بعد وساطة نصر اللـه دمشق تطوي الصفحة وتستقبل جنبلاط

16-03-2010

بعد وساطة نصر اللـه دمشق تطوي الصفحة وتستقبل جنبلاط

استجابت دمشق لجهود الوساطة التي بذلها الأمين العام لحزب اللـه السيد حسن نصر اللـه وقررت أن تطوي الصفحة وتوافق على استقبال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط.
وفور تبلغه القرار السوري أكد جنبلاط أن «الصفحة طويت بما فيها من تشنج وتصريحات قاسية» موضحاً أن ما حصل لن يتكرر وأن «لديه الكثير ليقوله للرئيس بشار الأسد حين يلتقيه».
ومساء أمس، أعلنت العلاقات الإعلامية في «حزب اللـه» أن نصر اللـه أبلغ جنبلاط بأن الرئيس الأسد سيستقبله في موعد يحدد خلال الأيام المقبلة. وأوضح البيان أنه «في سياق الوساطة التي قام بها الأمين العام لحزب اللـه لدى القيادة السورية، والتي جاءت بناء على طلب جنبلاط، وبعد المواقف الواضحة والمراجعة الجريئة التي قام بها فيما يعني مجريات وتطورات المرحلة السابقة وتركيزه على الثوابت السياسية الأساسية وخصوصاً فيما يعني الموقف من سورية والمقاومة وفلسطين بالدرجة الأولى، فقد أبلغ نصر اللـه مساء أمس جنبلاط بأن القيادة السورية نظراً لحرصها على أحسن العلاقات مع جميع اللبنانيين، وجميع القوى السياسية في لبنان، ومع الأخذ بعين الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت أخيراً، فإنها ستتجاوز عما حصل في المرحلة السابقة، وستفتح صفحة جديدة تأمل أن تعود بالخير على الجميع، وأن الرئيس الأسد سيستقبله في دمشق أثناء زيارته لها في موعد سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة إن شاء اللـه».
وفي السياق جرى اتصال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط، مساء أمس تناول موضوع زيارة الأخير المتوقعة قريباً إلى دمشق، كما عبر جنبلاط لقناة «المنار» عن شكره لنصر اللـه على وساطته وللرئيس نبيه بري والنائب طلال أرسلان وللوزير السابق وئام وهاب «لكل ما قاموا به في هذا المجال».
وجاء البيان الصادر عن حزب اللـه بصيغة دقيقة للغاية إذ أكد أن وساطة نصر اللـه أتت بناء على طلب من وليد جنبلاط، وأن موقف الرئيس الأسد وقراره استقبال جنبلاط في دمشق، نابع من حرص القيادة السورية على أحسن العلاقات مع جميع اللبنانيين وبعد الأخذ بالحسبان مواقف جنبلاط ومراجعاته والتطورات التي حصلت أخيراً في إشارة إلى حديثه لقناة «الجزيرة» واصطفاف جنبلاط إلى جانب المقاومة وتخليه عن قوى 14 آذار.
وفور تبلغه بالقرار السوري أكد جنبلاط في تصريح خاص ، خلال اتصال هاتفي أجرته معه الزميلة أسماء وهبة في بيروت أن «الصفحة الماضية طويت إلى غير رجعة، بما فيها من تشنج وتصريحات قاسية» في توضيح أخير منه أن ما حصل لن يتكرر وأضاف إن «لديه الكثير ليقوله للرئيس الأسد حين يلتقيه» ربما في إشارة منه إلى أنه سيبلغ الرئيس الأسد ما لم يستطع أن يعلنه على الهواء خلال لقائه مع قناة «الجزيرة»، وأنه سيقدم اعتذاره مباشرة للرئيس الأسد.
وأعلن جنبلاط أنه يأمل خيراً بزيارته المرتقبة إلى سورية وقال: «اليوم نفتح صفحة جديدة وفق الظروف الموضوعية وطبقاً للجغرافيا السياسية والتاريخ الذي يجمع البلدين، والأهم من هذا كله أن نبني علاقة متينة بين لبنان وسورية طبقاً للقواسم المشتركة بعد تنقية الشوائب الماضية على قاعدة اتفاق الطائف الذي نص على أن أمن لبنان من أمن سورية وأمن سورية من أمن لبنان الذي صنعناه من الدم اللبناني والسوري والتضحيات الطويلة العسكرية والسياسية عبر سنوات طويلة من النضال».
وأمل جنبلاط في أن يكون مستقبل العلاقات اللبنانية السورية متيناً لمواجهة كل التهديدات ولاسيما مع انسداد أفق ما يسمى بعملية السلام والمفاوضات!
وعن موعد زيارته إلى دمشق التي حددتها بعض وسائل الإعلام اللبنانية بالثامن عشر من الشهر الجاري، قال: «لا تاريخ محدد للزيارة ولكني انتظر الذهاب إلى سورية لأنه لدي الكثير لأقوله إلى الرئيس الأسد وأهمه أن ننسى الماضي بكل ما فيه لنفتح صفحة جديدة».
وفي السياق ذاته، دعا الوزير عن الحزب التقدمي الاشتراكي غازي العريضي «الجميع إلى مراجعة لحظات التخلي وإلى مراجعة ذاتية والتفكير في الأخطاء التي ارتكبوها» وأضاف: «جنبلاط امتلك الشجاعة ليقول ما لديه». وتأتي التطورات الأخيرة وإعلان قرار الرئيس الأسد عبر بيان لحزب اللـه، في سياقها الطبيعي إذ كان نصر اللـه الوسيط الوحيد المقبول رسمياً وشعبياً في سورية ونجاح وساطته يعني ضمناً أن حزب اللـه بات «يثق» بتصرفات وليد جنبلاط المستقبلية.
وفي ردود الأفعال الأولى، قال عدد من المتابعين لملف العلاقات السورية اللبنانية في دمشق إن القرار يعود أصلاً للرئيس الأسد واتخذه بناء على ما اعتبره مصلحة سورية وحرصها على علاقات صحية مع لبنان، وبعد وساطة نصر اللـه الذي يحظى بالثقة المطلقة لدى القيادة السورية وعند السوريين عامة.
واعتبرت الأوساط السابقة أن مواقف جنبلاط ستتطور وتصبح أكثر إيجابية وحزماً بعد زيارته دمشق ولقاء الرئيس الأسد، الأمر الذي سيحدث تغيرات على الساحة السياسية اللبنانية وفي العلاقات السورية اللبنانية.
وعلى الصعيد الرسمي السوري لم يصدر أي تعليق على بيان حزب اللـه.

أسماء وهبة

المصدر: الوطن السورية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...