مقديشو: فرار عشرات الآلاف جراء توسع القتال

27-05-2009

مقديشو: فرار عشرات الآلاف جراء توسع القتال

يتجمع عشرات الآلاف من الصوماليين المدنيين، الذين يبحثون عن ملاذ آمن هرباً من الاشتباكات المتواصلة بين القوات الحكومية والمسلحين، في ممر "أفغوي" بمقديشو، الذي تصفه الأمم المتحدة باعتباره أكبر نقطة تجمع للمهجّرين المحليين في العالم.

فقد أسفرت المعارك بين قوات الحكومة الانتقالية ومؤيديها والمسلحين المناوئين عن فرار نحو 67 ألف صومالي من العاصمة مقديشو منذ الثامن من مايو/أيار الجاري، بحسب ما ذكرته وكالة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء.

ويتوجه معظم هؤلاء الفارين من مناطق القتال إلى ممر "أفغوي"، حيث تنتشر مساكن مؤقتة بطول 30 كيلومتراً، وصفها برنامج الغذاء العالمي بأنها أشبه بـ"الكابوس."

ويأوي الممر، الذي يمتد بين العاصمة مقديشو وبلدة "أفغوي"، حوالي 400 ألف مشرد ومهجّر من مناطق القتال، يقيم بعضهم في أكواخ من أغصان الشجر والبطانيات الرثة، في حين أن العيادات الصحية تغص بالمراجعين من الأطفال المرضى والذين يعانون من سوء التغذية.

وكان رئيس الحكومة الصومالية المؤقتة، شيخ شريف أحمد، قد ناشد المجتمع الدولي الأسبوع الماضي "مساعدة شعبه على الدفاع عن نفسه ضد المسلحين الأجانب الذين غزو بلاده."

وأعرب شيخ شريف، في تصريح للصحفيين الاثنين، عن قلقه من أن يتحول الصومال إلى عراق آخر أو أفغانستان أخرى، حيث تقاتل قوات بقيادة الولايات المتحدة الجماعات الإسلامية المتشددة.
وجاءت تصريحات شريف هذه بعد أن أعلن متحدث باسم الجماعة المسلحة مؤخراً أنه تم استقطاب وتجنيد العديد من المقاتلين ضد الحكومة، وبينهم مقاتلون أجانب.

وقال المتحدث باسم حركة الشباب، شيخ حسن يعقوب: "إن الذين يقاتلون الحكومة في مقديشو هم المجاهدون الصوماليون فقط.. وهناك مجاهدون مسلمون يقاتلون إلى جانب إخوتهم."

وقالت مفوضية اللاجئين الدولية الثلاثاء إنها بدأت بتوزيع المساعدات على حوالي 50 ألف شخص في ممر أفغوي عبر وسطاء وشركاء محليين في الصومال، وتضمنت تلك المساعدات أواني للطبخ وأوعية وأغطية بلاستيكية وبطانيات وفرشات.

هذا ويتزايد عدد الصوماليين الفارين من مناطق القتال بصورة شبه يومية، حيث بلغ عدد من فروا إلى كينيا وأثيوبيا وأوغندا وجيبوتي وإرتيريا وتنزانيا حوالي نصف مليون صومالي.

وكانت المواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة الشباب المجاهدين، قد تجددت وامتدت إلى مناطق عديدة من الصومال.

وفي فبراير/ شباط الماضي، قام الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد، بتشكيل حكومة انتقالية بدعم من الأمم المتحدة، بعد أفول سيطرة حركة "المحاكم الإسلامية" على البلاد، والتي أطاحت بها قوة مشتركة من الحكومة المؤقتة والقوات الإثيوبية.

غير أن التنظيمات الإسلامية عادت بقوة في الآونة الأخيرة، رغم انقسامها إلى تيارين، أحدهما بقيادة الرئيس الصومالي الحالي، شريف أحمد.

هذا وكان مسؤول صومالي قد أعلن في وقت سابق أن الاشتباكات بين المسلحين وقوات الحكومة الانتقالية أدت إلى مقتل ما يزيد على 100 شخص وإصابة أكثر من 430 آخرين بجروح.

يُشار إلى أن هناك فراغ شبه كامل للأمن والسلطة في الصومال، منذ سقوط حكومة محمد سياد بري عام 1991.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...