أدونيس

15-11-2014

أدونيس: (قناديل من الدّمع)

(رسالة إلى صديق يمضي الأيّام الباقية من حياتِه في السٍّجن)

أيّها الصّديق،

العبوديّة التي نشَر السّلَف شباكَها لاصطياد التاريخ، ينشرُها التّاريخُ اليوم لاصطياد الخَلَف، وبخاصّةٍ في سوريّة والعراق.

30-10-2014

أدونيس: (قُلْ لي يا صديقي، ما تكونُ خشبةُ الأبجديّة؟)

قُلْ لي يا صديقي، ما تكونُ خشبةُ الأبجديّة؟


(رسالة إلى صديق هاجَرَ ولم يَعُد )


لا أعرف إن كنتَ أيّها الصّديق ستقرأ هذه الرسالة

قلتُ، مع ذلك، سأسلمها إلى البريد،

ولن أسأل : هل سيكون هذا البريدُ جناحاً أو نملة؟

في كلّ حالٍ،

ستكون الطّيورُ التي أحبَبْناها معاً واقفةً على أطراف الكلمات،

ستكون الأزهار التي زرعناها في حديقتك نائمةً بين الحروف،

وسوف ترى النهارَ والليلَ يتخاصمان فيها.

قبل هجرتك المُفاجِئة،

طرحْتَ عليّ، أيّها الصّديق، هذا السؤال :

هل سمِعْتَهم ؟

18-09-2014

أدونيس: (جازون وميديا أسطورة يونانية ـ عربية؟)

جاء في أسطورة ميديا ( Médée ) اليونانية أنّ جازون ( Jason ) أُرسِل، بعد تنحِيَة أبيه عن الحكم، للحصول على « الجُزّة الذهبيّة «في كولشيدا ( Colchide )، في أقصى البحر الأسود. كان يحرس هذه الجُزّة تنّينٌ يقتل كلّ من يقترب منه. ولهذا أُرسِلَ أملاً في أن يقتله التنّين.

ركب جازون السفينة آرغو ( Argo ) وأبحر إلى كولشيدا. وعندما رأته ميديا ( Médée ) ابنة الحاكم، ينزل من السفينة، وقعَت في حبّه على نحوٍ جنونيّ، ولم تعُدْ قادرةً على أن ترفع بصرها عن وجهه.

04-09-2014

أدونيس: منظومة لرأسمال سياسي

1 ـ

كلاّ، استناداً إلى الخبرة، خمسين عاماً، كلاّ لا يحبّ القارىء العربيّ التقليديّ الكتابة التي تحاول أن تغــيّر ما هو سائد: لا يحبّ لغة هذا التغيّر، ويعشق الأشياء التي تريد هذه اللغة أن تـــغيّرها. هذه الكتابة التي تفتح له أفقاً جديداً، ثقافيّاً وإنسانيّاً، تشوِّش معتقداته، وتضايقه وتُتعِبه، وتضلّله، وتُغويه، وتخرّب قناعاته، وتزعج مسيرته، وتسبّب له اضطراباً في النظر والعمل.

القارىء العربيّ التقليديّ يحبّ ما يطمئنه في إيمانه وفي سيره على الطريق الذي اختاره أسلافه، حياةً وفكراً وعملاً.

21-08-2014

أدونيس: (غزّة : أنفاقها وآفاقها)

ـ 1 ـ
النقطة الجوهرية، في ضوء غزة، هي «قيامة» فلسطين وإقامتها: الكيان القانوني (الدولة)، والهويّة السيّدة الحرّة، المستقلّة.

دون ذلك، لا معنى لأية مفاوضةٍ مع إسرائيل. ولن تكون «التجربة» الأخيرة إلاّ تنويعاً دوريّاً على «قتل» فلسطين وبعثَرة أشلائها في العالم «المُضيف»، وفي «الخيام» المتناثرة هنا وهنالك، وفي «الكتب»، و «آلات» الإعلام - تصويراً، وأغانيَ، وخطباً، وقصائد، ومظاهرات، واحتجاجاتٍ، ومؤتمرات، وبيانات...

