أدونيس

13-12-2015

أدونيس: أرضٌ تزرعها الذاكرة ويحصدها القتل

ـ 1 ـ

كلّا، لا أطلب من أيّ عربيّ أن يتأمّل أو يحلِّل. ولا أريد منه أيَّ جواب.

أرجو منه، حصراً، أن يتكرّم بالنظر، مجرّد النّظر إلى الجغرافيا العربية وإلى خرائطها،

مجرّد النّظر إلى «الشُّهُب» التي تنهمر عليها من جميع الجهات، من داخلٍ وخارج، من أسفل وأعلى،

مجرّد النّظر إلى «جسمها» كيف يُركَلُ ويُهانُ ويُقَطَّع،

22-11-2015

أدونيس: ماذا يفعل الآن رأسُ المعرّي؟

1-

إنّه المسرَح إيّاه، (ومشهده الفاجع الأخير في باريس).

أحداثُه دمٌ. وأبطالُه مجرّدُ آلات.

تضطرب الساحة. تنْشَقّ الخشبة. أنهكَتْهما أعباءُ المسرح: ولادةً، وتربيةً، نظراً وعملاً، إرادةً ومصيراً.

المشاهدون حشودٌ وقارّات. عسكرٌ بأسلحة، وعسكرٌ بلا أسلحة. وعسكرٌ بين بين. أطفالٌ في صُوَر دبّابات. نساءٌ في صور بنادق. شيوخٌ في صور هياكل وقبور.

08-11-2015

أدونيس: أوّلُ الصّحراء آخِرُ الماء

- 1 -

هناك أُمَمٌ - مشروعاتٌ،

وهناك أمَمٌ - ذكريات.

قُلْ لي أين أنتَ من هذه الأمم، أقُلْ لك مَن أنت.

طبعاً، هذا لا يحولُ دون القول:

القلبُ في الأولى محيطٌ من الضَّغائنِ،

والعقلُ في الثانية فضاءٌ من الجُثَث.

لا يحول كذلك دون القول، بتنويعٍ آخر:

القدَم في الأولى وحلٌ أحمر،

والرّأسُ في الثانية ورقٌ - مجرّد ورق.

- 2 -

15-10-2015

أدونيس: « ذَهبُ الوَقْت» : هاويةُ الحقيقة أم حقيقةُ الهاوية؟

ـ 1 ـ

< نقرأ على قبر أندريه بريتون هذه الشاهدة:

«أبحث عن ذهب الوقت».

«ذهب الوقت»؟ هو ما لا يفسد، ما لا يتغيّر. ما يبقى هو هو،

في ما وراء الفساد، والزمن، والتغيّرات.

تعال، إذاً أيها الشاعر إلينا، إلى «ذهبٍ» آخر، لا يملكه إلاّ شعبٌ واحد، هو نحن العرب.

ـ 2 ـ

04-10-2015

أدونيس: «لعنةُ» المكان أم عبثُ التاريخ؟

1 ـ

< في التجارب التّاريخيّة الكبرى، يمكن أن يُحاكمَ الإنسانُ بوصفه إنساناً، وليس بوصفه حاكماً أو محكوماً. «الربيع العربيّ» تجربة تاريخيّة كبرى - بالمعنى العبثيّ الفاجع. لكن، مَن نحاكم هنا؟ العربيّ، وحده، أم «الأجنبيّ» أيضاً؟ أم نحاكم الاثنين معاً؟

وكيف نحدِّد هذا «العربيّ»، وذلك «الأجنبيّ» ؟

13-09-2015

أدونيس: الموتُ غرقاً في محيطات الهجرة

- 1 -

 < أنتَ الطِّفلُ المكبوبُ على وجهه وحيداً، بين الموج والرّمل، على شاطىءٍ سوريّ - تركيّ، تركيٍّ سوريّ،

تستطيع الآن أن تنضمَّ إلى الأطفال الآخرين الذين سبقوك إلى الموت؛ تستطيع أن تهاجرَ إليهم حرّاً:

لا إجازة مرورٍ، لا حدودٌ، لا عسكرٌ يضرب، ولا شرطةٌ تسجن.

الزّمنُ هو أيضاً مهاجرٌ يموت، والأبديّة نارٌ موقَدَة.

أنتَ الآنَ لانهايةٌ داخلَ هذه النّهايات.

27-08-2015

أدونيس: مدارات (كلُّ شيءٍ ينهضُ، احتفاءً باللاشيء)

- 1 -

أين هاجر ذلك الشجرُ الذي كان يفتح أغصانَه لجميع الطيور التي تهبط مُرهَقةً من فضاء الهجرة؟

- 2 -

بلى، عندما تُمطر السّماء

نكون قد يبِسنا...

في تلك البلاد حيث العصا قلَمٌ، والشعرُ جُرْمٌ.

وحيث الحياةُ قبورٌ وتآبين.

وحيث ينهض كلُّ شيءٍ،

احتفاءً باللاشيء.

- 3 -

نضالٌ يجمعنا كالسنابل،

ويسير أمامنا ولا نراه.

17-07-2015

أدونيس: مدارات (وردة تائهة تحبّ أن تنفصل حتّى عن عطرها)

ـ 1 ـ

طالَت الحكاية.

يجب أن نعتذر،

للكلمات التي اختنقَت على الطّريق،

للأيّام التي صارت جثثاً،

لثوب الزّمن الذي انفتق من الخاصرة،

للكهرباء التي تحوّلت إلى سبائك من الظّلمات

للنيلون الذي انقلب إلى حريرٍ،

للرؤوس البلاستيكية التي ترسم الحدود بين الشرق

والغرب،

وتخطّط لمستقبل العالم،

يجب أن نعتذر، أن نعتذر.

ـ 2 ـ

02-07-2015

أدونيس: (إنّها ساحةُ البرج)

أمسِ، في طريقي إلى ساحة البرج، سمعتُ

الرّبيعَ يسألُ يوسفَ جدَّه الأوّل:

«ماذا أفعلُ لكي أخرجَ

من «غَيابَةِ الجبّ»؟

«ماذا أفعل، أنا الكوكبَ الأكثرُ تشعُّثاً في سماء التاريخ؟»

وسمعتُ يوسفَ نفسه يجيبه:

أصْغِ أيّها القريبُ إلى الرّبيع البعيد،

أصغِ إلى أبعد نقطةٍ في العالم: نفسكَ.

20-06-2015

داعش يقيم مسابقة لحفظ القرآن والجوائز سبايا !!

أظهر منشور متداول عن "إعلان" لتنظيم "داعش" الارهابي يوضح التهنئة بشهر رمضان المبارك لمسلحيه ولكافة الدواوين والمفاصل التابعة له، وأعلن ديوان الدعوة والمساجد عن البدء بمسابقة حفظ سور من القران الكريم ،من 1رمضان وحتى 20 رمضان.