العراق: تراجع ميداني لـ«داعش»

06-09-2014

العراق: تراجع ميداني لـ«داعش»

حقق الجيش العراقي وقوات «البشمركة» الكردية، بدعم جوي أميركي، أمس، تقدما عسكريا أدى إلى استعادة عدد من القرى من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في شرق مدينة الموصل، فيما قتل عدد من مسلحي التنظيم في غارات أميركية وعراقية، طالت محافظة الأنبار، في وقت تضاربت الأنباء حول غارة جوية استهدفت قيادات بارزة من «داعش» في مدينة الموصل، حيث تردد أن الغارة استهدفت زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بشكل مباشر.عناصر من قوات الأمن العراقية في بلدة آمرلي، أمس.(رويترز)
وأعلن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أبا بكر زيباري أن «مقاتلات عراقية قامت بعملية انتهت بمقتل الذراع اليمنى لأبي بكر البغدادي المدعو أبو هاجر السوري»، وأضاف أن هذه الضربات جاءت «إثر معلومات محددة» مؤكداً «بلوغ الهدف».
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «ديلي بيست» أن الغارة الجوية على أحد معاقل «داعش» في الموصل، قتلت اثنين على الأقل من قادة التنظيم المتشدد، بما في ذلك أحد مساعدي البغدادي، لافتة إلى أن «التقارير عن مقتل البغدادي شخصياً في غارة جوية أميركية عمّت وسائل الإعلام الكردية والتركية»، كما كررتها للصحيفة نفسها العديد من المصادر العراقية، ولكن مسؤولا في وزارة الدفاع الأميركية نفى أن يكون زعيم «داعش»، قد قتل.
ونقلت «دايلي بيست» عن مسؤول أمني قوله إن الغارة شنّتها طائرات أميركية وليست عراقية، وأن «ثلاثة من قادة داعش قتلوا بينهم مساعد البغدادي أبو حجر الصوفي، وهو متخصص في المتفجرات وقائد التنظيم في بلدة تلعفر». وأشارت إلى أن هذا الاستهداف هو الأول من نوعه، وهو «يدل على أن زعيم التنظيم قد تم استهدافه بشكل مباشر للمرة الاولى منذ بدء الضربات الجوية الأميركية على العراق».
واعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن «قيادة التنظيم معرّضة بشكل متزايد للخطر، وأن البغدادي قد يكون هارباً، ويسعى إلى ملجأ في سوريا».
وفي دلالة واضحة على ازدياد الضغط على تنظيم «داعش» في العراق، تمكنت القوات العراقية مدعومة بمقاتلات أميركية خلال ساعات قليلة، من استعادة السيطرة على عدد من القرى شرق الموصل من قبضة التنظيم بالإضافة إلى جبل زردك الإستراتيجي.
وأعلن نائب قائد قوات حرس حدود إقليم كردستان العميد سيد هَجار، أن «البشمركة» مدعومة من مقاتلات أميركية بدأت في الساعة الخامسة من صباح، أمس، حملة عسكرية واسعة على محور خازر شرق الموصل، وتمكنت «خلال ساعات قليلة من استعادة السيطرة على تلال وقرى قسروك وحساروك وباعدرة وقوجة بالإضافة إلى جبل زردك الإستراتيجي».
وأضاف هجار أن «الغطاء الجوي من قبل الطائرات الأميركية المقاتلة وشنِّها لعدة غارات على مواقع داعش في المنطقة المستهدفة، أدى إلى انهيار خطوط دفاع التنظيم سريعا، ما مكن القوات المهاجمة من استعادة السيطرة على المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة داعش»، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من عناصر «داعش» سقطوا قتلى، إلا أن التنظيم خلّف ثماني جثث من قتلاه والعديد من السيارات المدمرة المحملة برشاشات ثقيلة والكثير من المعدات العسكرية الخفيفة وذلك قبل تقهقره وانسحابه»، مشيرا إلى مقتل عنصر واحد من «البشمركة» وجرح عدد آخر.
وتقع ناحية خازر على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال شرق الموصل، وتبعد حوالي 50 كيلومتراً عن أربيل عاصمة إقليم كردستان.
إلى ذلك أعلن رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت، عن مقتل 20 عنصراً من تنظيم «داعش»، بقصف جوي استهدف مواقع لهم غرب المحافظة، وقال كرحوت إن «طيران الجيش العراقي تمكن، بعد ورود معلومات إستخباراية دقيقة، من قصف ثلاث مواقع ومراكز رئيسية لعناصر داعش» في ناحية بروانة التابعة لقضاء حديثة، غرب الرمادي، وأضاف أن «القصف أسفر عن تدمير أربع عجلات رباعية الدفع مثبّت عليها رشاشات ثقيلة، وإلحاق أضرار كبيرة بالمقرات التي كان العناصر متواجدين فيها».
وفي الموصل، قتل أربعة من مسلحي «داعش»، وأصيب ثمانية آخرون بغارات أميركية شرق المدينة، وقال الطبيب في المستشفى الجمهوري بالموصل وليد جاسم، أن «دائرة الطب الشرعي بالموصل تسلمت، اربع جثث لعناصر التنظيم قضوا بغارات أميركية على منطقة الخازر».
وفي ناحية زمار، يحتشد مقاتلو «البشمركة» عند أعلى التلال المطلة على المنطقة، بانتظار شن هجوم واسع عليها. وقال آمر القوة المنتشرة في المنطقة اللواء موسى غاردي إنه «لا يمكن للبشمركة الاقتراب بسبب وجود قناصة وانتشار العبوات الناسفة في المدينة»، بانتظار التعزيزات والأسلحة الأميركية، ولفت إلى أن «مهمة القوة الرئيسية حاليا، مراقبة المواقع النفطية حتى لا تسيطر عليها داعش وتبيع النفط بصورة غير مشروعة».
سياسيا، طالب المرجع الديني السيد علي السيستاني، أمس، مجلس النواب بإجراء تحقيق في «جريمة سبايكر»، ومعاقبة مرتكبيها، معرباً عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة تشكيل حكومة قوية تتمكن من إدارة البلاد.
وقال ممثل السيستاني الشيخ أحمد الصافي، في خطبة الجمعة، في كربلاء، إنه «مع تدهور الوضع الأمني خلال الأسابيع الماضية شهد العراق بعض الأحداث منها حادثة معسكر سبايكر التي استشهد فيها المئات بطريقة وحشية، والبعض الآخر لا يعرف مصيرهم، وآخرون ربما مازالوا على قيد الحياة»، مطالبا مجلس النواب بـ«التحقيق بهذه الحادثة للوصول إلى الحقيقة، ومعاقبة المسؤولين عنها».
كما أعرب عن أمله أن «تشهد الأيام المقبلة تشكيل حكومة قوية تتلافى المشاكل من خلال فريق نزيه وحازم،» داعياً الجميع إلى «الاستفادة من تجربة الحكومة السابقة»، مشيراً إلى ضرورة «توفر البرنامج الحكومي الواضح»

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...