تقنية بالأشعة السينية تسمح بقراءة صحائف محروقة

22-01-2015

تقنية بالأشعة السينية تسمح بقراءة صحائف محروقة

للمرة الاولى، يتمكن علماء من قراءة كلمات من صحائف ملفوفة ومحروقة، دفنت في جبل فيزوف عام 79 م.
والصحائف، المعروفة بـ «صحائف هيركولانيوم»، هي أقدم مكتبة كلاسيكية موجودة في العالم، وأحرقت بفعل غازات بركانية تفوق حرارتها 300 درجة مئوية، وهي صحائف شديدة الضعف.
واستطاع علماء الفيزياء التعرف الى الحبر داخل لفافات الصحائف، باستخدام تقنيات الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد، والتي تستخدم في مسح أمراض سرطان الثدي.
ويعتقد العلماء أنه يمكن قراءة صحائف أخرى دون الحاجة لفردها.
ونشرت نتيجة هذا البحث في مجلة «الاتصالات الطبيعية».
ويشار إلى مدينة هيركولانيوم بـ «بومبي الثانية»، علماً بأن بومبي هي مدينة إيطالية أخرى، دفنت تحت الرماد البركاني الذي أطلقه جبل فيزوف.
وفي القرن الثامن عشر، عثر على صحائف داخل أحد المنازل أثناء عمليات الحفائر لاكتشاف المدينة.
وبذلت جهود كثيرة طوال هذه الفترة لقراءة الصحائف، من بينها محاولات لفرد الصحائف بأكبر قدر ممكن من الحرص.
وبرغم نجاح بعض محاولات قراءة هذه الصحائف عن طريق كاميرات التصوير بالأشعة تحت الحمراء، إلا ان عملية فردها توقفت، لتسببها في دمار عدد كبير من الصحائف.
ونجحت بعض محاولات المسح بالأشعة في الكشف عن شكل لفائف الصحائف، لكنها لم تنجح أبدا في الكشف عن محتواها.
ويقوم حاليا فريق بقيادة الدكتور فيتو موتشيلا، من معهد الإلكترونيات والأنظمة الدقيقة في نابولي، بالتعرف الى مجموعة من الحروف اليونانية في الصحائف الملفوفة.
وأمكن قراءة الصحائف باستخدام أحد تطبيقات الأشعة السينية، وهو أكثر شيوعا في الطب.
وتعتمد تقنية الأشعة السينية التقليدية على قياس كمية الأشعة التي تخترق الأنسجة المختلفة.
وتعتمد التقنية الجديدة على قياس تباطؤ أو تشوش الأشعة عند مرورها بالأجسام المختلفة (الحبر في حالة الصحائف).
ويمكن عن طريق القياس الدقيق لكل الذبذبات التي يحدثها التشويش، التوصل إلى صورة مفصلة وثلاثية الأبعاد للتكوين الداخلي للصحائف.
وتقول الدكتورة سيلفيا باني، وهي فيزيائية متخصصة في مجال الأشعة السينية في جامعة سوري، إن هذه التقنية «تعمل بشكل جيد في بعض التطبيقات الطبية، خاصة في أشعة فحص سرطان الثدي، لأنها تبحث في التفاصيل ذات التركيب شديد الشبه بالخلفية الموجودة عليها هذه التفاصيل».
وأضافت: «عادة ما تفشل التقنيات التقليدية في رصد هذه التفاصيل، وما رآه الباحثون في الصحائف كان من المستحيل الكشف عنه بالتقنيات التقليدية».
وتسبب السمك الزائد للصحائف، والذي بلغ عشر ميلليمترات، في إظهار الخطوط الخاصة بالحروف، حتى بعد الثورة البركانية ودفن الصحائف لمدة قرنين.
واستغرق العمل في هذه الصحائف الكثير من الوقف، والتخمين، خاصة أن طبقات الورق لم تكن ملفوفة فحسب بل سحقت وتشابكت بفعل ثورة فيزوف.
كذلك كانت طبقات الورق احدى الصعوبات التي واجهت البحث، إذ أخفت الكثير من الخطوط الرأسية والأفقية في الأحرف. لذا، كانت الأحرف ذات الخطوط المنحنية أسهل في التعرف اليها.
ويقول موتشيلا: «لا أعتقد أن هذه التقنية مثالية»، ويخطط للقيام بالمزيد من التجارب لتحسينها.


 («بي بي سي»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...