المصارف الخاصة تتأخر بإصدار ميزانيتها وتعد بدعم البورصة

10-05-2007

المصارف الخاصة تتأخر بإصدار ميزانيتها وتعد بدعم البورصة

بدأت أول أمس المصارف الخاصة نشر ميزانيات العام الماضي 2006 مسجلة مخالفة للقانون التجاري الذي حدد نشر الحسابات الختامية للشركات بعد نهاية السنة المالية بفترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر..

وإضافة لذلك فقد حددت هيئة الأوراق والأسواق المالية مهلة 45 يوماً فقط لنشر الميزانيات الختامية للشركات المساهمة من مصارف وغيرها وكذلك المدة المحددة من قبل الجمعيات العمومية للمصارف أو قانون المصارف الخاصة.‏‏

ولكن المصارف يبدو أنها ما زالت تعاني من بعض (عقد ) المركزي التي يبدو أنها ستطول من كثرة الاجراءات والتعديلات التي يطالب بها هذه المؤسسات المالية..‏‏

المصرف المركزي أضاف لقائمة مطالبه من المصارف ضرورة البدء بتطبيق المعايير المحاسبية الدولية في حساباته وميزانياته وهذا أمر ضروري وهام للارتقاء بعمل المصارف وتنظيم وتوحيد عملياتها المحاسبية بما يمكن في فترة لاحقة اعتماد جداول محددة وبالتالي سهولة المراجعة والتدقيق ولكن المركزي اشترط أيضاً التعامل مع مدققي حسابات خارجيين يتم اعتمادهم من قبل المصرف المركزي.‏‏

ولكن هذه القائمة لم تصدر بعد من قبل المصرف المركزي الأمر الذي دعا المصارف الخاصة للجوء الى شركات التدقيق الخارجي العاملة في سورية والمعروفة والمعتمدة من قبل عدة هيئات محلية منها هيئة أسواق المال وهيئة الإشراف على التأمين..‏‏

علماً أن ملاحظات عدة وجهها المحاسبون القانونيون لهذه الهيئات باصدارها قوائم المحاسبين القانونيين الذين يجوز لهم تدقيق حسابات وميزانيات الشركات وهو يعتبر برأي المحاسبين مخالفاً لقرار تنظيم مهنة المحاسبين الذي يؤكد على أن الشهادة التي تمنحها وزارة الاقتصاد لاعتماد المحاسبين القانونيين كافية لاعتمادهم و السماح لهم بالعمل في أي مجال وهناك الكثير من الخبرات في هذا المجال..‏‏

مديرو المصارف الخاصة عند سؤالهم عن سبب التأخير في انجاز واصدار الميزانيات الختامية التي ينتظرها المساهمون قالوا : إن سبب التأخير ليس من هذه المصارف فالأتمتة موجودة وتشمل جميع العمليات والحسابات يمكن أن تصدر لدينا أولاً بأول وفي أي وقت دون اشكالات وتم اعداد هذه الميزانيات في ضوء التعليمات الواردة من المصرف المركزي وبما ينسجم مع ميزانيات العام السابق 2005 .‏‏

ولكن مع نهاية العام الماضي فوجئنا بصدور القرار 249 عن مجلس النقد والتسليف بتاريخ 26/12 وتمت المصادقة عليه من رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 11/2007 ويقضي هذا القرار باعتماد التعليمات الخاصة بمراكز القطع الأجنبي المرفقة بهذا القرار إضافة الى كل من الميزانية المعدة للنشر وبيان الدخل وحساب الأرباح والخسائر التي تأثرت بالتعديلات التي طرأت على التعليمات الخاصة بمراكز القطع حيث تم ادخال عدد من الحسابات الفرعية والطلب الى المصارف المرخصة العمل على تطبيق وتنفيذ ما ورد فيها..‏‏

وأوضح مديرو المصارف أن هذا الطلب يعتبر غريباً وخاصة ما يتعلق بتبويب الميزانية فالبعض من هؤلاء المديرين قال:إن نتيجة هذه الطلبات سيظهر أن المصرف تراجعت أرباحه في 2006 عن 2005 لأن التبويب المطلوب يشير الى الرقم النهائي للأرباح ومقارنته بين عامين غير أن الصحيح غير ذلك لأن هذه الأرقام النهائىة يتدخل فيها سعر صرف العملة الأجنبية ففي 2005 ونتيجة ارتفاع سعر الصرف حققت المصارف أرباحاً تعتبر وهمية ناتجة عن إضافة زيادة سعر الصرف على مركز القطع البنيوي والذي يمثل العملة الأجنبية الذي يحتفظ بها المصرف من رأس المال وهي تعتبر أرباح غير محققة لأن رأس المال من الموجودات الثابتة ولا يمكن استثماره وفي الوقت نفسه مع تراجع سعر الصرف في عام 2006‏‏

