الكوميديا السورية تدخل غرفة الإنعاش؟

14-11-2009

الكوميديا السورية تدخل غرفة الإنعاش؟

في الفترة السابقة، حقّقت بعض المسلسلات الكوميدية السورية رواجاً كبيراً في سوق الفضائيات العربية، وخصوصاً الأعمال التي قدّمت حلقات منفصلة وحملت طابعاً نقدياً. لكن مع إصرار صنّاع بعض هذه الأعمال على الاستمرار في تقديمها من دون أي جديد، راح النجاح يفقد بريقه تدريجاً. ووقعت هذه الأعمال في مطبّ التكرار على صعيد الفكرة والأداء، فباتت اليوم تواجه مآزق مختلفة.جيني إسبر في «بقعة ضوء».
أبرز هذه الأعمال هو مسلسل «مرايا» الذي يعاني أزمة البحث عن منتج. بعدما وصل الممثّل السوري ياسر العظمة إلى طريق شبه مسدود، لجأ إلى تكرار الأفكار نفسها بأسلوب تمثيل واحد. وهذا الأسلوب يركّز فقط على تقليد لهجات القرى السورية، وخصوصاً الساحلية منها. غير أنّ ما كان يضحك الجمهور السوري والعربي، لأنّه كان يُعتبر تخطّياً للخطوط الحمر المرسومة من الرقيب، لم يعد له الوقع نفسه اليوم. وخصوصاً أنّ العظمة بدأ عمله الكوميدي هذا في الثمانينيات من القرن الماضي! هكذا بدا الممثل السوري غائباً عن كل ما يجري حوله من تغيّرات اجتماعية أو على صعيد صناعة الدراما. بالتالي، فإنّ تاريخه الحافل بالنجاحات لن يشفع له حالياً عند المنتجين.
وفي محاولة لتفادي هذه الأزمة، أدخل العظمة سابقاً الإعلانات التجارية ضمن مشاهد مسلسله، بل ذهب أبعد من ذلك فسجّل بعض أغاني تلك الإعلانات بصوته، ليعترف بعد ذلك بأن عمله ظهر في تلك السنة منفِّراً للمشاهد. عندها، حاول البحث عن أفق جديد لتحقيق استمرارية العمل الكوميدي الذي اعتُبر أول عمل ناقد قُدِّم على شكل حلقات منفصلة، تعتمد على أكثر من كاتب. فيما استأثر ياسر العظمة بأغلب أدوار البطولة وحده.
ورغم مشاركة مخرجين متميّزين في العمل، إلا أنهم لم يتمتّعوا بالحرية المطلقة في خياراتهم الفنية، فاستطاع المشاهد التقاط مجموعة من المشاهد المأخوذة عن الأدب العالمي من دون إشارة القيمين على العمل إلى النصّ الأصلي. أما على صعيد الكتّاب، فبرزت مشكلة من نوع آخر. اشتكى كتّاب شباب عرضوا أفكارهم على العمل فرُفضت، من اعتماد هذه الأفكار لاحقاً وتسجيلها باسم أحد كتّاب «مرايا».
مع ذلك، ظلّ هذا العمل فرصة لبعض الممثلين الشباب الذين انطلقوا منه ليثبتوا مواهبهم. فيما مثّل المسلسل من جانب آخر منبراً لرفد الدراما السورية بوجوه ليس لها أدنى علاقة بفنّ التمثيل.
حالياً، يبدو أن عجلة العمل السوري الناقد ستتأخر عن الإقلاع كثيراً هذا العام. إذ صدرت تصريحات عن فريق العمل أكدت أن المسلسل لن يعرض في رمضان «تفادياً لشرط المتابعة الرديء في شهر رمضان الذي تُعرض فيه مئات الأعمال العربية». لكن انتهى رمضان ولم يبدأ بثّ الموسم الجديد من العمل، رغم ما تردّد عن جهوزية النصّّ، والاتفاق على التعاون مع المخرج السوري مأمون النبي. وعلمت «الأخبار» من مصادر موثوقة أنّ العظمة اجتمع مع أكثر من منتج لكنه لم يصل معهم إلى صيغة مرضية تخوّله البدء في إنجاز «مرايا 2010». رغم أن المسلسل حققت بعض أجزائه أرقاماً قياسية في عدد مرات العرض على المحطات العربية.
من جهة أخرى، لا يبدو وضع مسلسل «بقعة ضوء» الذي نافس «مرايا» طويلاً، في حال أفضل. إذ يعاني من إصرار منتجيه على تقديم أجزاء جديدة منه بعد مرور ستة مواسم على البدء بعرضه. وقد عمل على المسلسل في جزئه الأول كل من المخرج الليث حاجو والممثلين أيمن رضا وباسم ياخور. لكن الوضع تغيّر اليوم، إذ اختارت «شركة سوريا الدولية» المنتجة، رضا وحده للإشراف على العمل.
ويبدو أن الزمن الذي كانت تتهافت فيه السيناريوهات على هذا العمل، من أهم الكتاب السوريين قد ولى بالفعل. إذ أسهمت نصوص كل من ممدوح حمادة ودلع ممدوح الرحبي وخالد خليفة وفؤاد حميرة وكوليت بهنا في تقديم صورة اجتماعية ساخرة عما يعانيه المجتمع السوري. لكن الوضع تغيّر وبدأت تظهر على شارة العمل أسماء لكتّاب لم ترقَ نصوصهم إلى المستوى المقبول.
انطلاقاً من هذا الواقع، أعلنت الشركة المنتجة هذه المرة عن استعدادها لتلقي النصوص المكتوبة. وحتى الآن، لم يظهر اسم أحد من الكتّاب الذين أسهموا في نشوة هذا العمل. وقد جدّد أيمن رضا في اتصال مع «الأخبار» الدعوة لكل الكتّاب الذين يرغبون بالكتابة لـ«بقعة ضوء» بتقديم نصوصهم. وأكد أن مطلع نيسان (أبريل) من العام المقبل سيكون موعداً للتصوير. ويضيف أن العمل سيقوده عدد من المخرجين الشباب من دون أن يكشف عن أسمائهم. وقد علمت «الأخبار» أن باسم ياخور قد اعتذر عن عدم المشاركة، وهو الأمر الذي قال رضا إنّه لم يحسم بعد.

«ضيعة ضايعة» مجدداً

في إحدى اللوحات التي قدّمها مسلسل «بقعة ضوء»، يظهر كل من باسم ياخور ومعه نضال سيجري، في شخصيتَي صيادين من قرى الساحل السوري. الكاراكتير نفسه جسّده الممثلان في مسلسل كوميدي من ثلاثين حلقة اسمه «ضيعة ضايعة» (إخراج الليث حاجو) وقد عرض في رمضان قبل عامين، وحقق نجاحاً لم يتوقعه صنّاعه. لكن السؤال هنا عن إمكان تكرار النجاح مع أحداث الجزء الثاني من «ضيعة ضايعة»، وخصوصاً أنّ الشركة المنتجة حسمت أمرها بشأن بدء تصويره في الأيام القليلة المقبلة بعدما تأجّل موعد التصوير لأكثر من مرة.

وسام كنعان

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...