العراق: "داعش" يفتتح معركة العشائر: 400 قتيل من البونمر ومواجهات مع عشيرة الجبور

تفاعلت في العراق، أمس، قضية تنفيذ تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" مجزرة جديدة بحق أفراد عشيرة البونمر في محافظة الأنبار، مع تصاعد أرقام القتلى الذين طالتهم إعدامات التنظيم، لتقارب بحسب أحد شيوخ العشيرة الـ400 قتيل، بينهم نساء وأطفال قام مسلحو التنظيم بإلقائهم في بئر في قرية زاوية البونمر.
وفي وقت أكدت الحكومة العراقية تنفيذ ضربات جوية بالقرب من قضاء هيت، رداً على هذه المجزرة، وسع التنظيم الذي أقام استعراضاً عسكرياً في الموصل أمس، دائرة استهدافه للعشائر، ليطال عشيرة الجبور في محافظة صلاح الدين، وهي العشيرة التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري.
وفي هذه الأثناء، زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الكويت، في زيارة بدا أنها ركزت على طلب عراقي بقطع مصادر التمويل على مقاتلي "داعش"، حيث أكد وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح، التزام بلاده بقرارات مجلس الأمن في "مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه".
واستغل الجعفري زيارته الكويت، للإعلان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي، عن إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين. وأكد الجعفري وجود تقدم ميداني في مدينة الفلوجة، مشيراً إلى أن "القوات المسلحة العراقية كثفت جهودها عقب الظروف الاستثنائية في الموصل للحيلولة دون امتداد هذه النكسة إلى باقي المحافظات"، جازماً بأن "قضية بيجي انتهت وهنالك تقدم في الفلوجة ومناطق أخرى خارج محافظة الأنبار".
وجدد الجعفري رفض بلاده أن تشمل عمليات "التحالف الدولي" تدخلا بريا على الأراضي العراقية. وأوضح "ليس من السهل أن نتقبل تدخل أي دولة لولا الظروف الاستثنائية التي مرت بالعراق، لكن المعركة غير المتكافئة أدت إلى تشكيل التحالف الدولي الذي طلب أن يمد العراق بشكل محسوب ودقيق من دون أن تبنى قواعد أو يكون هناك امتداد بري". وأشار إلى أن "المساعدات المطلوبة حصرت في الجانب الجوي مع مراعاة سيادة العراق والابتعاد عن الأهداف المدنية، بالإضافة إلى التنسيق مع القوات العراقية".
من جهته، أكد الصباح أن "الكويت ملتزمة بقرارات مجلس الأمن بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه"، وأضاف "اننا نواجه فكرا مدمرا يحتاج إلى مواجهة شاملة لا تقتصر على الحل العسكري".
إلى ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى عشيرة البونمر الذين نفذ تنظيم "داعش" اعدامات جماعية بحقهم في الأنبار، حيث أكدت وزارة حقوق الإنسان العراقية أن 322 من أفراد العشيرة بينهم عشرات النساء والأطفال، قتلوا على يد التنظيم المتشدد، في أول تأكيد رسمي لحجم الخسائر، ولفت بيان صدر عن الوزارة، إلى أنه تم العثور على جثث 50 من النساء والأطفال ملقاة في بئر.
بدوره، ذكر أحد زعماء العشيرة الشيخ نعيم الكعود أن التنظيم "قتل 381 فردا بالرصاص جميهم من أبناء البونمر في هجمات متفرقة الأسبوع الماضي".
وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، ذكرت مصادر أمنية أن عناصر من "داعش" قاموا باعتقال العشرات من أبناء عشيرة الجبور في ناحية العلم، وأشارت إلى أن عملية الاعتقال تمت على خلفية محاولة هؤلاء تشكيل مجموعات مسلحة لقتال "داعش"، كما عمد عدد منهم إلى انزال علم "داعش" عن أحد المباني واستبداله بعلم عراقي، وتوزيع منشورات تدعو إلى القتال ضد التنظيم.
وتقاتل عشيرة الجبور، وهي العشيرة التي ينتمي إليها رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري منذ أشهر إلى جانب القوات العراقية في أحد احياء ناحية الضلوعية في محافظة صلاح الدين، وحالت دون سيطرة التنظيم على هذا الحي رغم هجماته المتكررة ضده.
وأعلنت القوات الجوية العراقية أنها قصفت أهدافا تابعة لتنظيم "داعش" في محافظة الانبار بعد ورود أنباء عن المجزرة التي نفذها التنظيم بحق أبناء عشيرة البونمر. وقال قائد القوة الجوية العراقية الفريق أنور حمة أمين إن الضربات جاءت ردا على عمليات القتل هذه، كما أكدت الوزارة أن الجيش العراقي أنهى عمليته العسكرية في مدينة جرف الصخر بنجاح وأصبح مستعدا الآن للتقدم إلى محافظة الأنبار.
في غضون ذلك، أكدت القيادة الأميركية الوسطى أن طائرات "التحالف" هاجمت وحدات صغيرة لـ"داعش" قرب مدينتي بيجي والفلوجة، بينما طالت سلسلة تفجيرات العاصمة العراقية بغداد، حيث قتل 13 شخصا وجرح 30 على الأقل، في تفجير سيارة مفخخة استهدف خيمة عزاء حسينية على الطريق الرئيسي في حي الإعلام جنوب غرب بغداد.
إلى ذلك، قتل شخص وجرح تسعة في هجومين آخرين في منطقة البياع في الحي الصناعي غرب بغداد، وفي الوشاش انفجرت عبوة ناسفة قرب سوق شعبية في منطقة الوشواش. وتتزامن الهجمات مع إحياء شعائر شهر محرم التي يتخللها مواكب حسينية وخيم عزاء.

المصدر: وكالات