تعبيرات نحتية في ختام ملتقى النحت الدولي 2009

23-12-2009

تعبيرات نحتية في ختام ملتقى النحت الدولي 2009

تجربة نحتية مهمّة حدثت في دمشق من خلال ملتقى دمشق الدولي للنحت 2009 . وها هي وبعد اختتام أعمال هذا الملتقى قد انتهت بعد جهدٍ وتعب ومتعة وتبادلٍ ثقافيٍّ وفنّي بين نحاتين من سورية وآخرين من خارجها من دول مختلفة. لم يكن لتلك التجربة إلا أن أثمرت أعمالاً ستكون ذاكرة لكلّ النحاتين السوريين والضيوف في مدينة دمشق, علَّ دمشق المكان ستحمي لهم تلك الذاكرة دوماً في منحوتة فيها رائحة الحجر التدمريّ السوري, ستوضع في أمكنة المدينة القادمة من عمق التاريخ .

تعبيرات مختلفة أتى بها النحاتون من خلال الحجر, تعبيرات عن الإنسان وفلسفة وجوده وفكره. في يوم اختتام الملتقى كانت المنحوتات بمفردها تعبّر عن ذاتها بلا نحّاتيها وبلا أدواتهم الحادة وبلا ضجيج الآلة. إنّها الآن تعبير يحكي لنا حكاية ويطلق لنا كلّ حسٍّ، عمل من خلاله النحاتون. أراد النحات السوري لطفي الرمحين من منحوتته أن تجسّد ارتباط الإنسان بمكانه وأرضه, واتّحاد بين رجلٍ وامرأة كرابطٍ أزليٍّ موجود دوماً ومن بدء التكوين. وها هو الحجر التدمري يدعو النحات السوري مصطفى علي لفتح نافذة ستطلّ دوماً على المطر الدمشقيّ وعلى السماء والغيوم, نافذة علي قاسية ودافئة في نفس الوقت, لا تلبس أن تختفي قسوة الزوايا القائمة لتدخل روح الكتلة الحجريّة الملتفّة حول الكتلة الحجرية الأخرى الممثلة للنافذة تلك...
- بطرس الرمحين مثّل في منحوتته إصبعين تتحاوران بشفافية عبّر عنها الزجاج المدرج بين الإصبعين الحجريتين, إنّه كلّ الحوار المرفوع نحو السماء. فالتشكيل الحجري الذي عمل عليه بطرس الرمحين يستطيع فعلاً أن يرفع لكلّ من يشاهد المنحوتة كلاماً خاصّاً يريد أن يقوله بحب إلى الله والسماء, وهو نفسه الحب الذي يجسّده حبّ البشر بعضهم لبعض. أما النحات أكثم عبد الحميد، فقد دعا من خلال منحوتته الحجرية إلى القراءة, لقد صنع كتاباً من الحجر, زيّنت الزخارف الناعمة والخشنة غلافه. اعتمد النحات الأرجنتيني جورج روميو في عمله وبحرفية متقتة على ثنائية مكونة من مجموعتين حجريتين متلاصقتين, كل مجموعة تضمّ أشكالاً بشرية متراكبة فوق بعضها، وبنفس وضعية الجلوس لها, أراد روميو من ذلك التراكب والاتّحاد بين البشر أن يكون دوماً قاعدة متينة لتحقيق كل ما هو أفضل حتّى تحقيق المستحيل. صرخةٌ أنثويّة أطلقتها النحاتة التركية آيلا توران في منحوتة أرادت منها أن تعيدها إلى الطفولة وتحمي ذاكرتها الطفولية في ضفيرتي شعر ووجه نحتيٍّ يملؤه كلّ الفرح الطفوليّ..ريفيرا نحات من البيرو, في منحوتته رموز كثيرة تمثل الإنسان والفكر الفلسفة وحضارة شعب معين, ربما أتى كعمل يقدّم فيه النحات ومن خلال رموز أسطورية قيماً سامية للفكر الإنساني بمجمل أبعاده. سيتم وضع الأعمال قريبا في أماكن مهمة من ساحات وشوارع دمشق, وستحمل كل منحوتة اسم الملتقى واسم النحّات الذي نفّذها.

روز سليمان

المصدر: بلدنا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...