بعدسة «إيه بي سي»... تعال نتمشَّ في دمشق

24-09-2015

بعدسة «إيه بي سي»... تعال نتمشَّ في دمشق

تخوض قناة «إيه بي سي» الأميركية تحدياً جديداً في إنتاج المواد الإخبارية التفاعلية، مع إطلاقها خدمة «الواقع الافتراضي». خدمة «إيه بي سي ـ في آر/ شاهد الصورة كاملة»، عبارة عن سلسلة أشرطة مصوّرة بتقنيات حديثة، يمكن مشاهدتها عبر الموقع الإلكتروني للقناة، أو عبر تطبيق خاص بالهواتف الذكية. يتيح الفيديو للمشاهد معاينة موقع الحدث برؤية 360 درجة، وينشر مرفقاً بتعليق وإرشادات من مراسل القناة الموجود في المكان. استخدمت تقنية الجولات البانوراميّة في مجالات الترفيه أو السياحة، وأحياناً في مجال التاريخ للمهتمّين بدراسة المواقع الأثريّة، لكنّها المرة الأولى التي تستخدم في مجال صناعة الأخبار.داخل الجامع الأموي (إيه بي سي)
الخدمة نتاج لتعاون بين شبكة «إيه بي سي» وشركة «جونت» المتخصصة بإنتاج منصات «الواقع الافتراضي»، ويجري تصوير الأشرطة باستخدام قاعدة كروية تحوي 16 كاميرا، تلتقط مشاهد من مختلف الزوايا، يعاد لاحقاً تجميعها لإضفاء الواقعية على الفيلم.
اختارت القناة الأميركية سوريا أولى محطات خدمتها الجديدة، فنفّذت فيلماً يتيح للمستخدم مشاهدة أهم المعالم في دمشق، كأنّه فيها. يبدأ الشريط بمشاهد بانوراميّة للمدينة مصحوبة بتعليق مراسل القناة ألكس ماركوارت: «رافقوني في جولة على أهم معالم المدينة المهددة بالحرب المدمرة»، ثم ينتقل إلى باحة الجامع الأموي قائلاً: «هناك أماكن قليلة في العالم كمسجد الأمويين، حيث يمكن أن تشعر بعمق التاريخ، مكان مقدّس بالنسبة لأديان مختلفة» مشيراً إلى الأعمدة الرومانية والموزاييك على جدار كنيسة تعود إلى القرن الرابع. تنتقل الكاميرا إلى داخل المسجد حيث ضريح يوحنا المعمدان قبل أن تخرج نحو سوق الحميدية ناقلة حركة المارة بين المتاجر.
يستكمل ماركوارت جولته من داخل المتحف الوطني حيث «يصارع علماء الآثار الوقت لإنقاذ كنوز البلاد». تظهر في الشريط مجموعة تعمل على تصوير وترقيم القطع التي سحبت من مناطق النزاع المهددة بتنظيم «داعش». كما يمكن مشاهدة متطوّعين يعملون على تغليف القطع لإرسالها إلى «أماكن فائقة السرية»، بحسب تعبير المراسل. في الجزء الأخير من الشريط تنتقل كاميرا الشبكة الأميركية إلى معلم من آثار مدينة تدمر أعيد بناؤه منذ سنوات في المتحف، ويختم ماركوارت الفيلم قائلاً: «كلّ ما ترونه من كنوز هنا... آمن حتى اللحظة».
تتطلع القناة لإنتاج مزيد من الأفلام بتقنية الواقع الافتراضي لتغطية أحداث كزيارة البابا إلى الولايات المتحدة والانتخابات الرئاسية الأميركية. وفي رسالة إلى فريق العمل كتب رئيس شبكة «إيه بي سي» الإخبارية جيمس غولدستون عن أول فيلمٍ افتراضي تنتجه قناة إخبارية: «هذه التجربة تأخذ عملنا الإخباري إلى حدود جديدة... أنتظر بفارغ الصبر لأرى كيف ستساهم هذه التقنية في جذب الجمهور بطرق جديدة ومثيرة».
يفرض التطور التقني نفسه بجدية على صناعة المواد الإخبارية بكل أشكالها، وتسعى وسائل الإعلام من جهتها للإفادة من التقنيات الحديثة وإن لو لم تكن مصممة بالأساس لصناعة المواد الصحافية. ويندرج ما فعلته قناة «إيه بي سي» باعتمادها تقنيّة «الواقع الافتراضي»، ضمن ميل لجعل المواد الإخبارية أقرب إلى الجانب الترفيهي لتسويقها تسويقا أسهل، من دون تمييع مضمونها، وإثرائها بمواد بصريّة توثيقية متقنة تقرّب المشاهد من مكان الحدث، وتعطيه انطباعاً بأنّه يعرف المزيد من الحقيقة.

جوزيت أبي تامر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...