المفاوضات السودانية تتعثر في اثيوبيا والجنوب يتهم الشمال بقصف مواقع

22-07-2012

المفاوضات السودانية تتعثر في اثيوبيا والجنوب يتهم الشمال بقصف مواقع

تعثّرت المحادثات بين دولتي السودان وجنوب السودان الجارية في مدينة بحر دار الإثيوبية عقب تفاؤل بتحقيق اختراق. وبات مستحيلاً الآن، في رأي مراقبين، تسوية القضايا العالقة بين البلدين ضمن المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي والتي تنتهي خلال 11 يوماً، نتيجة تباعد موقفيهما ازاء الملفات المطروحة وتوقف الحوار المباشر بينهما بعد اتهام جوبا الخرطوم بقصف مواقع في الجنوب.

وكان الوسطاء الأفارقة ومراقبون دوليون يرجّحون أن يقدّم مفاوضو دولتي السودان تنازلات متبادلة في شأن الملفات التي يناقشها الطرفان والتي تشمل النفط والأمن والحدود والنزاع على منطقة أبيي. وانطلق الرهان على تقدم التنازلات المتبادلة من أن الدولتين تواجهان تدهوراً في الأوضاع الاقتصادية وضغوطاً داخلية وخارجية ما يرغمهما على التجاوب مع المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتسوية القضايا العالقة بحلول 2 آب (أغسطس). ويهدد المجلس بفرض عقوبات على الطرف الذي يعرقل المفاوضات.

لكن مواقف الطرفين في شأن الملفات الخلافية شهدت تباعداً بعدما تمسك كل منهما بموقفه. إذ يطالب الوفد السوداني الجنوب بالتزامات أمنية منها وقف دعم وإيواء قيادات متمردي دارفور، والتخلي عن المتمردين الشماليين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بينما برهن وفد الجنوب التفاهم في شأن ذلك بتقديم الخرطوم تنازلات في ملفي النفط وأبيي.

وقالت مصادر أفريقية قريبة من المحادثات بين دولتي السودان لـ «الحياة» أمس إن الوسطاء الأفارقة قرروا نقل المحادثات من مدينة بحر دار إلى العاصمة أديس أبابا اليوم الأحد، وإنهم يأملون في خطوة ايجابية من الطرفين تقنع المجتمع الدولي برغبتهما في انهاء النزاع بينهما.

وذكرت أن الجانبين يمارسان نهجاً تفاوضياً متشابهاً، موضحة أنهما ظلا «يلتزمان بنهج حافة الهاوية بعدم تقديم أي تنازل إلا في اللحظات الأخيرة». وتابعت: «إنهما يخوضان لعبة عض الأصابع، وينتظر كل منهما الآخر أن يصرخ أولاً».

وقال الناطق باسم الوفد الجنوبي المفاوض عاطف كير إنهم قرروا تعليق المحادثات المباشرة مع الوفد السوداني احتجاجاً على اعتداءات الطيران الحربي السوداني على مناطق في بحر الغزال داخل حدود دولة الجنوب ظهر الجمعة. وأضاف: «قررنا وقف التفاوض المباشر مع السودان لأنه في الوقت الذي نبحث مع الخرطوم عن حلول سلمية فإن الطيران يقوم بضربنا في عدد من المناطق الحدودية».

لكن الناطق باسم الوفد السوداني في المفاوضات السفير عمر دهب أكد أن وفده مستعد للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع جنوب السودان، نافياً أن يكون جيش بلاده اعتدى على أي أرض جنوبية. وأوضح أن كل ما حدث هو عبارة عن محاولة من قوات «حركة العدل والمساواة» المتمردة في دارفور مهاجمة أراضي السودان عبر الالتفاف داخل أراضي الجنوب في منطقة بحر الغزال. وأضاف: «القوات المسلحة السودانية تعاملت معها داخل الأراضي السودانية في منطقة أم عجاجة ولم يحدث أن اخترقت أراضي جنوب السودان».

النور أحمد النور

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...