أميركا وإسرائيل تستأنفان «حـواراً اسـتراتيجياً معمقاً»

26-02-2010

أميركا وإسرائيل تستأنفان «حـواراً اسـتراتيجياً معمقاً»

عقدت في وزارة الخارجية الإسرائيلية امس، جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وقد ترأس الوفد الأميركي نائب وزيرة الخارجية الأميركية، جيمس ستاينبرغ، فيما ترأس الجانب الإسرائيلي نائب وزير الخارجية داني أيالون. وكعادة هذه المداولات نصف السنوية، شارك في الاجتماعات ممثلو قطاعات أخرى، اقتصادية وعسكرية وأمنية، أميركية وإسرائيلية.
وانعقد اللقاء في وقت يقوم فيه وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك بزيارة الى الولايات المتحدة، حيث التقى نظيره الاميركي روبرت غيتس، ورئيس أركان الجيوش الأميرال مايكل مولن الذي قام أخيرا بزيارة الى اسرائيل، علما بأنه من المنتظر وصول نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى اسرائيل في مطلع آذار المقبل، فيما ينوي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زيارة واشنطن من 21 الى 23 آذار.
وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية ان «الحوار وفر فرصة لمداولات معمقة في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، وبذلك أضاف وعزز التعاون الاستراتيجي الوثيق بين الدولتين. ويواصل هذا الحوار سلسلة من الحوارات الاستراتيجية التي أجرتها إسرائيل والولايات المتحدة بشكل منتظم على مر السنين، والتي ستستمر أيضا في المستقبل. ومن المتوقع أن يجري الحوار المقبل في واشنطن في النصف الثاني من هذا العام».
وتتسم جولة الحوار الاستراتيجي هذه بين الدولتين بأهمية خاصة لكونها الأولى التي تجري في عهد حكومة بنيامين نتنياهو. وقد أنشئ هذا المنتدى الرسمي نصف السنوي أساسا لمواجهة ما يعتبره الطرفان «خطرا إيرانيا». غير أن المنتدى لم يعقد تقريبا منذ عام ونصف العام بسبب خلافات ثارت بين الدولتين في عدد من القضايا.
وبين أبرز المشاركين في هذا المنتدى، إلى جانب الخارجية في الدولتين، جهازا الموساد الإسرائيلي والاستخبارات المركزية الأميركية. كما يشارك فيه من الجانب الإسرائيلي ممثلون عن كل من وكالة الطاقة النووية وشعبة الاستخبارات العسكرية ومجلس الأمن القومي وديوان رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع، ونظراء هذه الجهات في الجانب الأميركي.
ورغم أن نائبي وزيري الخارجية في الدولتين، أيالون الإسرائيلي وستاينبرغ الأميركي، هما من قادا المحادثات رسميا، إلا أن الحوار فعليا دار من الجانب الإسرائيلي بين كل من مستشار الأمن القومي عوزي أراد ورئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الجنرال عاموس جلعاد والمدير العام للخارجية الإسرائيلية يوسي غال. وضم الوفد الأميركي 16 عضوا بينهم مسؤولون كبار في وزارة الدفاع ومجلس الأمن القومي والبيت الأبيض.
ونقلت «إسرائيل اليوم» المقربة من الحكومة الإسرائيلية عن مصدر شارك في الماضي في أعمال هيئة الحوار الاستراتيجي، قوله ان «هذه قناة حوار جدي جدا توضع فيه كل الأمور على الطاولة ويتم عبرها تبادل المعلومات الاستخباراتية على أعلى المستويات. ويرتبط نجاح الحوار في الإجابة عن السؤال: إلى أي مدى يطلق لنا الأميركيون الحبل؟». وكانت الجولة السابقة من الحوار قد بلورت قائمة العقوبات العشر التي ينبغي فرضها على إيران، والتي تشكل حاليا أساس المداولات في مجلس الأمن الدولي.
إلى ذلك، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ خلافاً نشب بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، على خلفية إعلان واشنطن أنها لا تعتزم فرض عقوبات شالّة على إيران، فبعد وقت قصير على هذا الإعلان قال باراك لنظيره الأميركي روبرت غيتس إنّ «إيران مشكلة العالم بأسره، وليس فقط إسرائيل، وفي هذه المرحلة من المهم أن تفرض عليها عقوبات جديدة وشالّة من أجل منعها من التقدم باتجاه امتلاك السلاح النووي».
وجاء من ديوان باراك أنه بحث أثناء اللقاء مع غيتس قضايا تتعلق بـ«المحور الراديكالي» (إيران، سوريا، حزب الله) في أعقاب اللقاء الذي جمع الرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد في دمشق.
وابلغ باراك روبرت غيتس أن «إسرائيل تنظر بخطورة بالغة إلى استمرار التسلح المكثف من جانب حزب الله، وفي الأساس السلاح الصاروخي الذي لا هدف له سوى ضرب المدنيين في إسرائيل الأمر الذي يعني إرهاباً من أجل الإرهاب».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...