تم تسجيل خسائر غير محققة نتيجة العملية الحسابية نفسها وهذه تعتبر أرباحاًأو خسائر غير محققة لأنها مرتبطة باسعار الصرف ورأس المال ولهذا فإن تسجيل الرقم النهائي للأرباح حسب التبويب المطلوب من المركزي سيظهر وكأنه خاسر أو أرباحه تراجعت مقارنة مع العام 2005 وهذا غير صحيح لأن جميع المصارف حققت نسبة نمو وزيادة في الأرباح عام .2006‏‏

الأمر الآخر الذي تمثل في اعتراضات بعض مديري المصارف هو حول نشر بيانات عن الحسابات الختامية لميزانية 2006 في الصحف المحلية والاعتراض كان على كثرة البيانات لأن المواطن من مساهم أو متعامل لا تهمه هذه البيانات فما الغاية من نشرها!!‏‏

ومصادر في المركزي أشارت الى أن الغاية هي الشفافية في التعامل مع الزبائن والمساهمين ولكن إدارات المصارف أوضحت أن كثرة هذه البيانات غير مطلوبة للنشر وهو ما تبعته معظم المصارف العالمية وكل مصرف عادة يصدر بيانات ومطبوعة عن كل العمليات الحسابية والمصرفية وايداعات وقروض وغيرها وهذا الدليل متوفر للمساهمين والمتعاملين وينشر على موقع المصرف الالكتروني ويحقق الشفافية المطلوبة وللمركزي الحرية الكاملة في متابعة هذه البيانات بموجب دوره الرقابي ولكن النشر في الصحف لا يتطلب عادة كل هذه التفصيلات والمعايير المحاسبية الدولية تبحث في قضايا مختلفة عن نشر البيانات..‏‏

ومع ذلك فقد أكد مدراء المصارف الخاصة الذين التقيناهم على عدم وجود مشكلة مع المركزي فيما يتعلق بالبيانات ولكن المشكلالت هي كثرة التعديلات التي سيتم طلبها.‏‏

وهذا يؤخر عمل وإنتاجية المصارف وكل ما ندعو إليه هو اعتماد قرار موحد يطبق بشكل دائم دون الحاجة لتعديله كل فترة فالاستقرار مطلوب للسوق لتبدأ بالنهوض..‏‏

زمن جهتها أعربت المصارف الخاصة عن استعدادها دخول سوق دمشق للاوراق المالية عبر طرح سندات واسهم او فتح خطوط ائتمان لمصادر تمويلية طويلة الاجل في خطوة اعتبرها البعض هامة لخلق ادوات مصرفية جديدة.

وقال وليد عبد النور مدير بيبلوس سورية ان المصارف الخاصة ستخلق الايام القليلة المقبلة خدمات مصرفية جديدة تساعد على ايجاد دورة اقتصادية في السوق المالية السورية بعدما اكد ان جميع المصارف الخاصة ستطرح اسهمها للاكتتاب العام وسترفع رأسمالها لجهة ايجاد برامج استثمارية مختلفة وامتلاك القدرة التمويلية على المدى الطويل.‏‏

ولفت انه سيكون بامكان الناس الاقبال على الاسهم التفاضلية في المصارف خصوصا اذا ما بدأت سوق الاوراق المالية تأخذ دورها في خلق نوع من الادوات المصرفية بحيث تتوفر مصادر تمويل جيدة مشيرا الى دور القطاع الخاص المصرفي الآن في جمع رأسماله وتأمين خطوط ائتمان للحصول على الكتلة النقدية الثابتة بشكل ينعكس على العملية الاستثمارية التنموية.‏‏

من جانب اخر استبعد د. راتب الشلاح رئيس الغرف التجارية ان ينعكس استثمار المصارف بالاسهم سلبا على وضعها بعد انطلاق سوق الاوراق المالية وقال ردا عن سؤال حول امكانية حصول مضاربة بالاسهم ان السوق المالية هي سوق حساسة يمكن ان تحقق ارباحا كما يمكن ان تحقق خسائرا لكن المصارف الجيدة تعتمد على ادارة مخاطر محكمة ولا تعتمد على المضاربة في الاسهم قبل ان يشير الى ان حقيقة تراكم السيولة في المصارف يضع تحديا كبيرا امامها وهو تطوير آليات من شأنها تدوير السيولة الاضافية لافتا الى ان المصارف السورية استطاعت ان تستقطب جزءا من هذه السيولة الاضافية والتي يجب ادارتها لمصلحة المستثمرين.‏‏

الى ذلك بدأت سوق دمشق للاوراق المالية التي من المرجح ان تقلع قبل نهاية العام ترخي بظلالها على المصارف الخاصة خصوصا بعد ان طرحت هذه الاخيرة اسهمها للاكتتاب العام ورفع بعضها رأسماله كبداية لسوق مالية بينها.‏‏

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...