فقراء القاهرة يعيشون على هامش الحياة

28-09-2008

فقراء القاهرة يعيشون على هامش الحياة

تؤدي منال محمد مهامها اليومية ولا يبارح تفكيرها مخاوف من احتمال تحرك الارض تحت قدميها خشية تكرار الانهيار الصخري الذي سحق منازل وازهق ارواحا في منطقة الدويقة هذا الشهر.

وتقف منال في منطقة اسطبل عنتر على مقربة من الدويقة حيث سقطت كتل صخرية ضخمة على عشرات من المنازل في السادس من سبتمبر ايلول الجاري لتقتل أكثر من مئة شخص وتقول "اريد ان اغادر هذه المنطقة ولكن لا يمكن ان احصل على شقة في مكان اخر."

ويقول سكان المنطقة انه ربما تكون هناك ما بين 100 و600 جثة تحت الانقاض عن سفح جبل المقطم.

واسطبل عنتر احد المناطق العشوائية التي تحيط بجبل المقطم عند الاطراف الجنوبية والشرقية للقاهرة التي يقطنها نحو 16 مليون نسمة حيث ادى الازدهار الاقتصادي لتنامي الفجوة الواضحة بين الاغنياء والفقراء.

وتوافد سكان الريف على القاهرة حيث يعيشون حياة بسيطة في هذه المناطق العشوائية وسط صخور بلون الرمال وشوارع ضيقة.

وفي بعض المناطق يقطن نحو 41 ألف نسمة على مساحة كيلومتر مربع واحد ويقول السكان انهم يعانون من اهمال حكومى مستمر منذ عقود.

والمناطق مترامية الاطراف تذكرة بالتحديات الاجتماعية التي تواجه الحكومة حتى في وقت تشهد فيه أكبر دولة عربية من حيث تعداد السكان نموا اقتصاديا مزدهرا.

وينمو تعداد سكان مصر البالغ 76 مليون نسمة بوتيرة اسرع من قدرة الاقتصاد على دعمه وترتفع تكلفة المعيشة اذ زادت الاسعار في الحضر بنسبة 23.6 في المئة خلال العام حتى اغسطس اب فيما تتعرض حكومة الرئيس المصري حسني مبارك لانتقادات حادة لفشلها في تضييق الفجوة بين الاغنياء والفقراء.

وتقول الامم المتحدة ان نسبة من يعيشون في فقر مدقع ارتفعت رغم تسجيل معدل نمو اقتصادي سنوي بنحو سبعة في المئة في العامين الماضيين.

وسكان اسطبل عنتر ممن فاتهم قطار النمو ويهدد الفقر حياتهم نظرا لان خطر سقوط كتل صخرية حاضر دائما ولكن معظمهم لا يملكون مالا لمغادرة المكان.

وتسببت عدم كفاءة الصرف الصحي في المباني العشوائية والتي يضم بعضها أسرا كبيرة العدد في غرفة واحدة في تسرب المياه الى داخل طبقات المنحدر الصخري مما يضعف الصخور ويثير احتمال تساقط المزيد منها.

وتقول احدى صديقات منال وهى تشير لمجموعة من المنازل تقع على مسافة 20 مترا اسفل صخور المقطم "اخاف على من هم تحت. ستقع كارثة اذا سقطت عليهم من هنا."

والانهيار الصخري الذي وقع الشهر الجاري لم يكن الاول.

فقبل 15 عاما سقطت صخرة ضخمة تزن ثلاثة الاف طن وهدمت منازل ودفنت 50 شخصا على الاقل في الدويقة بحي منشأة ناصر.

وتفيد خريطة المسح الجيولوجي في مصر ان صخور المنطقة من الحجر الجيري وبها طفل ويساعد الماء على تاكلها نتيجة تضخم الطفل مما يساعد على تكوين فجوات داخل الحجر الجيري.

ورغم خطورة العيش في المكان وهيئة المنازل التي تبدو مؤقتة فان بعض الاسر اقامت في هذه المناطق العشوائية لاجيال.

تقول منال "جاء والدي حفظه الله الى هنا منذ اكثر من 30 عاما."

وبعد كارثة الدويقة طوق العشرات من شرطة مكافحة الشغب المنطقة وعرضت الحكومة اعادة تسكين الناجين في شقق جديدة قريبة.

كما بدأت السلطات في اجلاء 80 اسرة من مواقع خطيرة في اسطبل عنتر.

وتشير تقارير الصحف المحلية لتنامي حالة عدم الرضا بشأن تخصيص الشقق الجديدة ويقول بعض السكان ان من لهم اتصالات بمسؤولين في الحكومة يحصلون على شقق جديدة حتى ممن لم يتضرروا من الانهيار الصخري.

كما يشكو بعض من انتقلوا للمنازل الجديدة بالفعل حاملين القليل من المتاع الذي استطاعوا انقاذه لشقق خاوية لم تصلها الكهرباء او المياه الجارية.

وانتقل وحيد عرفة الذي سحق منزل شقيقته في الانهيار الصخري لمبنى جديد قريب ويقول "تحتاج الشقة لكثير من الاصلاحات". وعرض على رويترز سوء حالة السباكة.

واشار رجل اخر في نفس المبنى لشرخ في الجدران وقال ان المياه تتسرب عبر السقف وقال ان الحكومة منحته الشقة بعدما هدمت منزلا من خمسة طوابق كان يمتلكه في الدويقة وذلك كاجراء وقائي.

ويشعر اخرون لم يتأثروا بالانهيار الصخري مباشرة بالعجز لانهم لا يستطيعون الانتقال.

ويقول عبد الله سيد عبد الرحيم "اعيش في غرفة مع اطفالي الثمانية كما رأيتم. اعيش في هذا المكان منذ عامين. بحثت عن مكان اخر اقيم فيه ولكن لم اجد سوى هذه الغرفة.. لا اعرف الى اين اخذ زوجتي وأولادي."

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...