المعارضة اللبنانية تنتظر لحظة الصفر لاسقاط الحكومة

30-11-2006

المعارضة اللبنانية تنتظر لحظة الصفر لاسقاط الحكومة

المعارضة اللبنانية باتت سياسياً ونفسياً في الشارع اللبناني، وبقي على لجنة المتابعة لقوى المعارضة اللبنانية أن تعلن في بيان سياسي يذاع عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، مواعيد التحرك ومساراته التفصيلية وعناوينه السياسية التي لخصها، امس، كل من رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون واللقاء الوطني بثلاثة أهداف هي حكومة الوحدة الوطنية، قانون الانتخاب الجديد والانتخابات النيابية المبكرة.
وفي المقابل، بدت الابواب موصدة أمام محاولات فريق الاكثرية العودة الى طاولة الحوار على قاعدة السلة المتكاملة التي تبدأ بالرئاسة اولا، لا بل أظهرت كل المشاورات التي أجراها أكثر من فريق داخلي وخارجي أن بعض المبادرات لم تكن سوى مناورات لكسب الوقت ومحاولة تأجيل تحرك المعارضة اللبنانية، خاصة أن أكثر من جهة سألت قادة الاكثرية عما اذا كانت هناك أفكار محددة لطرحها على المعارضة اللبنانية وكان الجواب يتراوح بين حدود طلب العودة للحوار أو معادلة الوزير الملك في حكومة الثلاثين أو محاولة طلب عقد لقاءات ثنائية.
وقد أنهت اللجان التنظيمية لقوى المعارضة اللبنانية، اجتماعاتها المفتوحة، مساء امس، وخلصت فيها الى المصادقة على الخطة التنفيذية التفصيلية الدقيقة لبنك الاهداف الذي أقرته قيادة المعارضة. وحددت اللجان ساعة الصفر لانطلاق التحرك الشعبي الاول في مهلة تبدأ ظهر اليوم ولا تتجاوز ظهر يوم غد الجمعة.
كما وضعت اللجنة اللمسات النهائية على المسائل اللوجستية للتحرك وخاصة مسائل النقل والانضباط ووفق أفق زمني للتحرك لا يتجاوز موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.
وحسب مصادر موثوقة في اللجان التنظيمية المولجة بمتابعة تنفيذ الخطة، فإن التحرك سيكون متدحرجاً ونوعياً ومتنوعاً وشاملاً ولا يستثني أي منطقة لبنانية.
- وعبّرت أجواء مقر الرئاسة الثانية في عين التينة عن مناخ فشل التسويات، حيث نقل زوار رئيس مجلس النواب البناني نبيه بري عنه قوله انه صار لا بد من الشارع ولو انه غير مرغوب به، وقال انه نفض يده نهائياً من الوساطات وأنه سيبلغ هذا الموقف الى بعض الوسطاء وأبرزهم السفير السعودي في لبنان عبد العزيز خوجة صباح اليوم، بعدما لمس أن المطلوب قتل الناطور وليس أكل العنب، ولبنان لا يتحمل ذلك.
ونقل عن بري أن هامش التفاوض بات ضيقاً جداً وبتنا قريبين من ساعة الصفر، إلا أن العودة السريعة الى التشاور ليست بمستحيلة شرط أن تتوافر النيات الصادقة للبحث عن الحلول والتجاوب مع رغبة المشاركة الفعلية في حكومة وفاق وطني.
وعلم أن بري ظل على تواصل مع قيادات المعارضة وخاصة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي أوفد اليه ظهر امس معاونه السياسي الحاج حسين الخليل.
- ودعا عون بعد اجتماع استثنائي عقده تكتل التغيير والإصلاح في الرابية، اللبنانيين الى المشاركة في أعمال الاحتجاج على تصرف السلطة ومن أجل تحقيق ثلاثة أهداف هي حكومة وحدة وطنية، المشاركة وقانون انتخاب جديد. وأكد أننا لن نرضى بالجلوس على الهامش، ولن نبدّل وطننا بآخر لنمارس حقوقنا بحرية. خيارنا الاندماج مع المحيط، لأنّ به حصانة للجميع، محذراً من أننا وصلنا اليوم إلى مرحلة الغضب المقدس.
