الإطلاق الرسمي لمشروع شباب في حلب

22-08-2007

الإطلاق الرسمي لمشروع شباب في حلب

لديهم افكار مبدعة .. قدمنها بمشاريع عمل متميزة.. لمسنا ذلك عندما تخرجن.. هكذا تحدثت المتطوعة وسيدة الاعمال ياسمين كيالي /26 سنة/ عن مشاركتها في مشروع شباب وقالت: توجهت بمشاركتي الى مدارس الفتيات في حلب وحرصت على ذلك، فوجئت فعلا بما لديهن من افكار وكل ما يحتجنه فعلا هو التوعية بعالم الاعمال، وهو الفرصة ليروا مامهم ما قد يحلمن به او يفكرن فيه، دورنا في تقديم خبراتنا ومعارضنا عن عالم الاعمال ليحول الشباب الافكار المجردة والنظرية الى اعمال ومشاريع ميدانية .. دورنا هو توضيح العالم المجهول امامهم احيانا على حقيقته بتحدياته وايجابياته، وتضيف كيالي: لست انا من قدم الفائدة لهم في مشروع شباب.. هم اضافوا الي الكثير من الافكار واستفدت منهم ومن مشاركتي معهم وفي المشروع عموما.

‏ ياسمين كيالي هي واحدة من مجموعة من المتطوعين والمتطوعات من عالم الاعمال الذين انضموا لمشروع «شباب» احد مشاريع الامانة السورية للتنمية والذي بدأ العمل كمرحلة تمهيدية منذ عام ونصف تقريبا، مساء امس بحضور السيدة اسماء الاسد اطلق المشروع رسميا بتكريم السيدة اسماء لمجموعة من رجال وسيدات الاعمال المميزين المشاركين في المشروع بعد ان انطلق فعليا من حلب كبرى المناطق الصناعية والتجارية ليصل الى سبع محافظات مستهدفا فيها قرابة 4500 شاب وشابة من الطلاب في المدارس حتى الجامعات بحزمة برامج. ‏

السيدة أسماء التي تابعت مراحل عمل المشروع ونتائجه اكدت ان اهم ما نقدمه للشباب هو توسيع خياراتهم المستقبلية عبر تزويدهم بمهارات العمل الاساسية ليعيشوا حياة ملأى بالنجاح الشخصي والمهني. ‏

ما مشروع شباب؟ وما اهدافه ورؤيته والفئة المستهدفة منه؟ ‏

اجوبة حصلنا عليها من مديرة مشروع شباب يمامة العريبي في عرض قدمته لخص مراحل المشروع فقالت: ‏

انطلق المشروع قبل عام ونصف في حلب بثلاثة برامج ويعد مشروع شباب نهضة وطنية على صعيد المجتمع المحلي وتتلخص اهدافه في دعم ثقافة ريادة الاعمال عند الشباب وتشجيعهم على دخول عالم الاعمال من خلال تزويدهم بالمهارات الاساسية اللازمة ليصبحوا افرادا منتجين في المجتمع اضافة لخلق وجهة نظر ايجابية في المجتمع تجاه العمل في عالم الاعمال وتأسيس المشاريع الخاصة ويطبق «شباب» كمشروع خمسة برامج موجهة الى من اعمارهم بين 15 ـ 24 سنة والبرامج هي التوعية بعالم الاعمال، التعرف الى عالم الاعمال وخبرة عمل وعيادات العمل وبرنامج «بزنس شباب» مشيرة الى أن سوق العمل يتطلب اكثر من طبيب ومهندس ويتطلب كل المهارات وفي كل الاختصاصات والمجالات، وقالت العريبي: لسنا مركز تدريب نحن نذهب الى الشباب والشابات بالبرامج الموجهة الخمسة، كل منها يوجه الى فئة، فمثلا برنامج خبرة عمل موجه للفئة من 15 ـ 18 سنة وهو لمدة اسبوع يقدم في ايام العطل اما برنامج التوعية بعالم الاعمال فهو لطلاب الصف العاشر ويقدم لمدة يومين معتمدا على المتطوعين من عالم الاعمال الذين يقدمون خبراتهم بدل الاساتذة للطلاب ويعرضون تجاربهم او معارفهم ويبسطون المفاهيم امام الطلاب وقدم البرنامج لاول مرة في حلب وامتد بعد ذلك اما برنامج تعرف الى عالم الاعمال فيقدم لطلاب الجامعات بمعدل مئة ساعة ومن قبل اساتذة مدربين، وسورية اول دولة عربية قدمته من بين 22 دولة في العالم وهو لدعم ثقافة الريادة، بمعنى كيف أكون ريادياً في مهنتي أو حتى في المنزل وحياتي الشخصية؟. ‏

