اختتام احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية

24-03-2007

اختتام احتفالية حلب عاصمة الثقافة الإسلامية

برعاية الرئيس بشار الأسد اختتمت مساء امس فعاليات احتفالية حلب عاصمة للثقافة الاسلامية في صالة الاسد الرياضية بحلب.

ومثل الرئيس الأسد في حضور حفل الاختتام المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء الذي القى كلمة نقل في مستهلها تحية الرئيس الأسد راعي الاحتفالية وتقدير سيادته لكل من شارك وساهم في انجاحها من باحثين ومفكرين وفعاليات ثقافية واجتماعية وادارية واقتصادية ومؤسسات ثقافية عربية واسلامية. وأكد المهندس عطري في كلمته أهمية تكريس ظاهرة الاحتفال بعواصم الثقافة الاسلامية لما يبعث ذلك من تقدير واعتزاز بدور المدن الاسلامية ولما تنطوي عليه هذه الظاهرة من دلالات ومعان ولاسيما في هذه المرحلة حيث تتعرض الحضارة الاسلامية وتراثها الى حملات مغرضة واتهامات باطلة ترميها بما ليس فيها، بعض الاصوات الحاقدة وتصفها بما هو بعيد عن جوهرها الحقيقي وصورتها الناصعة المشرقة. ‏

وقال: من هذا المنطلق كانت فعاليات هذه الاحتفالية التي نختتم نشاطاتها الثقافية والفكرية والفنية رسالة عبرت عما كان للمدن الاسلامية وللثقافة الاسلامية من دور تنويري زاخر بالرؤى المبدعة والافكار الخلاقة التي أثرت الحضارة الانسانية وعززت وشائج التواصل والتعايش واللقاءات بين الثقافات والشعوب. ‏

واضاف المهندس عطري ان حلب وبشهادة العلماء والباحثين والرحالة ورجال الفكر والسياسة والاقتصاد الذين مروا بها او عاشوا فيها كانت وماتزال درة فريدة في عقد المدن الاسلامية فلا غرابة ان يقع اختيار منظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم عليها لتكون الى جانب اصفهان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 1427 هجري 2006 ميلادي. 
 وأشار الى مكانة حلب ودورها التاريخي قائلا: ان حلب تتميز بهوية معمارية ونسيج عمراني تعبر عنه مئات المباني والاوابد التاريخية والاثرية والمعمارية من مدارس ومساجد وبيمارستانات وخانات وابواب مثلت نسيج العهود التي تعاقبت عليها من أموية وعباسية وأيوبية ومملوكية وعثمانية وسواها وهي المدينة التي اتسمت بالحيوية الاقتصادية والتجارية وتميزت بموقعها الجغرافي الهام على طريق الحرير والتوابل وملتقى القوافل. ‏

وبين ان حلب رفدت مسيرة الثقافة الاسلامية والعربية بالمئات من كبار الشيوخ والعلماء في ميادين اللغة والادب والفكر والفقه والفلسفة والتاريخ والشعر والنقد والموسيقا والفنون ولاسيما في عصرها الذهبي المتألق عصر سيف الدولة الحمداني كما كانت القلعة الحصينة في رد غارات الاعداء والطامعين فحازت بذلك مجد السيف ومجد القلم. ‏

وقال رئيس مجلس الوزراء ان الثقافة تعد الحاجة الارقى والوسيلة الاسمى للتعارف بين الامم وهي الجسر الذي يصل بين شعوب العالم على اختلاف الوانهم ومعتقداتهم ولغاتهم وتأسيسا على ذلك فان اهم ما كرسته احتفالية حلب انها كانت فرصة للتفاعل والغنى الثقافي والمعرفي المشترك واعطت المثال الحي على أن الثقافة العربية الاسلامية لا تعرف الانغلاق او الانطواء على الذات وهذا يقودنا الى تأكيد ان سر حيوية أي ثقافة وسر ديمومتها واستمراريتها انما يتجلى بقدرتها على التجدد والتبادل والاخذ والعطاء وهذه حقيقة تنقض توجه بعض الاصوات والتيارات التي تسعى لتكريس ثقافة واحدة وتعمل على تعزيز هيمنتها وسطوتها على الثقافات الاخرى عبر وسائل الاعلام والتكنولوجيا والقوة الاقتصادية والسياسية، ذلك ان نزعة كهذه لا تعترف بالآخر ولا تحترم هويته وخصوصيته لن تحمل للبشرية سوى مزيد من تأجيج نار العداوات والحرب واثارة التناقضات والصراعات الاقليمية والدولية الامر الذي يؤكد اهمية الحاجة الى الايمان بالتنوع الثقافي والتفاعل الحضاري وتعزيز آليات التبادل المعرفي والعلمي في ميادين الفكر والابداع بما يغني الحضارة الانسانية وينشر قيم السلام ومبادئ التسامح والاخاء بين الشعوب. 
 واوضح عطري ان سورية كانت منذ آلاف السنين مهد السلام وارض ‏ السلام. فعلى ارضها نشأت الحضارات وازدهرت الثقافات وتفاعلت الافكار وتلاقت الشعوب وكانت ثمرة ذلك ان اعطت سورية العالم اول ابجدية عرفها الانسان في التاريخ. ‏

