بسبب عدم نشر كامل التقرير السجال يحتدم بين الجمهوريين والديمقراطيين

28-09-2006

بسبب عدم نشر كامل التقرير السجال يحتدم بين الجمهوريين والديمقراطيين

رفض البيت الأبيض أمس توزيع النص الكامل لتقرير سري لأجهزة الإستخبارات الأميركية كشفت مقتطفات منه أن الحرب في العراق تغذي مشاعر النقمة على الولايات المتحدة وتزيد التهديد الإرهابي تفاقما، فيما تحاول إدارة الرئيس جورج بوش احتواء انتقادات لسياستها في مكافحة الإرهاب مع اقتراب الإنتخابات النصفية للكونغرس في تشرين الثاني المقبل.
وصرح الناطق بإسم البيت الأبيض طوني سنو بأن نشر التقرير، الذي صدرت مقتطفات منه بعدما أمر بوش برفع السرية عنها الثلثاء، كاملا سيعرض للخطر حياة العملاء الذين جمعوا المعلومات الواردة فيه. وأشار الى أن ذلك يجازف أيضاً بقدرة الولايات المتحدة على العمل مع حكومات دول أجنبية وعلى الإحتفاظ بسرية قواعد جمع المعلومات الإستخبارية الأميركية. كما أنه "يساوم على استقلالية الناس الذين يقومون بالتحليل الإستخباري". واضاف: "إذا اعتقدوا أن عملهم سيكون عرضة للنشر بصورة ثابتة فإنهم سيسحبون أيديهم" من عمل كهذا.
ومن أبرز ما ظهر في تقويم الإستخبارات الوطنية، خلص المحللون الحكوميون الكبار الى أن العراق بات "قضية شهيرة" للجهاديين، الذين يتزايد عددهم ويتسع المدى الجغرافي لعملهم. ووجد المحللون أيضاً أنه إذا استمر هذا الميل، فإن الخطر على مصالح الولايات المتحدة سيتنامى داخلياً وعالمياً. وجاء فيه: "إذا ما استمر هذا الإتجاه، فان التهديدات للمصالح الأميركية في الولايات المتحدة وفي الخارج ستتزايد، مما سيؤدي الى ارتفاع وتيرة الهجمات في العالم".
وبعدما أمطر بأسئلة عن التقرير، قال سنو أن التقرير الصادر عن الإستخبارات الوطنية "ليس مصمماً لاجتذاب أحكام في شأن النجاح أو الإخفاق، إنها وثيقة استخبارية، إنها عينة"، وليست خلاصة. وأوضح أن التقرير يؤكد أهمية الحرب في العراق كحصن ضد الإرهابيين. ولاحظ أن "العراق بات، بالنسبة إليهم، أرض المعركة... إذا خسروا، يخسرون مفخرتهم. يخسرون قدرتهم على التجنيد".
وورد في التقرير الصادر بعنوان "اتجاهات في الارهاب العالمي، التداعيات بالنسبة الى الولايات المتحدة": "نقدر أن الجهاد العراقي يشكل جيلاً جديداً من قادة الإرهاب وناشطيه (...) بات الصراع في العراق قضية شهيرة للجهاديين إذ ولد نقمة شديدة على التدخل الأميركي في العالم الإسلامي وأوجد مؤيدين للحركة الجهادية العالمية". ورأى أنه "إذا شعر الجهاديون الذين يغادرون العراق أنهم انهزموا وشعر بهم آخرون على هذا النحو، نعتقد أن قلة ستجد الإلهام لمواصلة القتال".
ووفرت الوثيقة التي نشرها مكتب مدير الإستخبارات الوطنية جون نيغروبونتي، للحزبين الديموقراطي والجمهوري ذخيرة جديدة قبل الإنتخابات النصفية للكونغرس غير أن الجزء الذي رفعت السرية عنه يتضمن عشرة آراء في الإرهاب، منها واحد عن العراق لم يصل الى نتيجة شاملة في ما يتصل بالأثر النهائي للحرب على الإرهاب الدولي.
بالنسبة الى الجمهوريين، يوفر التقرير مزيدا من الأدلة على أن العراق مركزي للحرب على الإرهاب ولا يمكن تركه من دون إعطاء الجهاديين نصراً حيوياً. وبالنسبة الى الديموقراطيين، يعزز مجادلتهم أن غزو العراق عام 2003 أضرم المشاعر المناوئة للولايات المتحدة في العالم الإسلامي وجعلها أقل أماناً. وهم واصلوا ضغوطهم لنشر التقرير كاملاً.
وطالبت المعارضة الديموقراطية بـ"معرفة كل شيء" عن التقرير وسارعت الى التنديد بنشر قسم بسيط منه. وقال السناتور ادوارد كينيدي "إن الشيء الأخير الذي نريده هو نشر انتقائي لبعض مقاطع هذا التقرير في محاولة يائسة من الإدارة لتجنب كشف الحقيقة".
وقال السناتور جون روكفلر: "كما أقول منذ زمن بعيد، إن الحرب في العراق جعلتنا اقل أماناً".
أما رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب جون بونر، فقال أن التقرير يؤكد "أن النجاح الاميركي في العراق هو المفتاح لمنع تفاقم الخطر الإرهابي. إن البلبلة التي يأمل الديموقراطيون في إحداثها تكشف كل ما يجب أن نعرفه عن عجزهم عن وضع سياسة أمنية فعلية".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...