جون بولتون بوصفه رجل (هرمجدون) وبطل سيناريو الهجوم على سورية

29-09-2007

جون بولتون بوصفه رجل (هرمجدون) وبطل سيناريو الهجوم على سورية

الجمل:  بعد أن اختفى جون بولتون عن الأضواء، بعد عدم تأييد الكونغرس الأمريكي لتعيينه في منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، عاد جون بولتون إلى الأضواء مرة أخرى، وعلى ما يبدو فإن عودته الجديدة، ترتبط بسيناريو جديد أعدته جماعة المحافظين الجدد، وتم تحديد جون بولتون ليقوم بدور البطولة في هذا السيناريو ليس عبر الإدارة الأمريكية، وإنما تحديدا عبر معه المسعى الأمريكي التابع للوبي الإسرائيلي.
• طبيعة السيناريو الجديد:
بروز جون بولتون المفاجىء هذه المرة ارتبط بـ(الغارة الإسرائيلية ضد ما أطلقت تسمية المنشأة النووية السورية، ودور كوريا الشمالية في مساعدة سورية في إنشاءها عن طريق نقل الكتنولوجيا والعتاد النووي اللازم المطلوب).
جون بولتون كعادته يتصرف بطريقة استعراضية، على النحو الذي ورط الإدارة الأمريكية الحالية في الكثير من المشاكل بسبب أدائه السلوكي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، الأمر الذي أدى إلى حنق الأمريكيين قبل الآخرين عليه، وانعكس في الكثير من الأدب السياسي الذي أدى لاستهزاء أجهزة الإعلام والأوساط الدبلوماسية العالمية بالسياسة الخارجية الأمريكية، وقد وفرت (فجاجة وفظاظة) جون بولتون مادة دسمة للصحافة الأمريكية والعالمية، التي لم تتردد في تناقل كل كبيرة وصغيرة يقوم بها (الكاوبوي) الدبلوماسي الأمريكي جون بولتون سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ضمن ما أطلقت عليه تسمية (دبلوماسية الكاوبوي).
السيناريو الجديد الذي وضعته جماعة المحافظين الجدد وأوكلت لجون بولتون (سرا) دور البطولة فيه قام جون بولتون بـ(فظاظته وفجاجته) المعهودة بكشفه في مقال نشرته مجلة وول ستريت جورنال التابعة لجماعة المحافظين الجدد قبل قيام الطائرات الحربية الإسرائيلية بانتهاك الأجواء السورية بأكثر من أسبوع وحاول جون بولتون في هذا المثال أن يعيد بريقه الذي خبا، وذلك عندما تحدث عن ما أسماه بعلاقة سورية بكوريا الشمالية وتعاونهما في المجال النووي، واتهامه لسورية صراحة بالسعي لامتلاك أسلحة الدمار  الشامل والأسلحة النووية التي تهدد أمن إسرائيل والتي حاول أن يلمح  إلى حقها في الوجود والدفاع عن أمنها وعن ضرورة دعم الولايات المتحدة اللا محدود لها، وأيضا على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي معها، كذلك ظل جون بولتون يتحدث عن ضرورة عدم التعامل مع كوريا الشمالية ووصف الاتفاق الذي توصلت إليه الإدارة الأمريكية مع كوريا الشمالية بأنه استسلام وبأن قبول إدارة بوش به هو قبل بهزيمة أمريكا أمام كوريا الشمالية!!!.
وإضافة لذلك ظل جون بولتون من أشد المطالبين بتنفيذ الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران.
• خلفيات جون بولتون:
بعد إقالته من منصب سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي قامت جماعة المحافظين الجدد بـإعادة (عملية نشر عنصرها) جون بولتون إلى إحدى (قواعدها) الخلفية التي تعمل في مجال (التخطيط العملياتي) لتحركات وتوجهات جماعة المحافظين الجدد وهذه المرة تم نشر بولتون ليتولى منصب (الزميل الباحث رفيع المستوى في معهد المسعى الأمريكي).
أصبح جون بولتون في موقعه الجديد هذا يعمل جنبا إلى جنب مع فريدريك كانمان (الزميل رفيع المستوى) الذي يباشر وضع المخططات العملياتية الهادفة لاستمرار سيطرة الاحتلال الأمريكي على العراق، وقد بدأت مهمة جون بولتون بالإشراف على متابعة الأتي:
- الملف النووي الإيراني.
- الملف النووي الكوري الشمالي.
وتم حصر مهمة جون بولتون في هذا المجال لعدة أسباب أبرزها:
- خبراته السابقة عندما كان يتولى منصب نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون ضبط التسلح وشؤون الأمن الدولي وسياسة حظر انتشار الأسلحة النووية
- ارتباط جون بولتون الوثيق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وبوكالة الأمن القومي الأمريكي.
- ارتباط جون بولتون الثلاثي مع وزارة الخارجية الأمريكية، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وكالة الأمن القومي الأمريكي أتاح له الإشراف على زراعة واحدة من أهم شبكات التجسس في الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية العالمية.
- ارتباط جون بولتون بجماعة المحافظين الجدد، واللوبي الإسرائيلي وولاءه الشديد لإسرائيل (على النحو الذي دفع زعيم جماعة المحافظين الجدد اليهودي الأمريكي ريتشارد بيرل أن يطلق على جون بولتون تسمية رجل (هرمجدون).
• ملامح السيناريو الجديد:
أبرز ملامح السيناريو الجديد الذي سوف يشرف على تنفيذه جون بولتون تتمثل في الآتي:
- بناء الذرائع اللازمة لخلق ملف نووي سوري يضاف إلى الملفين النوويين الكوري الشمالي والإيراني.
- استخدام أسلوب الإدارة بالأزمة في التعامل مع سورية وذلك عن طريق (اختلاق) الأزمة والتعامل معها باتجاه تصعيدها.
- إعداد وتمهيد مراحل الأزمة النووي المختلفة مع سورية بشكل استباقي على النحو الذي يؤمن الانتقال السلس لسيناريو الأزمة من خطوط لأخرى.
- القيام بـ(فبركة) المعلومات الاستخبارية اللازمة والضرورية لتقديم المساندة الداعمة للمزاعم الإسرائيلية- الأمريكية المتجددة ضد سورية.
- التنسيق مع عناصر اللوبي الإسرائيلي (التي تضم الجمهوريين والديموقراطيين) وصقور الإدارة الأمريكية من أجل تأمين تمرير القرارات والتشريعات التي تدفع باتجاه تصعيد موقف الإدارة الأمريكية ضد سورية على النحو الذي يؤدي إلى دفع الإدارة الأمريكية باتجاه استخدام وتوظيف منظمات المجتمع الدولي وتحديدا مجلس الأمن الدولي ووكالة الطاقة الذرية ضد سورية.
وعموما فإن الهدف الرئيسي من مهمة جون بولتون تتمثل في تصعيد أزمة الملفات النووية الثلاثة وإدماجها ضمن ملف نووي واحد، على النحو الذي يمكن إدارة بوش من توحيد جهودها ضد سورية وإيران وكوريا الشمالية، بما يعزز قدرتها في إنجاز أكبر ما يمكن من المزايا التي تعظم المصالح الإسرائيلية والأمريكية في مناطق: الشرق الأوسط، والشرق الأدنى، والشرق الأقصى.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...