، على المدنيين».
وشملت المذكرة كلاً من القذافي وأبنائه سيف الإسلام وخميس وهنيبعل ومعتصم والساعدي ومحمد وسيف العرب، وابنته عائشة، رئيس مكتب الارتباط للجان الثورية عبد القادر محمد البغدادي، ومدير جهاز الاستخبارات الخارجية أبو زيد عمر دوردة، ووزير الدفاع اللواء أبو بكر يونس جابر، وقائد الأمن الشخصي للقذافي عبد القادر يوسف دبري، ووزير الخدمات معتوق محمد معتوق، وابن عم الرئيس الليبي، سيد محمد قذاف الدم، ومدير جهاز الاستخبارات العسكرية عبد الله السنوسي.
وفي نيويورك، أعلن متحدث باسم الامم المتحدة أن القذافي ابلغ المنظمة الدولية انه فصل مندوب ليبيا في المنظمة الدولية عبد الرحمن شلقم، الذي اعلن انشقاقه السبت، وعين مكانه وزير الخارجية السابق علي التريكي.
وأشار المتحدث إلى أنّ نظام القذافي بعث برسالة قال فيها انه نزع اعترافه بشلقم، وكذلك الامر بالنسبة لنائب المندوب الليبي ابراهيم الدباشي، كممثلين عن ليبيا في الامم المتحدة، لكنه أوضح أنه من غير الواضح بعد ما إذا كانت الأمم المتحدة ستقبل بهذا التعيين.

المصدر: السفير+ وكالات

إقرأ أيضاً:

مستقبل الثورة الليبية والصراع على طرابلس

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...