حملة كراهية "غير مسبوقة" ضد المسلمين في الولايات المتحدة

26-11-2015

حملة كراهية "غير مسبوقة" ضد المسلمين في الولايات المتحدة

بلغت أعمال تخريب المساجد والتهديدات ضد المسلمين، مستويات غير مسبوقة في الولايات المتحدة بعد هجمات باريس، مدفوعة بتشدد اليمين الأميركي خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية القائمة، بحسب ما يؤكد ناشطون ومسؤولون مسلمون.
وقال المتحدث باسم "مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية" (اكبر جمعية مسلمة للحريات المدنية)، ابراهيم هوبر، إن هذا حدث "في فترة قصيرة جداً وهذا ما يجعله غير مسبوق".
وأوضح أن المجلس سجل منذ 13 تشرين الثاني، وقوع عشرات الحوادث المعادية للإسلام، منها إطلاق نار على مسجد ميريدن في كونيتيكت، وتخريب في مركز اسلامي في بفلوغرفيل في ولاية تكساس، حيث لطخ الباب بالبراز، بالإضافة إلى رسوم غرافيتي لبرج ايفل، رمزاً لاعتداءات باريس، على جدار مركز اسلامي في اوماها في ولاية نبراسكا.
وأشار هوبر إلى تسجيل ستة اعتداءات في تكساس وحدها، حيث تم تحطيم الاضواء الخارجية والباب الزجاجي لمسجد لابوك، وفي كوربوس كريستي تلقى المركز الإسلامي تهديدا دعي فيه رودا المركز إلى اعتناق المسيحية "قبل فوات الاوان".
وفي ارفينغ، تجمع متظاهرون امام مركز اسلامي تنديدا بـ"اسلمة اميركا". كما اقدم رجل بملابس عسكرية يحمل حقيبة ظهر كبيرة وعلماً اميركياً على دخول مسجد في سان انطونيو وقام بشتم المصلين.
وحملت هذه الحادثة مدرسة تابعة للمسجد على تعليق الدروس ومراجعة اجراءاتها الامنية.
كما أكد هوبر تعرض منزل زوجين مسلمين لإطلاق نار في اورلاندو في فلوريدا، والقول لمحجبة انها "ارهابية" في سينسيناتي في اوهايو، فيما قام راكب سيارة اجرة بضرب وتهديد سائق اثيوبي مسيحي لاعتقاده انه مسلم، في شارلوت في نورث كارولاينا.
وتابع المتحدث باسم المجلس، "سبق ان شهدنا ارتفاعا كبيرا في عدد جرائم الكراهية ضد المسلمين، لكنه تم على فترات طويلة، ولم يكن بهذه الكثافة".
 
 *إشاعة الكراهية
 
وقال هوبر، إنه بعد اعتداءات 11 ايلول العام  2001، وقع "الكثير من تلك التعديات، لكن في المقابل برز دعم كبير لمجموعة المسلمين... اما اليوم فلا نرى ذلك بشكل واسع".
وأضاف، بعد ستة ايام على الاعتداءات التي نفذها تنظيم "القاعدة" في الولايات المتحدة، زار الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش، مسجداً حيث رفض التعرض للمسلمين الاميركيين والعرب ودعا الى احترام الاسلام، لافتاً الإنتباه إلى أن "الرئيس ( الأميركي الحالي باراك) اوباما لم يزر اي مسجد اميركي".
وقال ناشطون آخرون إن الخطاب المعادي للاسلام الذي ازداد حدة بعد الاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو" الهزلية في باريس في كانون الثاني، يتغذى بالخطاب اليميني المتشدد للجمهوريين في حملة الانتخابات الرئاسية القائمة.
وأوضح هوبر، "أعتقد اننا نشهد إشاعة الكراهية للإسلام... وهذا ما يعطي حساً زائفاً بالشرعية لمن قد ينفذ جريمة كراهية"، متهماً السياسيين بالإحجام عن الرد و"الامتناع عن مواجهة وصد هذا التزايد في كره المسلمين".
وفي هذا السياق، أعلن الملياردير دونالد ترامب الذي يتصدر السباق الجمهوري الى الرئاسة، في تجمع انتخابي، إن العرب في مدينة جيرزي احتفلوا عند سقوط برجي مركز التجارة العالمي في 11 ايلول، مؤكداً أن "الاف والاف الأشخاص اطلقوا هتافات الفرح فيما كان ذاك المبنى يتهاوى".
وأثارت هذه الاقوال رد فعل غاضب في مدينة جيرزي ولدى خصومه في الانتخابات ومدققي الوقائ، لكن ترامب اصر على موقفه، مثيراً المزيد من الاستياء عند دعوته الى تسجيل جميع المسلمين في قاعدة بيانات حكومية.
 
 *المسلمون قلقون
 أعلن نصف حكام الولايات الأميركية أن اللاجئين السوريين غير مرغوب فيهم، وصوت مجلس النواب، الأسبوع الماضي، على تعليق وصول اللاجئين السوريين والعراقيين حتى انشاء الية اكثر صرامة للتدقيق في هوياتهم.
وشبَّه جراح الاعصاب بن كارسون، ثاني المتنافسين للفوز بالترشيح الجمهوري، اللاجئين السوريين بالكلاب المسعورة.
وفي هذا الإطار، قال مدير "مركز جمايكا الاسلامي" في كوينز في نيويورك، رجل الدين شمسي علي، إن اعتداءات باريس كان لها "عواقب سلبية جدا" على المسلمين ولا سيما وسط الحملة الانتخابية.
وقال علي: "هذا النوع من الخطاب ليس اميركيا ... هذا البلد يحترم حقوق الجميع بالعيش وممارسة معتقداتهم، هذا البلد يحتضن المهاجرين"، مؤكداً أن "ولاءنا لهذا البلد لا يقل عن احد".
وفي وقت يقدر عدد مسلمي الولايات المتحدة بسبعة الى عشرة ملايين شخص، أشار  علي إلى أن "المسلمين قلقون"، موضحاً أن القلق امتد عبر الحدود الى مسلمي كندا. وفيما لم تسجل أي حوادث، أوضح انه طلب من الشرطة تشديد الحماية حول المركز الاسلامي، معرباً عن "ارتياح كامل" لاستجابة الشرطة.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...