«الدول الست» تنتظر ردّ إيران «النووي» اليوم

06-04-2013

«الدول الست» تنتظر ردّ إيران «النووي» اليوم

يستكمل الإيرانيون ومجموعة الدول الست ما انقطع بالأمس على طاولة المفاوضات النووية في كازاخستان.. أو بالأحرى ما انقطع قبل خمسة أسابيع في المكان ذاته. ففي الواقع لا يبدو أن جديداً مفصلياً تحقق يوم أمس، فيما بقيت الدول الست على انتقادها بعدم وضوح الردّ الإيراني على اقتراحاتها مقابل إصرار إيراني على تقديم اقتراح مضاد ينتظر أن تصحّح أميركا من خلاله مسارها.
وبموازاة ذلك، كان لافتاً ما سرّبته صحيفة «وورلد تريبيون» عن مسؤولين غربيين بأن واشنطن استخدمت الأزمة السورية ورقة للمساومة على البرنامج النووي مع إيران. وبحسب مصادر ديبلوماسية فإن إدارة أوباما عرضت على طهران كسب نفوذ واسع في صفقة سوريا الكبرى مقابل حلّ أزمة البرنامج النووي.
وعكست الأجواء الآتية من داخل المفاوضات، قلقاً غربياً أقرب إلى الحيرة، عبّر عنه ديبلوماسيون بالقول إن «أفكارنا أثارت تعليقات تنم عن اهتمام المفاوضين الإيرانيين بتفاصيل العرض لكنها ليست واضحة تماماً، حيث كانت هناك بعض الملاحظات العامة التي لم تتضح بالكامل على آرائنا». كما اعتبر مسؤولون غربيون أن مقترحات طهران تشبه أفكاراً سابقة استبعدت في اجتماع العام 2012 في موسكو.
وفي السياق، أكد مصدر أوروبي أن المحادثات مع المسؤولين الإيرانيين لا تزال بعيدة عن الجوهر، كما أن «المسافة لا تزال بعيدة بيننا وبين طهران».
أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تقود وفد المفاوضين الغربيين، فقالت إنها تتوقع من إيران «رداً مدروساً ومتوازناً بعد طول تفكير للتمكن من الاتفاق على طريقة التقدم».
في المقابل، اكتفى علي باقري، وهو مساعد كبير المفاوضين الإيرانيين علي جليلي، بالإعلان عن «اقتراح مضاد»، من دون تفاصيل إضافية، في وقت نفى أي لقاء مع رئيسة الوفد الأميركي ويندي شيرمان، الذي كان متوقعاً قبل بدء المفاوضات.
وأضاف باقري»بطبيعة الحال، ستستمر المحادثات اليوم وغداً إذا اقتضى الأمر حتى يتبادل الجانبان وجهات النظر وحتى يتشكل أساس جديد للتعاون».
وكان جليلي قال عشية المفاوضات «ما ينتظره شعبنا هو أن تصحح الولايات المتحدة سلوكها ليس بالأقوال فقط، وغداً في ألمآتا سيكون هناك اختبار جديد»، متابعاً بالقول إن»الذين يأتون إلى المفاوضات يجب أن يأتوا بالمنطق وليس بالتهديدات والقول إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة».
وفي ردّ الفعل الروسي على الموقف الإيراني، فقد صرّح المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة «إنترفاكس» قائلاً إن الأخير طرح «المزيد من الأسئلة.. وهذا يثبت أن هذه المفاوضات جدية».
من جهته، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن على إيران أن «تثبت صدقها» للمجموعة الدولية وأن «تثبت أن برنامجها النووي لا يطوّر إلا لغايات سلمية»، في وقت أعاد جليلي التأكيد على أن بلاده لا تنوي التخلي عن حقها في إنتاج اليورانيوم.
وكانت مجموعة الدول الست تقدمت في الاجتماع السابق في شباط الماضي في كازاخستان بعرض جديد لطهران يطالبها بـ«تعليق» بدلاً من «وقف» أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في إيران. ويقترح العرض في المقابل تخفيف بعض العقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات التي تضرّ كثيراً بالاقتصاد الإيراني.
وبالعودة إلى تفاصيل مشروع الصفقة الأميركية، التي سرّبتها «وورلد تريبيون»، فقد قالت المصادر إن واشنطن هددت طهران بتكثيف تسليح المقاتلين في سوريا، في حال عدم التوصل لاتفاق «نووي» خلال العام 2013.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قوله «أعتقد أن أميركا لم تأخذ دوراً أكبر في سوريا منذ بداية الأزمة كي لا تطيح بإمكانية التفاوض مع إيران». وكان سولانا، وهو شغل منصب رئيس وفد المفاوضين لمجموعة الدول الست في وقت سابق، قال قبل يومين إن حلّ الملف النووي الإيراني رهن بحلّ النزاع في سوريا.
واستبعدت المصادر أن تعمد أميركا إلى تسليح المعارضين السوريين، مشيرة إلى أن محادثات وزير خارجيتها جون كيري مع قادة المعارضة أو وزراء حلف شمال الأطلسي ليست سوى وسيلة للضغط على طهران. وعليه، تضيف المصادر موضحة أن «الناتو» يرفض أساساً التدخل العسكري وأن أولوية أوباما تقتضي التوصل لاتفاق مع إيران.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...