خُمس سكان العالم لا يجيدون القراءة والكتابة

10-09-2008

خُمس سكان العالم لا يجيدون القراءة والكتابة

رغم المعرفة والتقنية التي تسود العالم في مطلع القرن الـ21، تؤكد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) في اليوم العالمي لمحو الأمية الذي تحتفل به كل عام في الثامن من سبتمبر/ أيلول أن 774 مليون شخص يجهلون القراءة والكتابة، وهو ما يعادل قرابة 19% من سكان العالم. 
 ولا يزال واحد من كل خمسة تفوق أعمارهم 15 عاما يفتقر إلى المهارات الأساسية اللازمة لقراءة لافتات الشوارع أو كتب الأطفال أو خريطة أو جريدة أو أسماء على ورقة اقتراع أو تعليمات علبة دواء، كما لا يتمكن 75 مليون طفل من الالتحاق بنظام التعليم الأساسي.
 ويرى الخبراء أن تلك الأرقام تدعو للقلق رغم أنها أقل من إحصائيات السنوات السابقة، التي سجلت 871 مليون أمي بين العامين 1994 و1985 ثم 776 مليون بين 2000 و2006.
 وأكد المدير العام لليونيسكو كويشيرو ماتسورا في رسالته بمناسبة هذا اليوم أن المجتمع الدولي "مازال بعيدا كل البعد عن تخفيض عدد الأميين في العالم إلى النصف بحلول العام 2015، ما يمثل تهديدا حقيقيا للتنمية البشرية".
 ويسلط اليوم الدولي لمحو الأمية الضوء هذا العام على الروابط بين الأمية والصحة، انطلاقا من أهمية التوعية الصحية وضرورة تعميمها، حيث يؤدي الجهل بالقراءة والكتابة إلى إهمال أبسط القواعد الصحية، ما يسهل انتقال أمراض خطيرة مثل الملاريا والكوليرا ونقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
 وترى اليونيسكو أن القضاء على الأمية واحد من العوامل الهامة التي يمكن التعويل عليها لرفع مستوى الوعي وسلوك الأفراد والمجتمعات.
 بينما يؤكد ماتسورا أن التعليم يسهل الوصول إلى المعرفة وبناء الثقة بالنفس واحترام الذات، كما يمكن للمرأة المتعلمة أن تكون أكثر دراية بقضايا الأسرة وتنظيم شؤونها، وتحمل مسؤولية الرعاية الطبية لا سيما للأطفال.
وتأمل اليونيسكو بأن تلعب المنظمات غير الحكومية أدوارا متزايدة في جهود محو الأمية خاصة أن بعضها نجح بالفعل في الربط بين موضوعات صحية هامة قاموا بإنشائها بمشروعات التعليم للكبار.
ويقول المدير العام لليونيسكو في رسالته التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها إن منظمة غير حكومية من جنوب أفريقيا نجحت في الجمع بين القضاء على الأمية والتوعية من أخطار مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
 وتستطرد الرسالة أنه في البرازيل نجحت منظمة في إعداد برنامج تعليمي للمصابين بالأمراض المزمنة لمساعدتهم في الاعتماد على النفس، وبرنامج آخر في إثيوبيا استهدف النسوة في الريف للتوعية من أخطار الملاريا. 
 وإذا كانت تلك المشروعات تبدو بسيطة فإن تأثيرها -حسب اليونيسكو- ينعكس في المجتمعات التي تنشط فيها، ما يجعل من القضاء على الأمية واجبا متعدد الأهداف.
 ويشير المدير العام لليونيسكو إلى أن مشاركة المنظمة الأممية في تشجيع الدول النامية على اعتماد سياسات تتصدى بوضوح للأمية "هي بداية التغيير، غير أن الدول المعنية عليها القيام بدور أكبر في رعاية برامج محو الأمية، وعلى الدول المانحة أن تراعي تمويل تلك البرامج".
 لكن المنظمات غير الحكومية المعنية ترى أن مشاريع محو الأمية وحدها لا تكفي، إذ لا بد من توفير بيئة خصبة لتشجيع المستهدفين على الالتحاق بتلك البرامج، كما يتطلب الأمر بنية تحتية مناسبة وكوادر مؤهلة جيدا لإعداد وتطبيق البرامج المناسبة.
 ويتفق الخبراء على أن القضاء على الأمية هو تحد جديد للأمم المتحدة ومسؤولية تتقاسمها الحكومات والمنظمات بالتساوي، إذا أرادت الوصول حقا لأهداف الألفية.

تامر أبو العينين

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...