دروس في العفة لذكور مصر للحد من التحرش الجنسي

27-03-2007

دروس في العفة لذكور مصر للحد من التحرش الجنسي

حذرت ناشطة مصرية من استمرار التحرش الجنسي في الأماكن العامة والشوارع ووسائل المواصلات إلى حد تفشي لمس المواضع الحساسة في أجساد النساء وتعرية جزء من الملابس، وكشف رجال لعوراتهم.

وقالت نهاد أبو القمصان مديرة المركز المصري لحقوق المرأة إن شكاوى كثيرة تلقاها المركز على مدى عام ونصف تقريبا من فتيات ونساء، أثبتت عدم علاقة التحرش بشكل الملابس، فقد اشتكت محجبات ومنقبات من تعرضهن لانتهاكات شديدة جدا.

وطالبت بنشر ما أطلقت عليه "دروس العفة" في المدارس لتعريف الشباب والفتيات بأجسادهم وطريقة التعامل معها حتى لا يقعوا ضحية للفضائيات وللاغراءات الأخرى، خاصة أن متعة "التحرش" بأجساد النساء انتشرت بين تلاميذ صغار في التعليم الاعدادي.

واعتمدت ناهد أبو القمصان في حوارها على نتائج استمارة تم تعميمها على 1082 فتاة وسيدة من المتعرضات للتحرش في أماكن مزدحمة وفي ساعات الظهيرة وعلى مرأى من الآخرين ويشارك فيه حتى الرجال المتزوجين، ومن ضحاياه أيضا نساء فوق الأربعين.

وأشارت إلى أن تلاميذ المدارس الاعدادية (أعمارهم دون الـ16 سنة) يشاركن بعنف في التحرش ويعمدون إلى اللمس غير اللائق للبنات أثناء مرورهن أمام المدارس في وقت انتهاء اليوم الدراسي.

وكان المركز المصرى لحقوق المرأة نظم  السبت 24/3/2007 مؤتمرا لعرض ومناقشة نتائج المرحلة الاولى لحملة "وقف التحرش الجنسى" تحت شعار (شارع آمن .... للجميع) مستعرضا نتائج الدراسة التحليلية لـ 2500 شكوى تحرش جنسى.

وقالت نهاد أبو القمصان: لم يكن التحرش الجنسي الجماعي في وسط البلد أول أيام عيد الفطر الماضي مفاجئا لنا في المركز المصري لحقوق المرأة، فنحن نتلقى شكاوى فظيعة على شكل فضفضة منذ اكتوبر 2005 لكن أصحابها كن يرفضن تسجيلها كتابة.

وتابعت: ذلك جعلنا نقوم باستقصاء عبر لقاءات مباشرة أو عن طريق الجامعة الأمريكية وجامعتي عين شمس والقاهرة وأيضا بواسطة الموقع الالكتروني للمركز، فالموضوع زاد عن الحد وثبت لنا خطأ القاء المسؤولية على شكل ملابس الفتيات، لأن من بين الشاكيات منقبات ومحجبات تعرضن للتحرش بشكل شديد جدا.

وتقول ناهد: سجلت النساء اجاباتهن من خلال الاستمارات التي اخضعناها لبرامج تحليل الكمبيوتر فأعطتنا تحليلات وبيانات حول شكل التحرش والأماكن التي يقع فيها، وأكثر أشكاله شيوعا.

وأشارت إلى وجود مشكلة حقيقية في الشارع وربما تتطور، وقد أصدرنا بيانا بعد واقعة عيد الفطر يطالب وزارة الداخلية باتخاذ خطوات جادة لأن الموضوع لا يحتمل السكوت عليه.

وتابعت: كنا نتصور في الماضي أن التحرش الجنسي يحدث في الأماكن المظلمة أو المعزولة، وكان التحذير دائما من مناطق هادئة مثل المعادي وجاردن سيتي، لكننا اكتشفنا ومن خلال ما نتلقاه من شكاوى بأنه يحدث الآن في الثانية بعد الظهر بالأماكن المزدحمة وفي محطات الاتوبيس وأمام مدارس البنات رغم أنها  تفرض زيا محافظا.

وأوضحت أنه "عندما يجري التحرش بهؤلاء البنات ومعهن نسبة غير قليلة من نساء فوق الأربعين، فذلك يكسر كل الاشكال النمطية في أذهاننا عن الظاهرة".

وقالت ناهد أبو القمصان: للأسف يقع التحرش في الشارع أو محطة الاتوبيس أو المترو أو في داخل الاتوبيس ويصل إلى حد لمس المواضع الحساسة وكشف جزء من الملابس، بل وكشف رجال لعوراتهم دون أن يتدخل أحد لحماية الضحايا.

وتضيف: في الوقت الذي انتشر فيه الحجاب لدرجة انه أصبح نادرا ان تجد في مصر اليوم فتاة غير محجبة، ينتشر أيضا التحرش الجنسي وتستفحل أشكاله دون رد فعل اجتماعي أو قانوني.