البرامج الثلاثة قدمت في حلب وبدأت منها ثم انطلقت الى باقي المحافظات، ووصل عدد الطلاب المستفيدين منها في حلب الى حوالى 1752 طالباً وطالبة منذ شباط العام الماضي، وتضيف العريبي: 10 شركات استفدنا منها في برنامج خبرة عمل الذي يقوم فيه الطلاب المشاركون بزيارة ميدانية للشركات والمؤسسات الراغبة بفتح أبوابها أمام المشروع. ‏

130 متطوعاً ومتطوعة وصل عدد المشاركين في مشروع شباب في المحافظات كافة وفي حلب وحدها كان هناك 82 متطوعاً من سيدات ورجال عالم الأعمال، يتطوعون بمشاركتهم للشباب بوقتهم وبخبرتهم وبفتح أبواب مؤسساتهم واستضافة المشاركين في البرامج، ليدرجوا بصمة جديدة وثقافة جديدة الى عالم التطوع. وتقول مديرة مشروع شباب: المشروع كبير والفئة المستهدفة كبيرة ونحتاج الى الكثير من المتطوعين الراغبين بدعم المشروع لإنجاحه وتوسيعه، فالخطة المستقبلية للمشروع للعام القادم هي 40 مدرسة في حلب وحدها و55 مدرسة مهنية في المحافظات كافة لبرنامج تعرف الى عالم الأعمال. ‏

الشاب محمد فاضل /16 سنة/: استفدت من أربعة برامج من المشروع، استفدت كثيراً من عالم الأعمال وحالياً أفتتح مشروع /محل كمبيوتر/ كان لدى والدي. شبابنا لديهم أفكار لكن يحتاجون للتشجيع والدعم، اليوم بإمكاني ان افتتح مشروعي الخاص، عندما يتحدث أشخاص عن تجاربهم ونجاحهم وحياتهم العملية يكون الاهتمام مختلفا عن شرح ذلك من قبل أساتذة في المدرسة بكلام نظري، ما خلق لدي روح التنافس وازدادت ثقتي بنفسي. بعدما استفدت من ورشات العمل المتنوعة شرحت الفكرة لأهلي ودرسنا الموضوع.. في البداية اعتقدوا انني أمزح ولكن بعد النقاش والشرح لما سأفعله اقتنعوا بذلك. المشروع جعلني أطور تفكيري بالمستقبل. ‏

‏ أنس درويش مدير البرامج في مشروع شباب قال لتشرين: أي برنامج في البداية يتم تجريبه في ثلاث مدارس ثم يقيّم ضمن معايير خاصة لكل برنامج ومدى تقبله ثم يطرح وقبل البدء به نقوم بتوزيع استبيانات للطلاب المشاركين وفي نهاية البرنامج يطرح استبيان آخر. وقد لاحظنا الفرق من المقارنة والدراسة. ‏

سألنا شادي الألشي /29 سنة/ متطوع في شباب: هل عدة أيام تكفي لتغيير قناعات وثقافة راسخة لمفاهيم معينة؟ فقال: الفكرة عند الطلاب ان معيار النجاح هو ان يصبح دكتورا أو مهندسا. ودورنا هو تحويل الفكرة الى الاتفاق على مبدأ ان النجاح هو في كل شيء موجود وهو ما يميزنا عن الآخر. وأضاف: ليس المهم ان نقنعهم وبرأيي ان ما تقوم به شباب كمشروع هو في الوقت ومع الوقت أتخيل فأرى النجاح لهم من توسيع الخيار والفرص أمامهم. ‏

