ازدياد جرائم الشرف في كردستان

11-12-2007

ازدياد جرائم الشرف في كردستان

تواجه سلطات إقليم كردستان العراق ملفا شائكا من قضايا جرائم الشرف التي تشهد ارتفاعا في معدلاتها خاصة خلال الشهور الأخيرة بدعوى ضلوع الفتيات في علاقات غير شرعية.

وأفاد مسؤول في حكومة الإقليم أن 27 امرأة كردية على الأقل تعرضن للقتل خلال الأربعة أشهر الماضية بتهم الضلوع في علاقات غير شرعية. وأوضح يوسف محمد عزيز، وزير حقوق الإنسان بالإقليم، الانتماء الجغرافي للضحايا بقوله: تتحدر عشر قتيلات من أربيل، وإحدى عشرة من دهوك وست من السليمانية، بالإضافة إلي محاولات الانتحار التي قامت بها 97 سيدة أخري خلال الأربعة أشهر الماضية، 60 منهن من أربيل و21 من دهوك و16 من السليمانية، بحسب تقرير أعده الصحافي ضياء السامرائي ونشرته صحيفة "القدس العربي" اللندنية الثلاثاء 11-12-2007.

وأضاف عزيز أن حكومة إقليم كردستان شكلت منذ بداية هذه السنة لجنةً لمعالجة كل أشكال العنف ضد النساء، وعلي رأسها جرائم الشرف، موضحاً أنه تم، منذ ذلك الحين، تنظيم حملات توعية وإدراج مادة حقوق الإنسان في المقرر التعليمي في المدارس بينما تولي الزعماء الإسلاميون التنديد بهذه الظاهرة باعتبارها منافيةً للتعاليم الإسلامية.

وتسعي سلطات اقليم كردستان العراق الى مكافحة جرائم الشرف بحيث بات تعرض النساء الي القتل او الاضطهاد او العنف امرا يوميا من قبل ذويهن وخصوصا اللواتي يرفضن عادات العائلة وتقاليدها. وشكلت حكومة الاقليم في الاونة الاخيرة لجنة متابعة للحد من هذه الظاهرة بعد ان اخفق قانون اصدره مطلع الالفية الجديدة برلمان كردستان ويقضي بعدم تخفيف العقوبة في حالة غسل العار في كبح العنف ضد النساء.
  الى ذلك، قامت وزارة الاوقاف في كردستان بنشر التوعية حول مبادئ الدين الاسلامي بشأن المرأة اضافة لنشاطات وزارة حقوق الانسان لتوعية المواطنين حول حقوق المرأة علي ما اوضح الوزير.

من جانبها اكدت بخشان زنكنة عضو برلمان اقليم كردستان التي ترأس لجنة المرأة في البرلمان ان وتيرة اعمال العنف ضد المرأة قد اشتدت في مجتمع كردستان.

واعربت عن املها بحصول المرأة في الاقليم علي تقدير بعدما تطور وضعها في مجالات عديدة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والدراسي وباتت تساهم في اتخاذ القرار ولو بمستويات ليست عالية.

واكدت زنكنة انه يجري الآن كشف جميع الممارسات ضد المرأة بضمنها ما يحدث داخل العائلة ولم يكن يعلن عنها في الماضي. وشددت، الآن هناك حركة مناهضة للعنف ضد النساء في كردستان.

واشارت عضو البرلمان الى انه على صعيد برلمان كردستان قدمت تعديلات على قانون الاحوال الشخصية لتحقيق نوع من العدالة بين المرأة والرجل في المجتمع.
 وكان برلمان الاقليم قد اوقف في اغسطس/آب 2002 العمل بثلاث مواد من قانون العقوبات العراقي الصادر العام 1969 واهمها القانون الخاص بالقتل بدافع غسل العار او ما يعرف بجرائم الشرف.

وينص القانون على الحكم بالاعدام او السجن مدى الحياة لكل من يرتكب جريمة القتل العمد باستثناء القتل دفاعا عن الشرف حيث ينص علي السجن فترة لا تتجاوز ثلاث سنوات كما ان للقاضي حق اصدار العقوبة مع وقف التنفيذ.

وقد ألقت بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق (يونامي)، في تقريرها حول حقوق الإنسان في العراق، الضوء علي جرائم الشرف باعتبارها أهم مظهر من مظاهر انتهاك حقوق الإنسان في البلاد.

وطالبت البعثة النظام القضائي بإرسال رسائل واضحة حول عدم تسامحه مع عمليات قتل النساء بدعوى المحافظة على الشرف.
  وجاء في التقرير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة لمساندة العراق في يونيو/حزيران 2007 أن عمليات العنف ضد النساء في كردستان ارتفعت بنسبة 18 بالمائة خلال الفترة من مارس/آذار إلى مايو/أيار 2006.

وأكدت يونامي، نقلاً عن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن حكومة إقليم كردستان، حدوث 15 عملية قتل بأدوات غير حادة، و87 عملية قتل بإشعال النار و16 عملية قتل بالرصاص خلال الربع الأول من عام 2007. أما الربع الثاني من نفس العام فقد شهد ثماني حالات قتل بأدوات غير حادة، و108 عمليات إشعال نار و21 عملية إطلاق رصاص.

وأفاد تقرير صادر في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عن وزارة حقوق الإنسان بكردستان أن عدد النساء اللواتي انتحرن بإشعال النار في أنفسهن ارتفع من 36 امرأة عام 2005 إلي 133 عام 2006، كما ارتفع عدد عمليات القتل التي تعرضت لها النساء من أربع عمليات عام 2005 إلى 17 عملية عام 2006.

وتعتبر جرائم الشرف، التي تنبع من الإيمان أن شرف الأسرة أهم من أي شيء آخر، تقليداً قديماً في المجتمع الكردي في العراق وإيران وتركيا بالإضافة إلي المناطق القبلية في باكستان وبعض المجتمعات العربية.
 وفي ظل استفحال هذه الظاهرة الخطيرة اقيمت في اربيل اعمال المؤتمر الدولي للمرأة الكردية للسلام والمساواة لدراسة واقع المرأة الكردية في اقليم كردستان العراق والعمل على انهاء العنف ضدها.

وقال الدكتور سامان شالي رئيس منظمة المؤتمر القومي الكردي (منظمة كردية غير حكومية تأسست في الولايات المتحدة) ان المؤتمر هدف الي بناء جسور العلاقة بين المرأة في الغرب وفي كردستان وتحديد العراقيل التي تعوق تطور المرأة .

واضاف عملنا علي تحديد العراقيل التي تحول دون تطور المرأة وكيفية تفعيل دورها من الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية واعداد دراسة حول العنف الذي تتعرض له المرأة. كما دعا إلى تشكيل منظمة باسم منظمة المرأة العالمية للحياة في اقليم كردستان واعلن عن دعم منظمته للجهة التي ستبادر إلى تشكيل منظمة وفق هذا النمط.

ومن جانبها اشارت الدكتورة جنان قاسم وزيرة حكومة اقليم كردستان لشؤون المرأة أن المؤتمر ناقش العديد من المحاور منها العنف ضد المرأة، ودور المرأة في المجتمع وفي قضايا السلام والمساواة ودورها مع الاديان وموقع المرأة في المجتمع الكردي.

واوضحت ان المؤتمر خرج بمجموعة توصيات سنعمل على إدراجها ضمن برنامج وزارتنا لتطبيقها والعمل على تنفيذها من قبل الحكومة.

يشار الى ان المنظمات والاتحادات النسوية الكردية حققت مكاسب للمرأة من خلال اجراء تعديلات على قانون العقوبات العراقية.

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...