التخلّص من إدمان المخدرات ممكن لمن وجد إليه سبيلاً

18-01-2010

التخلّص من إدمان المخدرات ممكن لمن وجد إليه سبيلاً

«حاولوا دفعي إلى العلاج... فقلت لهم لا لا لا» هذه ترجمة حرفية (وربما غير موفقة) لأغنية آيمي واينهاوس من ألبوم «باك تو بلاك» الذي نالت عليه النجمة الشهيرة 6 جوائز غرامي وهي في ذروة إدمانها المخدرات. الأسوأ في مسيرة آيمي ليس الإدمان بحد ذاته بمقدار ما هو ترويج نجوميتها كنموذج للشباب العابث عبر بث صور ولقطات فيديو على مواقع الإنترنت، فيما هي تتعاطى جرعاتها. لكن آيمي التي وصفت في بداية صعود نجمها بـ «الديفا» أو الأسطورة أطلقت في وقت لاحق ألبوماً لاقى أيضاً نجاحاً كبيراً واسمه «ريهاب» أو «العلاج من الإدمان».

بريتني سبيرز نجمة أخرى حاولت استعادة سمعتها المهـــنية بألبوم سمته أيضاً «ريهاب»، وكذلك فعلت «ريحانة» وغيرهن من المـــشــاهير الذين باتوا يشهرون خضوعهم للعلاج من إدمان المخدرات أو الكحـــول، كخطوة أولى نحو تبييض صفحتهم أمام جمهورهم. وإذا كانت فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي شهدت انتشاراً واسعاً لاستهلاك المخدرات بين النجوم، إلا أن ذلك الإدمان بقي سرياً يمارس خلف الكواليس وبعيداً من صناعة نجومية الفنان. حتى إذا قضى بجرعة زائدة، جاء موته مفاجئاً وبقيت صورته في الأذهان مشرقة.

ولكن مع تطور التكنولوجيا وثقافة «برامج الواقع» التي عززتها الإنترنت تدهورت صورة النجوم وصار الجمهور قادراً على مشاهدتهم في أسوأ أوضاعهم الإدمانية المزرية (يكفي البحث على غوغل عن صور لأيمي) وبات المخرج الوحيد أمام استمرار تلك النجومية تقديم نماذج معاكسة تروج لثقافة «العلاج» كقيمة إيجابية.

ولعل من المؤسف ألا يكشف نجوم عرب ممن يمثلون قدوة لكثير من الشباب في قصات الشعر واللباس والسلوك، عن مرورهم بفترات إدمان وخروجهم منها، مكرسين بدورهم ثقافة العيب التي تعامل المدمن كمجرم وليس كشخص يحتاج المساعدة. وتلك الثقافة راسخة في كثير من البلدان العربية، ليس فقط بسبب النظرة الاجتماعية، وإنما أيضاً بسبب قوانين مجحفة تطبق على المتعاطين. فغالباً ما يودع هؤلاء السجن إلى جانب مجرمين ومروجين ويحاكمون كتجار وليس كضحايا لتلك التجارة. والأكثر إيذاء ربما في تلك الفترة أن أحداً لا يخبرهم بأن لهم بعض الحقوق ولا يطلعهم على إمكان العلاج وسبل الوصول اليه فيخرجون أكثر عزماً على التعاطي. فتح ملحق شباب ملف العلاج من الإدمان محاولاً التركيز على بصيص الأمل في نهاية النفق المظلم وإمكانات الخروج منه. فإذا كنا متفقين على مساوئ الإدمان، إلا أننا مختلفون كثيراً في طرق معالجته اجتماعياً وطبياً وقانونياً.

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...