اتفاق الجرود.. 3 مراحل وانتظار فحوص الـ “DNA”

28-08-2017

اتفاق الجرود.. 3 مراحل وانتظار فحوص الـ “DNA”

أدى انهيار تنظيم “داعش” عند الحدود اللبنانية السورية، لخضوع مسلحيه لكل الشروط التي فرضت عليهم، لكن تنفيذ اتفاق انسحابهم إلى دير الزور، ينتظر التحقق من فحص جثث سلّموها.اتفاق الجرود.. 3 مراحل وانتظار فحوص الـ “DNA”

وذكرت صحيفة “المدن” الإلكترونية اللبنانية، أن المقاومة اللبنانية ستستلم أسيراً حياً كان قد أسره التنظيم بتدمر منذ أشهر، قبل أن يباشر بتنفيذ اتفاق سحب مسلحي “داعش” إلى دير الزور بعد تسليم كافة أسلحتهم وكل ما يحوزتهم من معلومات.

وتقوم فرق طبية متخصصة بفحوصات “DNA” عاجلة للتحقق من عائدية الجثث المتفسخة والمتفحمة التي سلّمها التنظيم أو كشف عن أماكن دفنها، سواء تلك العائدة لعناصر للمقاومة أو للجيشين اللبناني والسوري.

وقال مصدر ميداني إن “المقاومة تسلمت، ظهر يوم الأحد، حاجز ميرا، الذي كان يسيطر عليه الإرهابيون، في مؤشر على انهيار كامل لمسلحي التنظيم وخضوعهم الاتفاق لشروط الاتفاق، الذي جرى التفاوض بشأنه طوال الليلة الماضية، بالتنسيق مع السلطات السورية”.

ويتضمن هذا الاتفاق ثلاث مراحل، الأولى سيطرة المقاومة اللبنانية على آخر مواقع تنظيم “داعش” في منطقة القلمون الغربي، وتسليم جثث لمقاتلين يحتجزها التنظيم، وتشمل الثانية تسليم معلومات بشأن مصير تسعة عسكريين لبنانيين أسرهم الإرهابيون خلال هجومهم على بلدة عرسال صيف العام 2014، وفي حال اكتملت المرحلتان الأولى والثانية، يتم تنفيذ المرحلة الثالثة النهائية والمتمثلة بانسحاب إرهابيي “داعش” من الحدود اللبنانية – السورية إلى محافظة دير الزور.

وكان الجيش اللبناني من جهة، والجيش السوري والمقاومة اللبنانية من جهة ثانية، قد أعلنا وقفاً لإطلاق النار عند الحدود اللبنانية – السورية، ابتداءً من الساعة السابعة صباح الأحد، بعد انهيار صفوف إرهابيي “داعش” إثر هجوم حاسم شنته المقاومة اللبنانية على مرتفعات حليمة قارة آخر معقل للتنظيم في هذه المنطقة.

وأكد المدير العام لجهاز الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم في تصريحات صحفية أن “ملف العسكريين اللبنانيين سيقفل اليوم”، دون أن يكشف تفاصيل بشأن مصيرهم.

وابتداءً من صباح الأحد، توافد أهالي العسكريين المخطوفين إلى ساحة رياض الصلح في وسط بيروت بانتظار أن تبلغهم السلطات اللبنانية معلومات أكيدة بشأن مصير أبنائهم.

ومنذ نحو ثلاث سنوات، يقيم أهالي العسكريين خيمة اعتصام في تلك الساحة القريبة من مقر مجلس النواب ومجلس الوزراء اللبنانيين.

وكان العسكريون التسعة من ضمن ثلاثين عنصراً من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي جرى أسرهم من قبل تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين خلال هجوم عنيف شنه المسلحون على بلدة عرسال في آب من العام 2014.

وخلال العام 2015، نجحت مفاوضات بين الدولة اللبنانية و”جبهة النصرة” في التوصل إلى اتفاق على تبادل، شمل العسكريين المحتجزين لدى الأخيرة فيما لم يعرف مصير أولئك الذين أسرهم “داعش” بسبب تعتيمه على أي معلومات عنهم ورفضه القاطع التفاوض بشأنهم، قبل أن ينهار مسلحوه في القلمون الغربي عند الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا ويضطر للكشف عن مصيرهم.

ولم يصدر حتى الآن أي تصريح رسمي لبناني بشأن مصير هؤلاء العسكريين لكن المعلومات الأولية ترجّح أن يكون “داعش” قد أقدم على إعدامهم ودفن جثثهم في الجرود التي ظل يسيطر عليها طوال 3 سنوات.

وتبدي السلطات اللبنانية والمفاوضون على انسحاب مسلحي داعش تحفظاً كبيراً في تأكيد هذه المعلومات، لاعتبارات إنسانية، ولكون تلك العملية تتطلب إجراءات دقيقة، في وقت قال مصدر في المقاومة اللبنانية إن الأخير يفضل أن يتم الإعلان عن مصير الجنود من قبل السلطات اللبنانية الرسمية، بعد تزويدها بالمعلومات اللازمة.

وقال وزير الدفاع اللبناني يعقوب الصراف في تصريح صحفي مقتضب خلال زيارة تفقدية قام بها إلى جانب عدد من الوزراء إلى غرفة العمليات العسكرية في منطقة رأس بعلبك إن لا تفاوض بين الدولة اللبنانية وتنظيم “داعش” قبل الحصول على معلومات بشأن مصير العسكريين المختطفين.

وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع على إطلاق الجيش اللبناني عمليات “فجر الجرود” من الجهة اللبنانية للحدود مع سوريا في موازاة عمليات أطلقتها المقاومة اللبنانية والجيش السوري باسم “وإنّ عدتم عدنا” من الجهة السورية.

وعشية بدء العمليات العسكرية من الجانبين كان تنظيم “داعش” يسيطر على 140 كيلومتراً مربعاً من الأراضي داخل الأراضي اللبنانية وقد تمكن الجيش اللبناني من استعادة السيطرة على معظمها، بمساحة تقدّر بنحو مئة كيلومتر مربع، فيما سيطرت المقاومة اللبنانية على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً في منطقة حدودية متداخلة.

وفي الأراضي السورية، كان “داعش” يسيطر على أكثر من 310 كيلومترات مربعة – بين سيطرة مباشرة وسيطرة نارية – وقد تمكنت المقاومة اللبنانية والجيش السوري بدورهما من استعادة السيطرة على معظمها بمساحة تقدّر بنحو 270 كيلومترا مربعاً حسبما أعلن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله في خطاب تلفزيوني قبل يومين.

وبعد سحب إرهابيي “داعش” من هذه المنطقة الحدودية ذات الطبيعة الجغرافية الصعبة سيحظى شرق لبنان وغربي سوريا والخط الحدودي الفاصل بين البلدين بالأمن والأمان بعدما استخدمت هذه المنطقة مركزاً لتفخيخ السيارات وصنع العبوات وإرسالها للتفجير في الأماكن السكنية وتجمعات المدنيين في كلا البلدين.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...