أدونيس

09-09-2016

أدونيس: (حلف «القيظين» ضدّ الإنسان: قيظ الصناعة وقيظ الطبيعة)

(«على هامش التلوّث العالمي

و«اتّفاقيّة باريس للمناخ»)

 

«آه، أيّتها الطبيعة. وأنت أيّتها الصناعة، ما أكثر الجرائم

التي يرتكبها الإنسان باسميكما».

هذا ما يمكن أن يرفعه شعاراً بشرُ اليوم، شرقاً وغرباً،

ويحاربوا باسمه هذا الحلف القاتل:

«حلف القيظين»!

إلى أن يحين ذلك، سأكتفي بأن أعرض للقارىء الصّديق، اختباراً واستبصاراً ، ذلك القيظ الذي يطاردُني، شخصيّاً.

*

مدّت يد المخيّلة دفتراً في هجير شمس لا يقدر حتّى الورق أن يمدّ يده لكي يصافحها.

07-08-2016

أدونيس: أين النّجمةُ التي سترمي بسهمِها كبدَ الليل؟

ـ 1 ـ

في حاضرٍ يمدّ نفسَه سريراً للموت،

حدَثَ أنّ الهواءَ وضع رأسَه

على الحجَرِ لكي يقدرَ أن يتنفّس.

حدَثَ أنّ هذا الحجرَ كان قد انشطرَ

بفعل قذيفةٍ حربيّةٍ قاتِلة،

حدثَ أنّ هذه القذيفة

كانت تختبئُ في صدر طفلٍ عربيّ.

 

ـ 2 ـ

الــشّارعُ أشجــارٌ قُصــِفَتْ، وبيـوتٌ أُحرِقَتْ:

الأشجارُ تاريخُ سهولٍ تتصحَّر،

07-07-2016

أدونيس: إذاً، ما وراءك، أيُّها «الرّبيعُ»؟

-1 ـ

 إذاً، كلُّ شيءٍ يؤكِّد أنّ «الربيع» الذي نعيشه، نحن العرب اليوم، ليس خاصّاً بنا وحدنا، وإنّما هو «ربيعٌ كونيّ».

كان شاعرٌ عربيٌّ قديم يمازح أحد أصحابه، قائلاً:

أبو حَفْصٍ دخلتُ عليه يوماً

فغدّاني برائحة الطّعامِ.

وقد يصحّ في «ربيعنا» أن نقول عنه، لا مزاحاً بل جدّيّاً: لم نَذُقْ منه بعد، على هول ما أذاقَنا حتى اليوم، غير «الرّائحة».

19-06-2016

أدونيس: قاربٌ مطّاطيّ، زورقٌ خشبيٌّ مثقوب

- 1 -

يأخذ البحر. في قاربٍ مطّاطيّ. في زورقٍ خشبيّ شبه مثقوب. بين أحضان موجةٍ هي نفسها لا تعرف أين تمضي. أهذه هجرة؟ أهذا مَنفى؟ أم هو شيءٌ بينهما؟ أم شيءٌ آخر لا يعرف كيف يسمّيه؟

البحرُ يرجّ الدروب، ويبلبل المخيِّلة، ويعقل اللسان.

يصرخ صامتاً، ويمضي.

 - 2 -

01-06-2016

أدونيس: شمسٌ تتوكأ على جذوع الشّجر

 

ـ 1 ـ

 

في ضوء الخبرة العربيّة - الإسلاميّة الرّاهنة (والمتواصلة)، يمكن أن نقول خلافاً للقاعدة المبدئيّة الإنسانية:

تُنتِج الثّورة، كمثل الأنظمة، أشكالاً أخرى من العبودية، قد تكون أحياناً أشدّ من العبوديّات التي قامت من أجل محوِها.

13-05-2016

أدونيس: ثقبٌ ثقافيٌّ أسود

- 1 -

في اللغة الشعريّة بُعدٌ فنّيٌّ خاصّ نحتاج إليه، اليوم، في هذه المرحلة الثّقافيّة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى. فهو يساعدنا في تحَمُّل العالم، وفي فهمه بشكلٍ أفضل. يتمثّل هذا البعد في أنّ للّغة الشعريّة «سحراً» خاصّاً يتيح لها أن تؤثّر في النفس تلقائيّاً، بمادّيتها ذاتها: نُطقاً وسَماعاً، إيقاعاً وتخييلاً، دون حاجةٍ إلى أيّة «قضيّةٍ» من خارج.

26-03-2016

أدونيس: كَعْكُ الحريّات والحقوق

 

- 1 -

يقول المفكّر الفرنسيّ ميشال أونفري في كتابه الأخير «بَرْقٌ خُلَّب»:

كان ديغول يساريّاً لم يقبلْه اليسار، لذلك سانَده اليمين. وكان ميتران يمينيّاً لم يقبلْه اليمين، لذلك سانَدَه اليسار.»

26-02-2016

أدونيس: يوميات أوسنابروك

ـ 1 ـ

شجاعة الفكر

في هذه المرحلة العربية الرّاهنة التي يهيمن عليها التنابذ والعنف، يمكن أن تكون صفة الشجاعة أجمل الصّفات التي تُطلَق على الفكر والمفكِّر. فالفكر في هذه المرحلة يجب أن يكون مسكوناً بالشجاعة، شجاعة اختراق الظّلمات المتنوِّعة للتعبير عن الحقيقة.

14-02-2016

أدونيس: (ميريدا، مايا، جبران إلى لمياء وإيرفنغ)

ـ 1 ـ

كلّا ليست الأرضُ واحدةً، وليست السّماءُ هي كذلك واحدةً.

هناك أرضٌ متعدِّدةٌ، وهنالك سماواتٌ كثيرة.

كلّا، العالمُ عوالمُ، ويجب أن يبقى. دون ذلك، سوف يتحوّل

إلى مُجرَّد سوق،

وتحوِّله السّوق إلى مجرّد كُرةٍ تحوِّله بعدها إلى مجرّد دُمْية.

 

ـ 2 ـ

ـ جئتَ وجاء معك الشتاءُ الدافئ.

ـ لهذا الشتاء معنى،

وأنا طريدُ المعنى.