ممدوح عدوان يصدر كتاباً جديداً عن حياة المتنبي

الجمل – نبيل صالح: على الرغم من وفاته جسدياً قبل ستة أعوام، فقد جلست اليوم ساعتين مع الصديق ممدوح عدوان ليقرأ عليَّ كتابه الصادر حديثاً عن (المتنبي في ضوء الدراما).. وهكذا قضيت ساعتين مع أستاذين حبيبين على قلبي: ممدوح والمتنبي، ورغبت أن أشارك حبيباً آخر هو أدونيس الباحث أبداً عن أي تفصيل جديد في شخصية المتنبي. وقلت لروحي: لو أن ممدوحاً أصدر كتابه هذا قبل عشرة أعوام لكان التقى مع أدونيس على حب بدلاً من الجفاء.. وأذكر أني قبل عشرة أعوام عقدت مناظرة لأدونيس في بيت آل مرتضى الكرام بمدحت باشا ودعوت إليها ثلاثين من خيرة أعداء أدونيس ومن بينهم ممدوح الذي لبى ولم يلبِّ إذ غير رأيه في اللحظة الأخيرة ودخل إلى مطعم (أولد تاون) المحاذي للبيت ولم يحصل اللقاء الذي كنت أرغب فيه بين ممدوح وأدونيس، وقد استمر حوار الحضور ومناوشتهم لأدونيس بكافة صنوف الأسلحة لثلاث ساعات حول كتابه (الكتاب) وخرج الجميع بعدها أصدقاء محبين له بما فيهم الصديق الشاعر شوقي بغدادي..
في كتابه الجديد يقدم ممدوح صورة المتنبي الشخصية والشعرية والسياسية ويدحض مفاهيم كانت تعتبر بديهية حول المتنبي، بدءاً من قصة تنبؤه في بادية السماوة مروراً بعلاقته بسيف الدولة وكافور وانتهاء بقصة مقتله وأبياته التي تسببت بذلك، حيث يقنعنا ممدوح بأنها ليست للمتنبي.. وفي رأيي فإن كتاب ممدوح المختصر عن مسلسل المتنبي الذي كتب له السيناريو يعطي إضافات عن المسلسل أكثر من المسلسل الذي رأيناه بحيث يمكنك أن تتأكد – بعد قراءة الكتاب - من أن المتنبي شخصية معاصرة لديها القدرة على التجدد عبر العصورالقادمة.
في بداية الكتاب يتساءل ممدوح: هل من الممكن إضافة شيء حول المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس طيلة هذه القرون التي امتدت من ولادته حتى الآن؟! والحقيقة أن ممدوحاً فعل بعدما اشتغل على المتنبي عامين كاملين في قراءته وتحليل شعره ودراسة تفاصيل حياته من أجل كتابة مسلسل تلفزيوني عنه، وخرج – كما يقول وأصدق-  بنتيجة ملخصها أن صورة المتنبي في أذهان محبيه ومبغضيه مختلفة كثيراً عن صورته الحقيقية.. وفي نهاية الكتاب المؤلف من 120 صفحة يختتم ممدوح متماهياً مع بيت المتنبي الذي يقول:
وما أنا غير سهم في هواء
يعود ولم يجد فيه امتساكا

الكتاب: المتنبي في ضوء الدراما
المؤلف: ممدوح عدوان
الناشر: دار ممدوح عدوان- دمشق 2010