شتباكات في محيط «اللواء 93» و«داعش» يقمع انتفاضة الشعيطات بالمجازر.. والتسويات

07-08-2014

شتباكات في محيط «اللواء 93» و«داعش» يقمع انتفاضة الشعيطات بالمجازر.. والتسويات

تتصاعد حدة الاشتباكات في محيط «اللواء 93» بالقرب من قرية عين عيسى في ريف الرقة، بعد أقل من أسبوعين على سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» على مقر «الفرقة 17»، في الوقت الذي يشهد فيه ريف دير الزور الشرقي أحداثاً دموية على خلفية انتفاضة عشيرة الشعيطات ضد التنظيم المتشدد، وإصرار التنظيم على حسم ما أسماها «المعركة التأديبية».
ومساء أمس شنَّ «داعش» فارسان يحملان العلم السوري في اطار عرض نظمته وزارة الرياضة في دمشق امس (ا ب ا)هجوماً واسعاً على «اللواء 93» شاركت فيه عشرات الدبابات والمدفعية التي أمطرت اللواء بوابل من القذائف. وتضمن الهجوم تنفيذ 3 عمليات انتحارية بعربات مفخخة، وقد عرف من بين الانتحاريين كل من أبو هاجر الجزراوي سعودي الجنسية وأبو حذيفة التركماني وأبو عبدو الشامي، واستهدفت العربة التي قادها الجزراوي البوابة الرئيسية للواء ما أدى إلى تدميرها بشكل شبه كامل. وما زالت الاشتباكات مستمرة بين المهاجمين وبين قوات الجيش السوري داخل اللواء.
وكان محيط «اللواء 93» شهد اشتباكات محدودة خلال اليومين الماضيين، تدخل في إطار جس النبض أكثر مما تشكل محاولة اقتحام جدية، لذلك كان مفاجئاً إعلان مقربين من «داعش» صباح أمس عن سيطرة التنظيم على مساكن الضباط التابعة إلى اللواء. والأرجح أن الجيش السوري هو من استبق الأحداث، وقام بسحب عناصره من المساكن كإجراء احترازي، خصوصاً أن مصادر مقربة من «داعش» تحدثت عن إرساله انتحاريين اثنين لتفجير نفسيهما فيها.
وتشير التعزيزات التي يرسلها «داعش» إلى محيط «اللواء 93» إلى أن معركة اقتحام اللواء لم تعد بعيدة، حيث أرسل التنظيم مؤخراً رتلاً مؤلفاً من 10 عربات «دوشكا» وراجمة صواريخ ومدفع عيار 130 ملم، برفقة عدة باصات محملة بعشرات من مقاتليه.
و«اللواء 93» هو لواء دبابات، ويقدر عدد الجنود فيه، بحسب مصادر معارضة، بحوالي 400 إلى 500 جندي، ما عدا العشرات من الجنود الذين التحقوا به بعد انسحابهم من «الفرقة 17». واللواء محاصر منذ عام ونصف العام تقريباً، وشهد عدة معارك تهدف إلى اقتحامه، لكنها باءت بالفشل. وأشاعت بعض الصفحات المقربة من «داعش» أن الجيش السوري بدأ بسحب عناصره من اللواء خشية أن يلاقي مصير «الفرقة 17»، وهو ما نفاه مصدر ميداني، مشيراً إلى أن حركة الطوافات جاءت لنقل جرحى ومصابي «الفرقة 17» ممن وصلوا إلى اللواء، أما عناصر اللواء فهم باقون ومستعدون لأي مواجهة مع التكفيريين.
من جهة أخرى، تمكن «داعش» من استعادة توازنه في ريف دير الزور الشرقي، بعدما كادت انتفاضة عشيرة الشعيطات، خلال الأسبوع الماضي، أن تودي به. ورغم الخطورة التي شكلتها هذه الانتفاضة على «داعش»، فقد كان من المتوقع أن يتم وأدها سريعاً، ما لم تنتفض باقي العشائر في دير الزور إلى جانبها، خصوصاً في ظل الحصار الذي فرضه التنظيم على منطقة الشعيطات، التي تقع لسوء حظها على طريق الإمداد بين الموصل والرقة، الأمر الذي سهّل لـ«داعش» إرسال تعزيزاته إلى محيطها بسرعة قياسية.
ويعتبر «داعش» معركته مع الشعطيات «معركة تأديب» لكل محافظة دير الزور، لذلك يلجأ إلى أكثر أساليبه وحشية ودموية لزرع الخوف في قلوب الأهالي، ومنعهم من التفكير بالانتفاض ضده. وتشير المعلومات إلى وجود المئات من مقاتلي «داعش» في محيط قرى الشعيطات بانتظار الساعة الصفر لاقتحامها، بعدما انتهت المهلة التي طلب فيها التنظيم خروج كل من ليس له علاقة بقتاله، الأمر الذي يعــــني أنه سيعتبر كل من هو موجود في هذه القـــرى مقاتلاً له، وهو ما ينذر بمزيد من المجــازر.
إلى جانب ذلك، تستمر محاولات التوسط بين الطرفين لإنهاء الصراع بينهما بأسرع وقت ممكن، قبل أن يتطور إلى مستوى أكثر دموية. وفي هذا السياق أعلنت عشيرة الشويط، في قرية أبو حردوب، إحدى القرى المنتفضة توقفها عن القتال واستعدادها لمبايعة زعيم «داعش» أبي بكر البغدادي «خليفة للمسلمين».كما رضخ بعض وجهاء عشيرة الشعيطات في قريتي غرانيج والجرذي لمساعي التوسط، ووافقوا على وقف القتال مقابل عدم إخراجهم من بيوتهم كما حدث في مدينة الشحيل سابقاً، بينما رفض قسم آخر ذلك. ويصر قياديو «داعش»، وعلى رأسهم «أمير» مدينة الميادين أبو ذر العراقي، على تسليم كل أنـــــواع السلاح حتى الفردي منه إلى «داعش» كــــشرط لا بد منه لإتمام أي تسوية، لأنهم يعتبرون إبقاء السلاح مع الأهالي خطأ يجب ألا يتكرر، ولولاه لما اندلعت الانتفاضة ضدهم.
إلى ذلك، يستمر الطيران الحربي للجيش السوري في تنفيذ غارات في محيط منطقة الشعيطات وبعض القرى الأخرى، مستهدفاً أرتال «داعش» التي تتجه إلى المنطقة لمحاربة أهاليها. واستهدفت إحدى هذه الغارات بلدة الزر المجاورة لمدينة الشحيل، والتي تعتبر أحد أبرز معاقل «داعش» ومسقط رأس القائد العسكري أبو دجانة الزر، حيث سقط جراء الغارة 10 من المقاتلين الاجانب، من بينهم أبو يعقوب التونسي الذي كان له دور كبير في مواجهة انتفاضة الشعيطات.

عبد الله سليمان علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...