«حـزب اللـه» تفـوّق استخباراتياً واستراتيجياً

30-09-2009

«حـزب اللـه» تفـوّق استخباراتياً واستراتيجياً

حتى بعد ثلاث سنوات من انتهاء حرب لبنان الثانية لم يتوقف السجال في إسرائيل حول نتائج هذه الحرب وبعض مظاهرها وتجلياتها.
وبحسب المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» أمير بوحبوط فإن رئيس الأركان السابق الجنرال دان حلوتس اعترف بأن الحرب لم تحسم بالضربة القاضية، ولكن بالنقاط. واليوم يتبين أن وثيقة داخلية للجيش الإسرائيلي تتحدث عن استطلاع بين الضباط يظهر تفوق رجال «حزب الله» على الجنود بالنقاط.
وكشف أمر الاستطلاع رئيس جناح التطبيقات في سلاح البحرية المقدم الدكتور روبي ساندمان، في مقالة نشرها في مجلة «معراخوت» العسكرية الإسرائيلية. وتظهر المقالة أنه خلافاً للدعاية الإسرائيلية التي أطلقها ساسة وعسكريون في وسائل الإعلام فإن هناك داخل الجيش انطباعاً بأن أداء الجيش الإسرائيلي في الحرب كان أدنى مستوى من أداء «حزب الله».

وتشير المقالة إلى أن الاستطلاع أجري بين 24 من كبار ضباط الجيش، تم الطلب منهم إعطاء علامات لأداء كل من الجيش الإسرائيلي ومقاتلي «حزب الله» في الحرب في عدد من الميادين. وأظهرت النتائج أن الضباط الإسرائيليين أعطوا علامات لـ«حزب الله» أعلى من تلك التي منحوها للجيش الإسرائيلي في ميادين الاستخبارات، الاستراتيجيا، ونظرية القتال. والمهم أن كاتب البحث، استناداً إلى هذا الاستطلاع، نال جائزة رئيس الأركان غابي أشكنازي للكتابة في قضايا الجيش والأمن.
وبينت النتائج المستخلصة من هذا الاستبيان أن إسرائيل تحظى بتفوق حاسم في ميادين السلاح والتنظيم، ولكنها تعاني من عيوب، خصوصاً في الميادين الضرورية لتحقيق الحسم: الاستراتيجيا، نظرية القتال، القيادة والسعي لحسم المعركة.
ولهذا السبب يستخلص المقدم ساندمان أن نموذج الحسم الذي استند إليه الجيش الإسرائيلي لا يتناسب بالضرورة مع الواقع المتغير في ميدان المعركة، ويتغير فقط «بتعديلات موضعية» وليست منظوماتية. وهنا يعرض الضابط كيف ستبدأ الحرب المقبلة: هجوم مشترك على الحدود، في داخل البلاد، ومن الجو.
وفحص ساندمان، وفق ما نشرت «معاريف»، التهديدات التي يطلقها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وكتب أنه في الجولة المقبلة سيهاجم العدو إسرائيل باستخدام آلاف الخلايا المكونة من أربعة إلى خمسة من مقاتلي المشاة الممتازين، يحملون رشاشاً متوسطاً، وصاروخاً مضاداً للدبابات، وبينهم قناص ولديهم سلاح خفيف، وفور عبورهم الحدود سينالون الدعم من السكان العرب. وكتب ساندمان أنه «حتى الآن ليس لدى الجيش الإسرائيلي رد على هذا السيناريو». وأضاف إن تفوق سلاح الجو لم يعد قاطعاً.
ويضيف ساندمان في مقالته أن هيكلية القوات الإسرائيلية قديمة ولا تناسب ميدان المعركة المستجد (عدا وحدات النخبة، حيث أن الجيش الإسرائيلي يتكون من كتائب احتياط ثقيلة الحركة). ولذلك يرى أن على الجيش الإسرائيلي أن يتدرب على إنزال قوات أميركية في إسرائيل بإشعار زمني قصير «فمثل هذه القوة يمكن أن تردع الأعداء وتمنعهم من شن الهجوم». ويخلص إلى وجوب الاستعداد لأيام لا تعود فيها الولايات المتحدة توفر لإسرائيل الدعم في أوقات الطوارئ.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...