بشكل مؤقت : كاسترو يتنحى لشقيقه عن كرسي الحكم

02-08-2006

بشكل مؤقت : كاسترو يتنحى لشقيقه عن كرسي الحكم

للمرة الاولى منذ تسلمه الحكم في هافانا العام ,1959 اعلن الرئيس الكوبي فيديل كاسترو تنحيه المؤقت عن مهامه القيادية، وذلك لأسباب صحية، متخذاً قراراً بتفويض صلاحياته، كرئيس للدولة وللحزب وكقائد أعلى للقوات المسلحة، الى اخيه راوول.
واثار هذا الاعلان المفاجئ اهتمام واشنطن التي تعمل بشتى الوسائل لاسقاط كاسترو، بعدما تعاقب عليها عشرة رؤساء وثلاث عشرة إدارة. وقد اعلن البيت الابيض بعد ساعات انه لا يعتقد ان الزعيم الكوبي قد مات.
واشار كاسترو، في بيان متلفز، تلاه مساعده الشخصي كارلوس فالنسياغا، الى انه سيخضع لعملية جراحية معقدة، لمعالجة اضطرابات حادة في الامعاء ترافقت مع نزيف مستمر، وذلك بسبب المجهود الكبير الذي بذله في الايام الماضية، مضيفاً انه سيضطر الى الابتعاد عن مسؤولياته لاسابيع بسبب خضوعه لفترة من الراحة.
وختم كاسترو بيانه بالقول ان شعبنا وثورتنا سيكافحون حتى القطرة الاخيرة من دمهم للدفاع عن المسيرة التاريخية للثورة الكوبية، مؤكداً ان الامبريالية لن تستطيع سحق كوبا ابداً.
ولمع اسم فيديل كاسترو منذ العام ,1953 اثر محاولته القيام بثورة مسلحة ضد نظام باتيستا، عبر قيادته للهجوم الشهير على ثكنة المونكادا، والذي انتهى بسجنه ومقتل معظم رفاقه، قبل ان تسفر الضغوط الداخلية عن اطلاق سراحه ونفيه الى المكسيك، حيث اعاد تنظيم الثورة، التي اطلقها مجدداً مع عودته الى كوبا في اواخر العام ,1956 برفقة عدد من المقاتلين، وفي طليعتهم اخوه راوول والمناضل الارجنتيني ارنستو تشي غيفارا، ليتولى حكم البلاد، بعد انتصار الثورة في العام .1959
وعلى مدى حوالي نصف قرن، ظل كاسترو العدو الاول للولايات المتحدة، اذ لم تستطع ثلاث عشرة ادارة اميركية حتى الآن، من ازاحته، بالرغم من محاولات دؤوبة بلغت ذروتها عبر الهجوم العسكري الفاشل على خليج الخنازير في العام 1961 والذي خططت له وكالة الاستخبارات المركزية سي اي آيه. وفي العام 1962 دخل كاسترو طرفاً رئيسياً في الحرب الباردة، من خلال ما عرف يومها بـ أزمة الصواريخ الكوبية، والتي كادت تتطور الى نزاع نووي، قبل ان يتم احتواؤها.
الا ان كاسترو لم يتأثر سياسيا بانهيار الاتحاد السوفياتي، حيث خالف كل التكهنات وظل ثابتاً على مواقفه.
من هو راوول؟
ويعتبر راوول كاسترو الرجل الثاني في كوبا، حيث يشغل منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي للدولة، والسكرتير الثاني للحزب الشيوعي الكوبي، ووزير الدفاع وقائد الجيش والقوى الامنية، وهو بذلك يعتبر العمود الفقري للنظام الذي قاتل من اجله الى جانب شقيقه فيديل، الذي قال عنه يوماً انه الرفيق الذي يتمتع باكبر سلطة بعدي وبافضل خبرة وبالتالي فإنه يتحلى بكل الصفات التي تخوله لأن يخلفني. الا ان راوول يفتقد الى الكاريزما الهائلة التي يتمتع بها شقيقه الخطيب الذي يملك قدرات ماراتونية هائلة في مخاطبة الجماهير والتألق امام الاضواء.
وعلى غرار شقيقه، يفضل راوول المواجهة والحرب الكلامية مع الولايات المتحدة بالرغم من انه سبق وان ابدى مؤشراً غير متوقع على الانفتاح، كرغبته المعلنة العام 2001 في تطبيع العلاقات مع واشنطن.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...