دمشق تطلب من بيروت تنسيقاً أمنياً لضرب«التكفيريين»ومكافحةالتهريب

02-10-2008

دمشق تطلب من بيروت تنسيقاً أمنياً لضرب«التكفيريين»ومكافحةالتهريب

كشفت مصادر ديبلوماسية عربية وغربية معلوماتٍ، لم تنفها جهات رسمية لبنانية، مفادها أن سورية طلبت من لبنان تنسيقاً أمنياً لضبط الحدود بين البلدين يترتب عليه التفاهم على مجموعة من التدابير والإجراءات لمكافحة الإرهاب ووقف التهريب من خلال المعابر غير الشرعية الممتدة على طول الحدود في الشمال والبقاع.

وأكدت المصادر ان سورية قدمت طلبا رسميا الى لبنان في شأن التنسيق الأمني، قبل أسابيع من الانفجار الذي وقع في احد شوارع دمشق السبت الماضي، وان الرئيس بشار الأسد أثار هذه المسألة مع نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان في القمة التي جمعتهما في العاصمة السورية في 13 آب (أغسطس) الماضي والتي عقدت بعد ساعات من الانفجار الذي استهدف الجيش اللبناني في ساحة التل في طرابلس. ولم يعرف ما إذا كان الطلب السوري يقتصر على التنسيق أم يتجاوزه الى توقيع اتفاق أمني جديد.

وبحسب المعلومات، نقلاً عن المصادر ذاتها، اثار الأسد مع سليمان ضرورة التوصل الى صيغة رسمية للتنسيق الأمني بين البلدين، وهي الآن موضع تشاور في مجلس الوزراء اللبناني تحضيراً للرد اللبناني على الطلب السوري.

ونقلت المصادر عن الأسد قوله، في اجتماعاته الأخيرة مع عدد من أركان المعارضة اللبنانية، أن «لا نية بعودة الجيش السوري الى لبنان وان المطلوب الوصول الى صيغة للتنسيق الأمني لا سيما بعد التعيينات الأخيرة في قيادتي الجيش اللبناني والاستخبارات ما يستدعي عقد لقاءات للتعارف أولاً ولعرض الجهود المشتركة لضرب الإرهاب ووقف تهريب السلاح ثانياً».

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اجتماع على هامش انعقاد الدورة العادية للجمعية العامة في الأمم المتحدة، «إن التنسيق الأمني بين البلدين، ما هو إلا طلب مشروع وهو يجرى في العادة بين الدول حتى لو كانت على اختلاف مع بعضها فكيف إذا كان الطلب يتعلق ببلد شقيق؟».

وبالعودة الى طلب سورية التنسيق الأمني مع لبنان، تحدثت جهات رسمية لبنانية عن أن دمشق باتت أكثر إلحاحاً في هذا الشأن، خصوصاً بعد تزايد عمليات تهريب الأسلحة التي ترافقت مع حصول أكثر من صدام بين «مجموعات تكفيرية» وبين قوات الأمن السورية وأدت الى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وأكدت هذه الجهات التي فضلت عدم كشف اسمها أن قيام الجيش السوري مؤخراً بنشر وحدات عسكرية على الحدود الشمالية مع لبنان في مقابل منطقة عكار، جاء بعد حصول صدامات مع مجموعات تصنفها القيادة السورية على انها «تكفيرية» وتسعى الى إثارة البلبلة داخل سورية. وقالت إن قيادة الجيش اللبناني كانت تبلغت من دمشق عزمها على نشر وحداتها العسكرية قبل ساعات من حصوله، ورأت ان اتهام مجموعات «تكفيرية» بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف أحد أحياء دمشق يستند الى ما تردد في بيروت عن صدامات حصلت بين قوات الأمن السورية وهذه المجموعات ما دفعها الى توجيه التهمة اليها بتحميلها مسؤولية مباشرة عن الانفجار.

لذلك اعتبرت الجهات الرسمية أن طلب دمشق التنسيق أمنياً مع بيروت سيدرج بقوة على جدول أعمال اللقاءات بين كبار المسؤولين اللبنانيين، بدءاً من مطلع الأسبوع المقبل، بغية بلورة تصور معين يفسح في المجال أمام التعاون لضبط الحدود المشتركة، نظراً الى أن لبنان لا يستطيع تجاوز هذا الطلب وسيلبيه من خلال صيغة متوازنة توفر الحلول لكل ما يشكو منه اللبنانيون من فلتان لا يقتصر على تهريب البضائع وإنما يتعداه الى عمليات التسلل وتهريب السلاح.

محمد شقير

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...