تايمز: حان وقت حزم الأمتعة ومغادرة باكستان

03-02-2008

تايمز: حان وقت حزم الأمتعة ومغادرة باكستان

الوجود البريطاني بأفغانستان عديم الفائدة وحان وقت الانسحاب منها, دعوة أطلقها أحد أبرز صحفيي تايمز البريطانية, كما اهتمت صحيفة غارديان بالجهود الأميركية للتغلب على الأزمة المتفاقمة بسبب رفض بعض دول الناتو تعزيز قواتها بأفغانستان وتهديد كندا بالانسحاب, في حين ركزت ذي إندبندنت على الضحايا المحشورون في قلب الصراع, أما ديلي تلغراف فذكرت أن الجنود الهولنديين بأفغانستان سيواجهون "مخاطر" جديدة إذا سمحت بلادهم ببث فيلم مسيء للقرآن الكريم.

تحت عنوان " كفاية. حان وقت حزم الأمتعة ومغادرة أفغانستان" قال ماثيو باريس في صحيفة تايمز إننا جميعا نتعرض في كل تحول من حياتنا لظروف نجد أنفسنا عاجزين أمامها عن التدخل, لكننا لا نجد حينها حرجا في الإقرار بمحدودية ما يمكننا فعله.

وإذا كنا بوصفنا أفرادا عاديين في أتم الاستعداد للإقرار بعجزنا الشخصي, فما السبب الذي يجعلنا حين نتصرف باعتبارنا رجالا حكوميين أو برلمانيين أو أمما أو جيوشا أو كتاب أعمدة بالصحف نجد صعوبة بالغة في الاعتراف بمثل هذه الحقائق البسيطة؟

ولتعذروني في أن أكتب بهذه النبرة عن أفغانستان, إذ لا يمكن لأي منا أن يعلم ما إذا كان الوضع هناك ميئوسًا من تحويله إلى الأفضل أم لا, لكننا نحن البريطانيين وصلنا إلى حدود ما يمكننا إنجازه بالقوة, ولا يهمني ما يراه الأميركيون أو غيرهم.

فلم يعد يجدي إرسالنا لمزيد من القوات إلى أفغانستان, إذ لم يعد لدينا من الجنود ما يمكننا الاستغناء عنه وجنودنا المرابطون في جبهة هلمند بأفغانستان منهكون.

ولمزيد من تبرير ما ذهب إليه يقول باريس إن آخر التقارير الواردة من أفغانستان وخاصة تقرير منظمة أوكسفام ترسم صورة لبلد عاجز, مما يعني أن ما يقوم به البريطانيون حاليا هو إبقاء آلاف الجنود منتشرين بصورة دائمة في مكان متوحش, موفرين دعما غير محدود لنظام حكومي هو في الواقع مجرد ألعوبة.

ونتيجة لذلك يرى الكاتب أن البريطانيين فشلوا في أفغانستان وأن فشلهم يصاحبه موت عناصر قواتهم، وهو يطالب وزير الخارجية البريطاني باتخاذ قرار حاسم خلال هذا العام وأن يطرح الانسحاب الكلي من أفغانستان خيارا حقيقيا حتى يفهم حلفاء بريطانيا أنها لن تبقى في هلمند تفقد من حين لآخر جنديا هنا أو جنديين هناك ويطرد جنودها من قرية هنا ويستعيدون أخرى هناك، إلى ما لا نهاية.

صحيفة غارديان قالت إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ستزور لندن الأسبوع القادم للتصدي للجدل المتنامي حول تعزيزات قوات الناتو بأفغانستان، وسط مخاوف من تعرض الجهود الدولية الرامية إلى بسط الاستقرار بأفغانستان للفشل.

وستجري رايس مباحثات مع المسؤولين البريطانيين حول من يرونه مناسبا لتولي مهمة "المبعوث الخاص" للأمم المتحدة إلى أفغانستان لتولي تنسيق جهود الإغاثة هناك.

الصحيفة قالت إن بوادر التصدع في قوات التحالف بأفغانستان بدت أمس عندما رفضت ألمانيا الانصياع لطلب أميركي بإرسال جزء من قواتها المرابطة في شمال أفغانستان الهادئ نسبيا إلى جنوبها المضطرب.

لكن ما فاقم الأزمة الآن هو حسب غارديان تهديد كندا بسحب قواتها من أفغانستان إذا لم تقدم دول الحلف الأخرى تعزيزات لقواتها.

وتحت عنوان "ضحايا في قلب الصراع" قالت صحيفة ذي إندبندنت إن التقارير التي نشرتها منظمة أكسفام البريطانية والمجموعة الرئاسية والمجلس الأطلسي بالولايات المتحدة كلها ترسم صورة قاتمة للوضع في أفغانستان.

فإنتاج الخشخاش حسب التقارير المذكورة في تزايد، وتمرد حركة طالبان في تنام، وقبضة حكم كرزاي ضعيفة على جل البلاد, هذا فضلا عن تزايد سوء الأحوال الإنسانية بهذا البلد, وعن العوائق التي تعترض الجهود العسكرية بسبب نقص الأفراد.
قلت صحيفة ديلي تلغراف التحذير المبطن الذي وجهه السفير الإيراني في هولندا بوزرجمهر زياران إلى هولندا من أن الجنود الهولنديين المنتشرين في أفغانستان سيواجهون مزيدا من التهديدات إذا ما سمحت بلادهم ببث فيلم جديد مسيء للإسلام, منذرا بأن الأفغان سينظرون إلى هؤلاء الجنود بوصفهم "ممثلين للشعب الذي يسيء إلى القرآن".

وأعرب السفير عن نيته حشد الرأي العام الإسلامي ضد خطط النائب في البرلمان الهولندي غيرت وايلدرز الرامية إلى بث فيلم قصير يهاجم القرآن الكريم.

أما وايلدرز فنقلت عنه الصحيفة قوله إنه لا يأبه للتهديدات, معتبرا أنها ليست سوى دليل على ما يراه من خطورة في القرآن الكريم, الذي قارنه بكتاب الزعيم النازي السابق أدولف هيتلر "كفاحي".

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...