وانتقد عون النائب سعد الحريري من دون أن يسميه قائلا: تصوروا أن يأتي شخص ابن الامس لم يربَّ في لبنان ولم يعش في لبنان ولا مصالحه في لبنان ويقول لي إنني أصبحت في إيران وسوريا، وميشال عون لديه تاريخ منذ ولادته من المؤسسة العسكرية الى التضحيات الكبيرة، الى الجهاد في الخارج والداخل لتطبيق القرارات الدولية وعودة السيادة. هذه الاهانات يجب أن يتوقفوا عنها. من هم هؤلاء؟ ما هي تربيتهم؟ وما هو تاريخهم.
وانتقد عون أيضا أداء مؤسسة قوى الامن ووزارة الداخلية، وكشف أن شعبة المعلومات توزع تراخيص أسلحة وأن ذلك ليس من صلاحياتها.
وفي ما يتعلّق بموضوع الشبكة الأمنية التي ألقي القبض عليها في فتوح كسروان قال عون هناك أكثر من مؤشّر يطالني شخصياً، ولديّ معلومات مفصّلة، لكن ألتزم الصمت قبل أن يدلي المحققّ بكلامه.
وعلّق عون على ما يردد في الاعلام من تحذيرات للمعارضة لجهة عدم النزول الى الشارع تفادياً لإهراق الدماء، وقال لا لن يكون هناك دم، من يرد أن يقتلنا فليقتلنا. الشهادة ليست فقط عند المسلمين.
- في المقابل، حذّرت هيئة المتابعة لقوى الرابع عشر من آذار بعد اجتماع استثنائي، مساء امس، من ملامح الانقلاب الذي يعده النظام السوري على الشرعية اللبنانية، واعتبرت أن عنوان الدفاع عن الشرعية والاستقلال اليوم يتمثل في استكمال إنشاء المحكمة الدولية، مواصلة الحكومة الشرعية برئاسة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الاضطلاع بمهامها الدستورية وتطبيق القرار .1701 ودعت قوى 14 آذار اللبنانيين الى البقاء على جهوزية تامة في مواجهة هذا الانقلاب والدفاع عن لبنان السيد الحر المستقل الديموقراطي.
- من جهته، نبّه السفير السعودي عبد العزيز خوجة الى وجوب ألا يقودنا الاختلاف السياسي إلى إثارة الشارع، لأن النزول إلى الشارع فيه الكثير من المخاطر والانزلاقات، التي ربما يحاول البعض الدخول فيها، ودعا بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الجميع أن يكون الحوار حواراً سياسياً كما يحدث في أي بلد ديموقراطي.
أضاف خوجة نحن نشعر بأن أي شيء يحدث في لبنان قد يؤثر على أي بلد آخر في المنطقة، ولذلك نحن نهيب باللبنانيين ليس تدخلا وليس محاولة لفرض رأي، وليس لنا رأي ولا مبادرة إنما نتمنى من اللبنانيين أن نتعلم من دروسنا الماضية، والشارع خطر وأي فتنة غير مقبولة على الإطلاق، ولا يستطيع أحد في لبنان أن يقول نحن أحرار هنا في لبنان نفعل ما نشاء، فلبنان بلد عربي وعزيز وموقعه حساس، وأي فتنة تحدث فيه تؤدي إلى خلل وشلل وتؤدي إلى أي فتنة داخلية وطائفية نحن لا نقبلها على الإطلاق.
- في هذه الاثناء، واصل الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي إجراءاتهما الامنية والعسكرية المكثفة في العاصمة والضواحي ومنطقة جبل لبنان الشمالي، فيما دعا قائد الجيش العماد ميشال سليمان العسكريين، الى البقاء على جهوزية تامة لأداء الدور الوطني الذي مارسوه في الاعوام الماضية ولا يزالون حفاظاً على حرية التعبير ومنع الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة.
كما دعا سليمان العسكريين للبقاء على مسافة واحدة من الجميع والحفاظ على أمن المواطنين كافة، بمن فيهم المعارضة والموالاة، وعدم التردد في التدخل لمنع الصدام بين الفرقاء والتصدي بحزم لأي محاولة إخلال بالامن. كما دعاهم الى عدم السماح لأي طرف أو للطابور الخامس أن يعطل السلم الاهلي أو يزعزع الثقة به.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...