‏ ينظر البعض الى التعليم المهني تحديداً انه بلا مستقبل.. وهي عبارة مخففة لما يردده الأهالي في بعض الأحيان. وينعكس بوضوح بأعداد المتسربين منه ففي إحصاء لمنظمة اليونيسيف قرأت ذات مرة قبل عامين ان نسبة التسرب في سورية من التعليم الثانوي تتجاوز 40% من عدد الطلاب في حين ان نسبة الالتزام بالالتحاق المدرسي تكاد تصل الى أكثر من 98%.. وهو مؤشر خطير ان ما يقارب النصف من الداخلين الى مدارسنا يعودون ليخرجوا منها في سن الخامسة عشرة، هل فكرنا يوما في هذه النسبة ولماذا يتسربون؟.. لماذا يتركون مدارسهم؟ .. ومامستقبلهم؟ .. وكيف نعيدهم؟ ‏

اكثر ما افرحني في مشروع شباب انه في العام القادم سيتوجه الى 55 مدرسة مهنية لينشر ثقافة ومعارف وعلوما جديدة امامهم حيث سيطبق برنامج «تعرف الى عالم الاعمال» تحديدا في كل مدارس التعليم المهني بعد اربع سنوات. ‏

وزير التربية د. علي سعد وعلى هامش الاطلاق الرسمي لمشروع شباب قال: مشروع شباب خطوة في طريق اعادة النظر الشاملة في التعليم المهني ليناسب الدور الذي يعول عليه في هذا الاطار واثر المشرع ايجابي من خلال ادخال منهاج جديد يضاف الى المناهج القائمة حيث يطور «شباب» مستوى وعي الطلبة في ميادين العمل والمشاريع المرتبطة به وطرق بناء المشاريع وسبل تأمين الموارد والمصادر المالية وهو امر يربط بين الجانب النظري والعملي وسيجعل التعليم المهني اكثر جاذبية لدى المواطنين من خلال الاحساس بوجود مستقبل لابنائهم من خلال تزويدهم بالمهارات وبناء قدراتهم باتجاه الاستقلالية والمشاريع الخاصة، بالتأكيد المشروع من جملة المشاريع التي ستقلل نسبة التسرب في التعليم المهني، بدأ تدريب المدرسين ويجري اعدادهم ليطبق المشروع في 55 مدرسة للعام القادم وقد تم بناء اختبار على المستوى الوطني لسبر الاتجاهات نحو المهن التي يحتاجها السوق ويطبق الاختبارات مجموعة خبراء. ‏

وزير التعليم العالي د. غياث بركات قال لتشرين: بدأنا بورشة تدريب لتطبيق برامج شباب في الجامعات السورية وتدريسها بشكل عملي ونظري لبرنامج «تعرف على عالم الاعمال». وحققنا خطوات. واخذنا قرارا باعتماد المنهاج باللغة الانكليزية في السنة الثالثة في بعض الكليات وبشكل تدريجي بدءا من العام 2008 ـ 2009 وللسنة الرابعة للطلاب برنامج «ابدأ مشروعك» لتهيئة الطالب لاكمال مهاراته الريادية في مجال دراسته وبما يتصل به قبل التخرج وندرس خطة تدريب المدرسين وحاليا نفكر في توسيع برنامج «تعرف الى عالم الاعمال» ليشمل السنة الثانية للمعاهد المتوسطة، بدأنا في اربع جامعات وتخرج لدينا عدد من الطلاب، باعتقادي تجربة «شباب» رائدة وناجحة والفضل يعود للسيدة أسماء الأسد التي طرحت هذا البرنامج الطموح الذي من شأنه تطوير مهارات الشباب الابداعية. ‏

فريال زهرة

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...