الاستخبارات التركية تدرب مقاتلي القاعدة في سوريا

02-08-2013

الاستخبارات التركية تدرب مقاتلي القاعدة في سوريا

كشفت التطورات الأخيرة في الملف الكردي في سوريا، مدى التورط التركي مع الجماعات التكفيرية التي أعلنت حرباً على الأكراد لحساب الدولة التركية التي مدت إليهم يد المساعدة على مختلف أنواعها، إلى درجة السماح لهم بإدخال الدبابات عبر الحدود التركية للضغط على الأكراد وجرهم إلى الحضن التركي، على غرار التجربة العراقية.

فقد رمت تركيا بكل ثقلها السياسي والعسكري لمنع "الكابوس الكردي" من التحقق على حدودها الجنوبية مع سوريا، في مفارقة لافتة مصدرها أنها تقوم بشيء مشابه، لكن لهدف معاكس مع أكراد العراق، الذين تشجعهم من أجل الاستقلال عن دولتهم الأم.

المعلومات والوقائع تفيد بأن تنسيقاً على مستوى رفيع يجري بين الاستخبارات التركية والجماعات التكفيرية التي بمنزلة "الفتى المدلل" لها من بين كل القوى الموجودة على الساحة السورية، على قاعدة أن قيام "إمارة الخلافة" على حدود تركيا الجنوبية هو أسهل بكثير من قيام حكم ذاتي كردي "انفصالي"، فتركيا هي"دولة خلافة" بالمفهوم الأردوعاني، ومن الأسهل بالنسبة إليها التعامل مع الأيديولوجيات من التعامل مع القوميات.

وتحدثت المعلومات الواردة من تركيا عن تجميع الاستخبارات التركية لـ70 من قيادات الجماعات التكفيرية العاملة في سورية، بالإضافة إلى قادة الجماعات المقاتلة التي ترفع راية ما يسمى "الجيش الحر"، وتم حثها على توحيد جهودها لمقاتلة الأكراد ومنعهم من التفكير بأي نوع من النشاط المزعج لتركيا، ثم توجته بلقاء مع زعيم أكراد سورية صالح المسلّم وتخييره بواسطة الترغيب والترهيب بين "الكيان الانفصالي" والغضب التركي، وتلقى وعوداً بتقديم تسهيلات "حدودية" مقابل الانضمام إلى المقاتلين العاملين تحت راية التحالف المناهض لسورية.

وفي تقرير موسع نشرته جريدة "طرف" التركية، ألقت الصحيفة المعروفة بنفسها المعارض لحكومة "العدالة والتنمية" الضوء على العلاقة بين النظام التركي والجماعات التكفيرية، وتحت عنوان "منتسبو القاعدة يقولون كلمة السر في تركيا قبل الدخول إلى سوريا" كتبت الصحيفة نقلاً عن شخصيات مقربة من “تنظيم القاعدة" لتكشف كيف يتم نقل منتسبي القاعدة من اسطنبول إلى سوريا.

 وقالت الصحيفة إن "القادمين من أفغانستان والشيشان ينقلون إلى الحدود السورية، وهناك يدلون للمخابرات والشرطة والجيش التركي إلى أي منظمة واسم القائد الذي ينتمون إليه، ثم يسمح لهم بعبور الحدود إلى سوريا".

 وأكدت الصحيفة أن "العديد من أعضاء الشرطة التركية المتقاعدين يقومون بتدريب عناصر القاعدة في سوريا".

واللافت أن الأمر لا يقتصر على الحدود، بل يتعداه إلى العمق، حيث إن السلطات التركية اضطرت إلى معالجة قضية قتلة الكاهن السوري من خلال اعتقالهم نتيجة ضغط دولي، لكن الإخراج أتى فاشلاً لجهة الإعلان عن اعتقالهم في قونيا؛ في العمق التركي، ما يؤشر إلى مدى تغلغل هؤلاء في تلك البلاد التي بدأت معارضتها برفع الصوت لإنقاذها من المستقبل الآتي.

المصدر: الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...