وتابعت "مصر في الستينات لم يكن الحجاب فيها منتشرا ورغم ذلك لم يكن فيها تحرش، الآن المجتمع كله يميل إلى التدين الشكلي، مقابل درجة من درجات الانحلال الأخلاقي".

وقالت: المعاكسات اللفظية تطورت ايضا لشكل خطير، فبدلا من المعاكسات اللطيفة، تحول الى تطفل جنسي غير مقبول سواء باللفظ أو الاشارة أو باللمس وهذا هو الأخطر.

وحذرت ناهد أبو القمصان من مشكلة اجتماعية سياسية اقتصادية.. "فهناك بنات امتنعن عن الذهاب للمدارس لأنهن لم يتحملن التحرش اليومي، ونساء يرفضن الذهاب للعمل. وتجيب من تسألها عن مشاركتها السياسية بأنها لا تريد بهدلة نفسها".

وأضافت: عندما استقصينا عن معنى البهدلة خاصة انهن متعلمات ومتخرجات اكتشفنا أنهن يقصدن التحرش بهن في المواصلات والأماكن العامة.

وترى ناهد أبو القمصان أن المشكلة التي تؤدي لاستفحال الظاهرة وصمت الضحايا تتمثل في عدم الثقة في النظام القانوني بشكل عام، وبطء العدالة في مصر، ثم القاء اللوم على الضحية فتؤثر السلامة لانها تريد فضائح.

وشرحت ذلك بقولها: نجد في مصر ثلاث مواد في قانون العقوبات يمكن تطبيقها ضد التحرش مثل السب والقذف باعتبار أن كلمات المعاكسة النابية تندرج في إطار ذلك، والفعل الفاضح في الطريق العام، وهذا يقع تحته كشف رجال عن عوراتهم أثناء التحرش، وهناك أيضا اللمس غير اللائق للأنثى التي يمكن ان تطبق عليها مادة هتك العرض لأنه بالمصطلح القانوني يعني لمس أماكن العفة عند المرأة وليس المقصود بذلك وقوع الاغتصاب.

وتستدرك أبو القمصان: مشكلة هذه المواد كيفية اثباتها، ولذلك نحتاج لمواد صريحة تتحدث عن التحرش الجنسي، وقد قمنا بمسح على بعض الدول فوجدنا الدول العربية التي سبقتنا في ذلك ففوجئنا بخطوة متقدمة جدا في قطر والامارات.

وأكدت: سنقدم النتائج التي توصلنا إليها لوزارة الداخلية، وهذه لأول مرة يحدث مع منظمة أهلية، وعقب بياننا الذي أرسلناه إليها بعد واقعة التحرش في العيد، قام المسؤولون بتثبيت كاميرات في وسط البلد، فكان هذا سببا لأن لا يتكرر التحرش في العيد الكبير، رغم وجود الزحام والعوامل نفسها، لكنه ظهر في اماكن اخرى مثل شارع الهرم.

وأشارت أبو القمصان إلى "وجود تعاون بين المركز المصري لحقوق المرأة ووزارة الداخلية حول تأمين الشارع المصري، بالاضافة إلى جهات متعددة ووجدنا استجابة من ممولين محليين في القطاع الخاص".

وأضافت: ستقوم شركة تسويق بتقديم اعلانات في التليفزيون مجانا عن الافكار التي طرحناها، ولأول مرة بعث لنا اعضاء بمجلس الشعب باستعدادهم لتبني مشروع قانون يواجه ظاهرة التحرش.

وتوضح أن الخطير ورود شكاوى من تحرش الاولاد في مدارس الاعدادي، وأي بنت تقول انها تخاف من المرور أمامها  اثناء خروج هؤلاء التلاميذ حيث يصل التحرش إلى أقصى درجات العنف والوصول لأماكن العفة.

وتلقى ناهد أبو القمصان بالمسؤولية على "كليبات الأغاني" التي تذيعها بعض القنوات الفضائية، داعية إلى التعليم الجنسي في المدارس.. "فالمشكلة ان الناس لا تعرف شيئا عن جسمها ولا عن حياتها وتستقي معلومات خاطئة من الفضائيات وبالتالي تفرغها في الشارع، فما المتعة التي يشعر بها شاب في الاعدادي بعد لمس امراة في الشارع مثل اخته أو والدته".

وفسرت دعوتها للتعليم الجنسي بقولها " أقصد به تعليم العفة وهو مصطلح ربما يرضي المحافظين في العالم العربي، لابد من هذا التعليم في المدارس، والذي يدور حول مفهوم الجسد وحماية الحرية الخاصة وخصوصية البشر. عندما كنا اطفالا كان اباؤنا يعلموننا ان يفصل نصف متر على الأقل بيننا وبين من يكلمنا، وهذا يعني أن مجالي الخاص يقع في هذه المسافة".

فراج إسماعيل

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...