أكثر من 50 مدينة وقرية إسبانيّة تُقاطع إسرائيل

10-09-2016

أكثر من 50 مدينة وقرية إسبانيّة تُقاطع إسرائيل

في خطوةٍ تُعدّ انتصاراً جديداً لحركة «المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات» ضدّ «إسرائيل»، «BDS»، أعلنت عشرات المدن الإسبانيّة أنّها «متحرّرة من الفصل العنصري الإسرائيلي». وتجاوز عدد المدن والقرى الإسبانيّة الّتي عبّرت عن هذا الإعلان الخمسين.
آخر المدن الإسبانيّة الّتي «تحرّرت» من إسرائيل، مدينة «قادس»، وهي عاصمة المقاطعة في منطقة الحكم الذّاتي «الأندلس»، ويبلغ عدد سكّانها 120 ألف نسمة. لتضاف بذلك إلى بلديّاتٍ ومناطق في عددٍ من المدن الإسبانيّة أبرزها: مدريد، كاتالونيا، غاليسيا، فالنسيا، إشبيلية، قرطبة، وغيرها.
وحظيت الحملة، الّتي حملت اسم «المنطقة المتحرّرة من نظام الفصل العنصري الإسرائيلي»، بدعمٍ من بعض الحركات الاجتماعيّة، والمدارس، وكذلك وسائل الإعلام والمؤسّسات العامّة من مختلف المناطق الإسبانيّة. كما صمّمت الحملة خريطةً تشير إلى المناطق الّتي أعلنت نفسها متحرّرة من نظام الفصل العنصري الإسرائيليّ.
واستمدّت الحملة الفكرة من حملةٍ مماثلة نشطت خلال النّزاع في جنوب أفريقيا ضدّ نظام الفصل العنصريّ خلال ثمانينيات القرن الماضي. وتقود «شبكةُ التّضامن ضدّ احتلال فلسطين» الحملة. وهي تسعى إلى خلق «مناطق من الوعي السّياسيّ»، وقطع العلاقات المحليّة مع النّظام الإسرائيلي المحتلّ، كما مع المستوطنين والمستعمرين والشّركات والمؤسّسات التي تشترك في الحفاظ على انتهاكات إسرائيل للقانون الدّوليّ.
وبالتّعريف عن نفسها على أنّها «متحرّرة من الفصل العنصريّ»، توافق السّلطات المحليّة للمدن والقرى الإسبانيّة على مقاطعة الشّركات المتواطئة مع الانتهاكات الإسرائيليّة للقانون الدّولي وحقوق الفلسطينيّين والمنخرطة في أعمال العنف، إضافةً إلى قطع العلاقات مع العدوّ الإسرائيلي والمؤسّسات المتواطئة معه.
وأكّدت منسّقة «اللّجنة الوطنيّة لمقاطعة إسرائيل في أوروبا» ريا حسن أنّ «حملة المناطق الحرّة في إسبانيا ملهِمة لحملاتٍ مماثلة في دول أخرى»، مضيفةً: «حقيقة أنّ هذه الإعلانات قد صوّتت عليها بلديّات منتخبة ديموقراطيّاً، تعكس الدّعم المتنامي لحقوق الفلسطينيّين من قبل حركة مقاطعة إسرائيل ليس فقط على مستوى الشّعوب، بل على مستوى الحكومات».
وأوضحت حسن أنّ «المجالس المحلّيّة في إسبانيا تقود الطّريق لنموذجٍ قويّ بهدف التّضامن مع الشّعب الفلسطينيّ ونضاله من أجل تقرير مصيره»، موجهةً التّحيّة إلى «كلّ أعضاء المجلس والنّاشطين والمشاركين في تنفيذ مناطق خالية من الفصل العنصري الإسرائيلي».
ومن المعروف أنّ تنامي الدّعم لحملة مقاطعة إسرائيل المناصرة لحقوق الفلسطينيّين دفع إسرائيل وحلفاءها إلى شنّ هجماتٍ غير مسبوقةٍ ومدعومة ماديّاً بشكلٍ كبير ضدّ كلّ شخص يسعى إلى محاربة إسرائيل عبر القانون، خصوصاً بعد دعوة حركة المقاطعة إلى ذلك.
وتسعى الحركات، المدعومة إسرائيليّاً، والمناهضة لحملة مقاطعة إسرائيل «BDS» إلى الضّغط على الحكومات، والمشرّعين والمسؤولين من أجل الحدّ من الإجراءات المدنيّة الّتي تقوم بها حركة المقاطعة، واعتماد تدابير قمعيّة تنتهك الحريّات المدنيّة والسّياسيّة للمواطنين.
وفي إسبانيا، سعت حركة «ACOM» الدّاعمة لإسرائيل، وتتّخذ من العاصمة مدريد مركزاً لها، إلى إسكات حركة مقاطعة إسرائيل. وقد أطلقت، خدمةً لهذا الهدف، عدداً من الطّعون القانونيّة ضدّ المجالس الّتي أعلنت عن نفسها مناطق متحرّرة من الفصل العنصري الإسرائيلي. لكنّ هذه الضّغوط باءت بالفشل. وقد تمكّنت المدن المستهدفة من الدّفاع عن حقّها الدّيموقراطيّ، مستخدمةً لذلك كل الطّرق القانونيّة.

(«السّفير»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...