كيف يستثمر محتالي الإعلان «فايسبوك»

22-11-2014

كيف يستثمر محتالي الإعلان «فايسبوك»

لم يوفّر العالم الافتراضيّ بعد، معادلاً تقنياً لقذائف الهاون ومحاكم التفتيش وأفعال القنص والخطفِ وطلب الفدية، فشكّل بذلك مربعاً آمناً ومسلياً لأغلب السوريين الذين نقلوا يومياتهم إليه... وآخر ما حرّر في هذا الصدد كان الإعلان عن إطلاق مسابقة «شخصية العام الفايسبوكية» بنسختها الثانية، وذلك بعد «التفاعل الهائل» الّذي بدر من المهتمّين بالفكرة في الموسم الماضي، حسب ما ذكرت صفحة المسابقة في ملفها التعريفيّ.
تستقبل الصفحة طلبات الترشّح وفق مواعيد محدَّدة، عن عدّة فئات هي:(عن "كايغل") الشعر، ومبادرات المجتمع المدنيّ، والفكر، والتصوير الفوتوغرافيّ، والأدب، والصفحة الشاملة، وأهضم صفحة، والخاطرة، والإعلام المقروء، الإعلام المرئيّ، وداعية سلام، وسيدات سوريات فاعلات. ويحقّ لجميع الناشطين دعوة أصدقائهم للتصويت على شخصيّة العام، الأمر الذي ينسف مصداقيّة المسابقة ويجعل الفوز فيها مرتبطاً بعدد الأصدقاء الافتراضيين الأوفياء لكلّ مرشّح، بصورة تنتصر فيها الكثرة على الكفاءة.
يقول الحقوقيّ ناجي درويش منظّم المسابقة: «الهدف من شخصية العام ليس تصويتاً ولا ربحاً ولا خسارة، الهدف هو التعريف بالمبدعين والفاعلين في كل المجالات وتعريفهم هم ذاتهم على بعضهم البعض، أيّ أنّ التصويت هو وسيلة جاذبة لزيادة عدد المهتمين والمتابعين في شرق يتعطش ساكنوه ليلتفت أحد ما إلى أصواتهم وأهميتها». وعن اعتماد المسابقة على تصويت «الفرندز»، من دون وجودِ ضابطٍ نوعيّ يمنحه المصداقية، يقول درويش: «نحن نحترم ذائقة العامّة، ونعتقد أن القصيدة ليست ملكاً لكاتبها بل لقارئها، والصوت الجميل ليس ملكاً لصاحبه بل لسامعه».
لم يكن تكريس مفهوم «النجوميّة» على مواقع التواصل السّوريّة، حكراً على مسابقة «شخصية العام»، فالموقع الأزرق بات يضجّ بصفحات تُشكّل منبراً لمستخدمين حوّلوا أنفسهم إلى أعلامٍ. وعلى الرغم من كونِ بعضهم يفتقر إلى أبجديات الأدب ومهارات التدوين إلا أنّهم يستمدّون «شرعيّتهم» من تزايد أعداد المتابعين لصفحاتهم.
تقول رهف، مديرة واحدةٍ من أضخم شركات التسويق الإلكتروني في دمشق: «الأمر لا يحتاج إلى كثيرٍ من التحليل، نستطيع أن نضاعف أعداد المعجبين بصورةٍ وهميّة، عن طريق اللجوء إلى تقنية «الإعجاب المزيّف»، وهذا الصنف من الدعاية لا يتطلّب إنفاق مبالغ طائلة». وتضيف: «الإعجاب المزيّف يشكّل مغناطيساً. فحين يدخل أحد المستخدمين إلى صفحة عليها ثلاثون ألف إعجابٍ مزيّف، سوف يتشكّل لديه انطباعٌ مغلوط مفاده أنّه هذه الصفحة تنضوي على قيمة كبيرة مكّنتها من صناعة قاعدةٍ شعبية كهذه، ليسجّل إعجابه بالصفحة ثمّ يساهم بنشرها وهكذا دواليك».
هذا التأرجح في الوصول إلى حجة توضج سبب نجاح هذه الصفحة أو تلك، يسقط عند أعتابِ وزير الكهرباء عماد خميس الذي صار، منذ وصوله إلى كرسيّ الوزارة، مالئاً للدنيا وشاغلاً للناس في سوريا، قبل أن يخفت بريقه لمصلحة وزير المالية إسماعيل إسماعيل الذي أطلق، مؤخراً، تصريحاً يطالب فيه السوريين باتباع سياسة «التقشّف» والترشيد في استهلاكِ موارد لم تعد متوافرةً أصلاً، ثمّ عاد ليسجّل اعتذارين متتاليين.

رامي كوسا

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...