ملاكِمة أفغانيّة تتحدّى قيود المجتمع

26-03-2016

ملاكِمة أفغانيّة تتحدّى قيود المجتمع

تتحدى الملاكمة الأفغانية صدف رحيمي (19 عاماً) الصّور النمطية الذكورية السائدة في البلاد. هي تحاول كسر المحرّمات في هذا البلد المحافظ، الذي يرزح تحت ثقل تقاليد موروثة منذ أجيال تحظّر ممارسة النساء للرياضة.
تضع هذه الشابة، المفتولة العضلات، قفازي الملاكمة استعداداً لبدء التمارين مع مدربها اغا غول الأمير. لا تتخلّى صَدف عن حجابها. تقول، وهي تلفّ على رأسها عصبةً سوداء تغطي شعرها: "أرتدي الحجاب أيضاّ خارج التمارين، فنحن نعيش في بلد محافظ".صورة أرشيفية لصدف أثناء مشاركتها في مباراة في كابول (أ ف ب)
في العام 2001، أطيح بنظام "طالبان" المعروف بتمييزه الكبير ضدّ النساء. ومنذ ذلك الوقت، تحسّنت أوضاع النّساء بعض الشّيء. على الرّغم من ذلك، بقي الكثير من المفاهيم الذكورية سائداً في المجتمع الأفغانيّ،  خاصّةً تلك التي تحصر دور النساء بالطبخ وتربية الأطفال.
تؤكّد رحيمي، التي تمارس الملاكمة منذ سبع سنوات، التزامها الأخلاقيّ بـ"إثبات أنّ النساء لسن مرغماتٍ على ملازمة منازلهنّ، يمكن أن يكنّ متساويات مع الرجال".
صدَف، المتحدّرة من أسرة طاجيكية من الطبقة الوسطى، اضطرّت في البداية إلى تحدّي الموقف الرّافض من أهلها ممارسة الملاكمة.
تقول الشابة، التي تتابع دراستها في الاقتصاد، "عائلتي كانت معارضة في البداية، أقربائي كانوا يتساءلون عن سبب ممارستي للملاكمة ويرون أنّ من واجبي المساعدة في المسؤوليات المنزلية والطبخ".
  ولجعل الملاكمة أكثر جذباً للفتيات، تعتزم صدف تأسيس ناديها الخاص وممارسة التدريب. لكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، لا بد لها من اعتلاء منصّات تتويج عالمية، وهو حلم لا يزال بعيد المنال.
حصدت رحيمي ثلاث ميداليات برونزية خلال منافسات إقليمية، غير أنّها لم تستطع بعد المشاركة في الألعاب الأولمبية.
وفي العام 2012، قدّمت صدف معلومات مغلوطة عن عمرها لتلبية دعوة منظمي الألعاب الأولمبية. غير أنّ الاتحاد "الدولي للملاكمة لغير المحترفين" لم يسمح لها بالسفر إلى العاصمة البريطانيّة لندن، خشية تعرضها لإصابات خلال المواجهات مع منافسات تدرّبن في ظروف أفضل.
وحُرمت صدف كذلك من المشاركة في الألعاب الأولمبية في دورتها المقبلة هذا العام في ريو دي جانيرو، إثر خسارتها في دورة ألعاب بلدان جنوب آسيا في الهند، الشهر الماضي.
وتقول الملاكمة الشابة "انتابتني الخيبة، وجدت نفسي وحيدة في الهند. لم يرافقني أي مدرب، كما أنّني لم أحصل على أي دعم".
 "تثأر" رحيمي من الصفحات الحالكة للتاريخ الأفغاني الحديث، فهي تتدرّب في غرفة تبديل الملابس في الملعب الوطني الأفغاني، الذي كان يستخدمه مقاتلو "طالبان" كمسرح لعمليات الإعدام العلنية، خلال فترة حكمهم لأفغانستان بين عامي 1996 و2001.
وقد صُوّرت إحدى عمليات الإعدام هذه خلسةً عام 2009. وتظهر المشاهد إعدام امرأة تدعى زرمينا عبر إطلاق النار على رأسها من مسافة قريبة بواسطة رشاش، وذلك بتهمة قتلها لزوجها الذي كان يعنفها.
ويعتبر اغا غول الأمير، المشرف على مسيرة صدف، أنّ "التدرب هنا يمثل انعطافاً جميلاً للتاريخ"، شاكياً من الافتقار إلى "كلّ المعدّات من قفازات وأحذية"، ومن عدم "وجود أي دعم رسمي للفتيات".

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...