 
ـ 2 ـ


أنظر إلى أبنائكَ، يا آدم، نظرةً أخيرة

23-05-2014

«شاعر الرؤيا» ونبيّها

في واحدة من قصائده الأحدث والمنشورة في العدد الثالث من مجلة «كيكا» بعنوان «أول الأرض حلم»، يقول أدونيس: «سرطاناتُ هذا الزمان – أحافيرها وأظلافها وأنفاقها وسلاسل أعضائها/ تتشابكُ من شاطىء إلى آخرٍ/ تهيّأْ/ وهيّىءْ لعينيكَ/ مجراهما/ لا لتحلمَ/ لكن لتبكي/ ولتبنيَ جسراً من الدمع بين الحياة وأنقاضها/ إنه العصر – أوركسترا/ لمثاقبِ نفطٍ وغاز/ لأنابيب موصولةٍ/ بالكواكب، أوركسترا/ إليكتروناتِ علمٍ وفتْك

12-04-2014

أدونيس: برعم ياسمينة دمشقية

 1 ـ
تتابع الولايات المتحدة وإسرائيل تمثيل المسرحية إياها منذ أكثر من خمسة عقود. كانت هذه المسرحية توصف بالفاجعة واليوم توصف بالمهزلة. فلسطين و (الساحة العربية) مجرد حلبة للعرض الذي يُقتَل فيه الفلسطينيون وتُهدَم بيوتهم وتُقتَلَع أشجارهم ويُشرّدون ويُسجَنون ويُمطَرون بالصواريخ والقنابل.

أطول مسرحية في التاريخ، تقتيلاً وتدميراً.

وفوق ذلك صار مُجرّد قبول إسرائيل بالكلام مع الفلسطينيين، مِنّةً عظيمة إسرائيلية - أميركية.

31-01-2014

أدونيس: حول الحداثة العربية السياسية نظاماً وثورة

- 1 -

من أين له هذه القدرة؟

يفكّر، يخطّط، مخيِّلاً للآخر، «صديقه» أنّه هو الذي يخطّط ويفكّر.

ثمّ يعمل ما يريد، لكن بيد هذا الغير «الصديق».

 
- 2 -

كانت «الحداثة» الغربيّة، كما نسخها العرب، ناقصة. «ثورات الربيع العربيّ» قضت على هذا النّقص. هكذا يمكن القول إنّ هذه الحداثة اكتملت، سياسيّاً، بوجهيها: «نظاماً» و «ثورة».

 
- 3 -

الثورة، وفق هذه «الحداثة»؟ نعم. لكن من أجل مزيد من السلاسل، شأن النظام.

الحرّيّة؟ نعم، لكن داخل النّفَق، شأن النظام، أيضاً.

 
- 4 -

02-01-2014

أدونيس: أسئلة لوداع السنة الماضية ولاستقبال السنة الآتية

-1-

تساءلت المجلّة الفرنسية «علوم ومستقبل» في عددها الأخير، كانون الثاني (يناير) 2014 ، عن المنجَزات العلمية في السنة المنصرمة 2013، والتي لا بدّ من أن تستوقف الباحثين، فذكرت مجموعة إنجازات أختار منها لقرّاء هذه الزاوية ما يلي:

1 - اكتشاف « نهر الميتان « الغازيّ في التيتان، قمر ساتورن (زُحَل ) بمسبار كاسيني (Cassini). طول النهر 400 أربعمئة كيلو متر، وهو أطول نهر معروف حتى الآن خارج كوكب الأرض.

25-12-2013

الخريف السوري الذي قَتَل أدونيس

محكومون بالذاكرة: سبع سموات منها فوقنا، وسبع طبقات من جيولوجية الاحتراق تحتنا. حيث الانطفاء والخيبة والتغير والتحول والحزن. الأرض تخبئ وجدانها، في بطنها، كسرّ بعيد عن متناول أيدينا. تعيش اندفاعاتها الوجدانية فتقذف لنا البراكين مثل غضب تفجر فجأة من قلوب منزوية، وشيئا فشيئا تنساب النار وتبزغ هائجة، تجتاح وجه الأرض الحزين، أليس الحزن إرثاً التقطناه من الأرض.. كذلك الذاكرة؟!