سجون العراق: مصائب قوم عند قوم فوائد

30-05-2009

سجون العراق: مصائب قوم عند قوم فوائد

اختلفت الروايات عن السجون في العراق التي يقال إن عددها بات أكبر من أن يحصى، فضلا عن تحولها إلى مصدر للدخل بالنسبة للسجان وبطريقة تثير الشكوك إزاء الأسباب وراء إبقاء المعتقلين لأطول فترة ممكنة دون تقديمهم للمحاكمة، وعن وجود سجون لجهات غير حكومية.

ووسط أسئلة لا تجد جوابا في الغالب، يقول إياد فرحان (سجين سابق) إن للقضية عدة أوجه أولها "سياسي حيث يتعرض السجين إلى حزمة من التهم دفعة واحدة، وعندما يصبح بريئا لدى هذه الجهة يصبح متهما عند أخرى، ووجهها الآخر طائفي حيث يتهم السجين لمجرد أنه يحمل اسما معينا أو ينتمي إلى مدينة من المدن".

ويضيف فرحان "عندما ألقي القبض علي في شتاء 2005 لم أكن أعرف أن هناك مخصصات لكل سجين يسجل في قائمة الاعتقال تبلغ 17 دولارا يوميا، لكن المشادات الكلامية التي دارت حولي بين قادة الوحدات العسكرية التي اعتقلتني وهل أسجل على حساب هذه الوحدة أم تلك، كشفت أمامي سرا غاية في الأهمية وهو أن هذا المبلغ يدفع لقائد الوحدة لغرض إطعام السجناء".

ويتابع أن دخل قائد الوحدة يزداد كلما زادت أعداد المعتقلين كما أن ديمومة استمرار استلام المبلغ مرتبطة بفترة بقاء المعتقل في السجن حيث لم تساو قائمة الطعام الهزيل الذي يقدم للسجين الواحد دولارا واحدا أو دولارين، وهذا يوضح سر الاحتفاظ بعشرات الآلاف من المعتقلين أو عدم التعجيل بتقديمهم للمحاكمة.
ولم يكشف المقدم في الشرطة (ن ك) عن أعداد المعتقلين حاليا في السجون العراقية إلا أنه قال إن هناك سجنا في "كل وحدة عسكرية في الشرطة التابعة لوزارة الداخلية أو في الوحدات التابعة للجيش"، وذلك بدءا من الفصيل وصولا إلى الفرقة التي تعتبر أكبر تشكيل عسكري من تشكيلات الشرطة والجيش، مشيرا إلى الطاقة الاستيعابية لكل سجن من هذه السجون لا يقل عن مائة معتقل.

بيد أن العميد في الشرطة العراقية نعمة سلمان (من عمليات وزارة الداخلية) أكد عدم وجود أي تجاوزات أو سجون سرية، معتبرا أن "هذا الكلام غير صحيح ومغرض ويأتي ضمن حملة معادية للوضع القائم وللديمقراطية في العراق".

ويوضح الضابط العراقي أن ما يوجد من سجون في العراق تابع للقوات الأميركية -التي سبق وأعلنت أن لديها 12 عراقيا معتقلا في سجن المطار لوحده فقط- بالإضافة إلى سجن نادي الفارس العربي القريب من المطار الدولي في بغداد وسجن الأسكانيا في المحمودية جنوب بغداد وسجن التكية الكزنزانية في بغداد وسجن في الموصل وسجن بوكا في البصرة وسجن سوسا في السليمانية وسجن كوكا في كركوك.

ويقول العميد سلمان "أما بالنسبة للمعتقلين في السجون العراقية فإنهم لا يمضون فترات طويلة إذ سرعان ما يتم إطلاق سراحهم بعد مرحلة تحقيق لعدة أيام تتبعها إحالة إلى القضاء الذي يقرر مصير كل واحد منهم".

بيد أن للاعتقال حكاية أخرى ترويها السيدة شذى جسام التي قضت أكثر من سنة في سجن يقع بضاحية الفضيلية شرقي بغداد.

وتقول السجينة السابقة إن اعتقالها بدأ "بمداهمة تمت بناء على معلومات أدلى بها أحد الوشاة الذي أتى مع مفرزة المداهمة مغطيا وجهه بغطاء من القماش ولم يترجل من السيارة المدرعة التي قامت بعملية الاعتقال".
وبعد الاعتقال حاولت السيدة جسام إيصال رسالة للأهل تطمئنهم عليها لكنها فشلت بسبب عدم معرفتها بأي مكان تم اعتقالها ولاسيما أن هناك أكثر من ستمائة معتقل في العراق.

فالأمر لا يقتصرعلى الجهات الأمنية الرسمية كما تقول جسام، بل هناك سجون المليشيات الخاصة بالأحزاب وأخرى بمستشارية الأمن القومي وبوزارة الأمن الوطني، وسجون كانت خاصة بالوزارات المدنية مثل سجن وزارة الصحة ووزارة المواصلات ووزارة الزراعة، وهناك سجون خاصة بفيلق بدر وبحزب الدعوة وأخرى خاصة بالتيار الصدري إضافة إلى السجون الأميركية وسجون الجيش والشرطة.

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...