ان سورية اذ تدعو الى نشر ثقافة السلام فهي تؤكد ان السلام العادل والشامل الذي ينهي العدوان ويعيد الاراضي المحتلة والحقوق المشروعة لاصحابها وفق ما اقرته قرارات الشرعية الدولية هو السلام الذي يهيئ الظروف الملائمة لاجتثاث مظاهر العنف والتطرف وهو السبيل الى تحقيق الامن والاستقرار في هذه المنطقة وتعزيز فرص التنمية والازدهار فيها مؤكدا ان الاحتفال بحلب عاصمة للثقافة الاسلامية شكل بحد ذاته مغزى عميقا في تعبيره عن مكنون الرسالة الحضارية لسورية التي آمنت على الدوام بقيم التعايش والتسامح واحترام الآخر في اطار المساواة والكرامة الانسانية. ‏

واختتم رئيس الوزراء كلمته بتوجيه الشكر لكل الجهات والفعاليات المحلية والعربية والاسلامية التي اسهمت في نجاح فعاليات هذه الاحتفالية على مدى عام كامل وبشكل خاص ابناء حلب الذين بذلوا الجهد الكبير لتظهر مدينتهم في أبهى رونق يدفعهم الى ذلك حبهم لمدينتهم حلب وبلدهم الغالي سورية وولاؤهم المطلق لقائد الوطن الرئيس المفدى بشار الأسد الذي كان لرعايته الكريمة وتوجيهاته السديدة الاثر البالغ في نجاح هذه الاحتفالية وابرازها بما يليق بمكانة حلب التاريخية والثقافية. ‏

وألقى الدكتور عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة كلمة اكد فيها ان النجاح الذي تحقق خلال العام الماضي في حلب اعطاها المرتبة الاولى بين عواصم الثقافة الاسلامية دون انحياز وتمييز موضحا ان الاحتفاء بهذه العواصم ذات الشأن العظيم يهدف الى ايقاظ همم ابنائها للتعرف على تاريخ امتهم وللاعتزاز بانتمائهم وهويتهم . ‏

ولفت الى مكانة حلب الرفيعة في التاريخ العربي والاسلامي حيث كانت ولاتزال ملتقى الحضارات ومنتدى الثقافات لموقعها الجغرافي ولما يتمتع به ابناؤها من حيوية ونشاط واستعداد دائم للمساهمة في اغناء الثقافة وازدهار الاقتصاد ورقي المجتمع . وقال: ان الانشطة الثقافية والادبية والفنية والعلمية التي نفذت في حلب خلال الاحتفالية كانت على قدر كبير من الاهمية ولو جمعت اوراق العمل والبحوث والدراسات التي قدمت في الندوات والمؤتمرات لجاءت في مجلدات عدة تشكل مراجع للدارسين والباحثين وطلبة الجامعات وكذلك الكتب التي اصدرتها الامانة العامة والتي وصلت الى نحو مئة كتاب وهي ذخيرة غنية من مصادر المعرفة فازت بها المكتبة العربية الاسلامية . ‏

والقى الدكتور تامر الحجة محافظ حلب رئيس الامانة العامة للاحتفالية كلمة اشار فيها الى ان احتفالية حلب استطاعت ان تخطو خطوات كبري الى الامام وان تكون تجربتها رائدة للعواصم الثقافية الاخرى في حسن الاداء ومن حيث هيكلية التنظيم والتنسيق بين عمل اللجان والاخلاص في العمل وجعل محبة الوطن هي الهدف الاسمى. ‏

وتحدث عن فعاليات وبرامج الاحتفالية الواسعة والمتشعبة والتي شملت المحاضرات والندوات والامسيات الشعرية والاصدارات الدورية وطباعة الكتب والحفلات الموسيقية والغنائية وامسيات الانشاد والطرب الحلبي والعربي اضافة الى المعارض التشكيلية والتصوير الضوئي والصناعات التقليدية وعروض الازياء التراثية . ‏

وكان السيد محمد قجه مدير الامانة العامة لاحتفالية حلب القى كلمة اكد فيها ان حلب التي اكملت عرسها عاصمة للثقافة الاسلامية حققت جزءا من هدفها في تقديم صورة عن مدينة اسلامية مرنة متسامحة تقبل الآخر وترفض صراع الحضارات وكان هذا دأب الحضارة الاسلامية على مر التاريخ . ‏

وقال كنا دوما دعاة حوار وحضارة وتسامح وحملة مشاعل الحضارة وكانت رسالتنا ان نقول من خلال مدينة حلب وسورية والوطن العربي والعالم الاسلامي نحن اصحاب هذه الرسالة العظيمة . ‏

وخلال الاحتفال قدم للرئيس الأسد درع الاحتفالية الذي تسلمه المهندس عطري كما تم تقديم دروع الاحتفالية للسادة رئيس مجلس الوزراء والمدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة ووزير الثقافة ورئيس جامعة حلب ومحافظ حلب ومدير الامانة العامة للاحتفالية . ‏

ثم قدمت فرقة انانا عرضها المسرحي الاستعراضي الغنائي الملكة ضيفة خاتون الذي يرصد فترات تاريخية هامة من حياتها وازدهار مملكة حلب في عهدها . ‏

وحضر حفل الاختتام السادة اسامة عدي عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب العمال والفلاحين القطري ووزراء المغتربين والدولة لشؤون الاستثمار والاوقاف والشؤون الاجتماعية والعمل والاعلام والثقافة وامين فرع حلب للحزب ومحافظ حمص ومفتي الجمهورية وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي وحشد من الفعاليات الفكرية والادبية والاجتماعية والدينية والاقتصادية .‏

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...