مهرجان مغربي يحتفي بالحمير

21-07-2009

مهرجان مغربي يحتفي بالحمير

في ندوة عن الحمير أقيمت بالمغرب بعنوان "الحمار.. الكائن والممكن", أشاد المشاركون بخصال نادرة يتميز بها هذا الحيوان، وانتقدوا في الوقت نفسه أشكال العدوان والظلم التي قالوا إنه يتعرض لها على يد الإنسان في جميع المجتمعات البشرية.ملصق مهرجان بالمغرب يدافع عن الحمار
 جاء ذلك في اليوم الثالث من مهرجان بني عمار زرهون الثامن الذي نظم اعتبارا من 17 يوليو/تموز ولمدة ثلاثة أيام.
 الباحث السوسيولوجي في جامعة محمد الخامس بالرباط، عبد الرحيم العطري، قال عن الحمار إنه "المهندس الأول للطرق، وهو حمال للأثقال بصبر, فضلا عن كونه أذكى حيوان بعد الشامبانزي، وصاحب أقوى ذاكرة بعد الجمل". ومن الناحية الجمالية اعتبر المتحدث أن عيون الحمار تتساوى مع عيون المها أو تفوقها.
 وأبدى العطري أسفا للمعاملة غير اللائقة والصورة السلبية التي يروجها الإنسان عن هذا الكائن في جميع المجتمعات، مضيفا في حديث للجزيرة نت أن أشهر سبة وأكثرها تداولا بين الناس هي سبة الحمار، في حين أنه أبعد ما يكون عن الغباء والقبح.
وأشار العطري إلى مشاركة الحمار في حركة المقاومة المغربية، خاصة في منطقة بني عمار زرهون، ونقله للسلاح بين فصائل المقاومين وحده دون مشاركة من البشر. وهي مهام، في نظر العطري، تحولت اليوم إلى تهريب للسلع والمخدرات في المناطق الصعبة.
ومن جهته، استعرض الباحث الجامعي والإعلامي الدكتور جواد الرامي، صور الحمار في المتخيل الإبداعي الأدبي والفني والشعري في الثقافة العربية والثقافة الغربية.

وقال الرامي إن هذا الموضوع غير مطروق في البحث والتأليف في الثقافة العربية الحديثة، لكن القدامى أفردوا له صفحات في مؤلفاتهم، كما فعل الجاحظ في كتابي "الحيوان" و"البخلاء"، وأبو العلاء المعري وبشار بن برد، ووعد المتحدث الحاضرين بتعميق البحث في الموضوع وعرضه في الموعد السنوي المقبل.
 وشارك جمهور الحاضرين في أشغال الندوة باستعراض مكانة هذا الكائن في الثقافة الشعبية نثرا وشعرا وزجلا... مشيرين إلى إمكان توظيفه في السياحة كما هو الحال في إسبانيا، أو تنظيف الشوارع العتيقة كما هو الأمر في إيطاليا.
 من جانبه، قال مدير المهرجان محسن بلمو إن هذا المهرجان بلغ سنته الثامنة، لكنه لم يحظ بالدعاية الإعلامية اللائقة ولا بالتمويل اللازم، منتقدا ما ينفق من ملايين على مهرجانات أخرى لا علاقة لها بالثقافة المغربية.

وأضاف بلمو أن مهرجان بني عمار امتلك الجرأة لإعادة الاعتبار للثقافة المحلية المنسية وذات الجذور العميقة والمنتشرة أيضا في بلدان عربية وإسلامية أخرى.
 وأثناء المهرجان تم تنظيم مسابقات لأسرع الحمير ذكورا وإناثا وأجملها وأقواها، بمشاركة الفرع الغربي لجمعية الرفق بالحيوان.

الحسن سرات

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...