باراك يلمح لإمكان ضرب إيران: العام 2012 مفترق حاسم

02-11-2011

باراك يلمح لإمكان ضرب إيران: العام 2012 مفترق حاسم

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، امس، من عواقب التطورات والمخاطر التي تواجه إسرائيل، مركزا على الخطر الإيراني. ووصف العام 2012 بانه مفترق طرق حاسم في إطار التلميحات التي تطلقها القيادة الإسرائيلية بأنها قريبة من اتخاذ القرار بمهاجمة إيران عسكريا، مشيرا الى انه قد تنشأ اوضاع في المنطقة تضطر فيها اسرائيل للدفاع عن مصالحها بنفسها.

وتواصل السجال في إسرائيل حول الضربة العسكرية للمشروع النووي الإيراني حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق بنيامين بن أليعزر من باراك ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووصفهما بالمهرجين. وشدد معلقون إسرائيليون على أنه ليس هناك قرار إسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية، وإسرائيل تفهم الواقع الدولي المعقد ولكنها تعمل من أجل إثارة العالم وحثه على العمل ضد إيران، ولو بجولة جديدة من العقوبات الاقتصادية والمالية، وهي تستعد لضرب إيران عسكريا ولكن كخيار أخير وهي بعيدة جدا عن ذلك.

وقد جاء كلام باراك، في حديث له أمام لجنة المالية في الكنيست، حيث يطالب بزيادة في ميزانية الدفاع بسبب المخاطر التي تتعرض لها إسرائيل. وقال باراك "يمكن أن تنشأ في الشرق الأوسط أوضاع تضطر فيها دولة إسرائيل للدفاع عن مصالحها، والإصرار على أمورها الحيوية بنفسها من دون أن تضطر للركون بالضرورة لا على مساعدة تتلقاها من قوى إقليمية ولا من أي قوات أخرى".

واعتبر باراك ان العام 2012 مفترق طرق حاسم في إطار التلميحات التي تطلقها القيادة الإسرائيلية بأنها قريبة من اتخاذ القرار بمهاجمة إيران عسكريا. وأضاف أن "إسرائيل هي الدولة الأقوى في الشرق الأوسط بأسره وستواصل كونها كذلك في كل مدى منظور إذا واصلنا التصرف هنا باتزان ومسؤولية. إن الاختبارات التي أمامنا ليست بسيطة، وليس بوسع أي عاقل بكامل قواه العقلية أن يتوقع بالضبط وجهة تدحرج الأمور الغامضة، أو التحديات التي تنتصب أمامنا حاليا في الشرق الأوسط، أو متى وبأي صورة يمكن لجزء من هذه الاختبارات، التي توصف عموما نظريا وتظهر ضمن الخطط العملانية للجيش الإسرائيلي أن يتحقق".

وشدد باراك على أننا "نعيش في مفترق القرارات الحاسمة البالغة الأهمية، وفي وضع جيواستراتيجي واقتصادي عالمي وداخلي لم نر له مثيلا منذ سنوات طويلة". وأضاف أن الربيع العربي "يخلق تحديات أمنية معقدة، وزيادة في الأخطار التي نعرفها من السهل إلى الأصعب: حماس، حزب الله في لبنان، إيران في الخلفية واحتمال نشوء مخاطر أخرى".

وكان نتنياهو قد أعلن أمس الأول، في افتتاح الكنيست، أن "إيران نووية تشكل خطرا ليس فقط على الشرق الأوسط وحسب وإنما على العالم بأسره، وبديهي أنها تشكل أيضا خطرا مباشرا وجسيما علينا. إن نظرية الأمن لا يمكنها الارتكاز فقط على الدفاع فقط، بل يجب عليها أن تشمل قدرات على الهجوم".

وقد رد بن أليعزر على كلام باراك في اجتماع لحزب العمل حين قال: "إنني في الموضوع السياسي لا أنام الليل. قصة إيران، لا تستخفوا بها، ومن مثلي يعرف عن ماذا أتحدث. يجلس هناك هذان المهرجان (يقصد باراك ونتنياهو) وأنا أعرف بالضبط ما سيحدث هنا. وأعتقد أن علينا الخروج للنضال".

وكان نائب رئيس الحكومة وزعيم شاس، إيلي يشاي قد أبلغ اجتماعا لقادة حزبه بأن "الوضع الراهن بالغ التعقيد، وهو مركب ويقض مضاجعنا ويتعذر علي أن أنام في الليل وأنا أعرف ما يجري". وطالب يشاي الإسرائيليين بالإكثار من الدعاء والصلاة.

وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن كلا من نتنياهو وباراك يدرك الأثر الإعلامي لتصريحاتهما ولذلك فإن هذه التصريحات ليست موجهة بالضرورة إلى الآذان الإسرائيلية، وهي جزء من الضغط الذي تمارسه إسرائيل على الأسرة الدولية لحثها على فعل مضاد لإيران قبل أن تفعل إسرائيل وحدها.

ومن المؤكد أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة تندرج في نطاق الحملة الدولية التي بدأتها إسرائيل منذ شهر ونصف الشهر مع كل من أميركا والاتحاد الأوروبي لبلورة عقوبات إضافية ضد إيران. وقد تلقى السفراء الإسرائيليون في هذه الدول تعليمات ورسائل حادة لنقلها إلى قيادات تلك الدول. وتصر إسرائيل على أن المشروع النووي الإيراني العسكري يتقدم، ولكن نافذة الفرص أمام فرض عقوبات ناجعة تزداد انغلاقا. وقد انطلقت الحملة الإسرائيلية من الاستعداد لتقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية المقرر صدوره بعد حوالي أسبوع في فيينا. وتأمل إسرائيل أن يكشف التقرير الدولي معطيات جديدة عن المشروع النووي الإيراني العسكري، والذي سيتم استغلاله أميركيا وإسرائيليا في حملة دبلوماسية عالمية ترمي لفرض العزلة على طهران. وتعتقد إسرائيل أنه طرأ تراجع على الحزم الدولي ضد المشروع الإيراني، ولذلك تسعى من أجل إعادة تصليبه.

وكان السجال الإعلامي حول الضربة الإسرائيلية لإيران قد توسع في الأيام الأخيرة بشكل كبير. ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إن "كل النقاش في المسألة الإيرانية هو بذاته أمر سيء، ويشكل خطرا على أمن الدولة".

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...