في سورية شبهات حول أنواع الرقص لا تحول دون الاقبال عليه

26-06-2009

في سورية شبهات حول أنواع الرقص لا تحول دون الاقبال عليه

«شخلعة، حرام، بغاء، مياعة، فن...» ردود فعل مختلفة حول جدية فن الرقص الشرقي في سورية، الذي يعتبره كثيرون غير جدير حتى بالاهتمام وإبداء الرأي.

اقترن الرقص الشرقي في المجتمع السوري بصورة سلبية مرتبطة بالبغاء والملاهي الليلية، ما حط من شأنه كفن أو حتى كهواية. وتقول صبية في الثانية والعـــشرين من العمر: «أهوى الرقص الشرقي ولكنني أحتـــفظ بهذا الهوى لنفـــسي وأكتفي بممارسة هذه الهواية أمام المرآة حيث أترك العنان لخيالي الطموح ليأخذنني إلى عالم الشهرة فأتصور نفسي تحت أضواء المسرح والكل يصفق لي». وتضحك بسخرية، مضيفة: «ما يلبث صوت أبي الغاضب أن يوقظني من أحلامي آمراً بخفض صوت المسجلة».

يتجه الكثير من الآباء والأمهات في سورية إلى بذل الكثير من الوقت والمال ثمناً لتحفيز أطفالهم على الهوايات المفيدة كالقراءة والرياضة والموسيقى ومتابعة اهتماماتهم، ولكن عندما تتحدث عن الرقص عموماً والرقص الشرقي في شكل خاص، تواجه ببرودة لافتة بل برفض قاطع.

«لا بد من أن نتجرأ ونخطو الخطوة الأولى»، تؤكد مايا، طالبة باليه في احد المراكز الثقافية في دمشق وأيضا هاوية رقص شرقي. وتوضح: «لا بد من أن نكرس أمثلة ناجحة عن راقصات وراقصين علّنا نكسر هذا المحرم ونغير قليلاً في نظرة المجتمع لهذا الفن الرائع الذي يرقي الروح ويمتع الجسد».

وتتعرض مايا ومثيلاتها إلى ضغط اجتماعي مباشر، يبدأ من الأسرة وينتهي بمجتمع لا يزال يعتبر الرقــص على أنواعه ترفاً لا مكان له إلا في الملاهي الليلية.

وتقول: «أتعرض للسخرية بشكل متكرر، كثيرون لا يتقبلون اهتمامي بأن أرقص أمام الجمهور على المسرح. ويعتبره البعض هدراً لوقتي ومستقبلي وآخرون يزدرون ما يعتبرونه وقاحتي وقدرتي على إظهار مفاتن جسدي».

وافتتحت مدرسة الباليه في سورية منذ أكثر من عشرين عاماً، ولكن لا تزال نسبة الإقبال عليها قليلة على رغم الدور المهم الذي تلعبه الأكاديـــمية في إظهار وجه حضاري للبلد وتقديم كفاءات محـــلية شــابة ومميزة، ويجد الكثيرون أن لا مكان لمثل هذه الرفاهية في مجتمع لا يزال يناضل لكسب قوته. ويطاول هذا التقييم الشــباب الذين يقبلون وفي شكل متزايد على تعلم فنون الرقص اللاتيني من ســامبا ورومبا وتشــاتشــاتشــا وغيرها، والتي وجدت طريقها إلى قلوب الكثيرين غير آبهة بالاقاويل، الأمر الذي دفع المراكز الثقافية في سورية لتوفير مراكز تدريب لهذا النوع من الفن.

يقول أبو أحمد (50 سنة): «بلا أخلاق كل من تتجرأ على استباحة جسدها بهذه الطريقة»، عند سؤاله عن رأيه في افتتاح مركز تدريب رقص شرقي في الحي المجاور لمكان سكنه.

ويضيف بحنق: «هذا ما كان ينقصنا، هذا الرقص ليس لنا ولا ينـــاسب عادتنا وديننا».

وتشهد المراكز المخصصة لتعليم الرقص الشرقي نسبة إقبال كبيرة لنساء حديثات الزواج، بهدف إمتاع رجالهن بهذا الفن الذي كان يدرس في العصر العباسي.

بيسان البني

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...