العراق: تحضيرات لـ«هجوم كبير» في الفلوجة

06-01-2014

العراق: تحضيرات لـ«هجوم كبير» في الفلوجة

واصلت الحكومة العراقية عملياتها العسكرية في محافظة الأنبار المحاذية لسوريا، أمس، في محاولة لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينة الرمادي واسترداد مدينة الفلوجة من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») وفصائل أخرى مناهضة للحكومة، وسط أنباء تشير إلى استعداد بغداد لشن «هجوم كبير».
وفي هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن بلاده تساند بغداد في معركتها مع «القاعدة»، موضحاً أنّ «هذه معركة أكبر من أن تكون في العراق وحده».
في موازاة ذلك، أعلن نائب رئيس الأركان الإيراني الجنرال محمد حجازي أنّ بلاده مستعدة لمساعدة العراق عسكرياً في قتاله ضد مسلحي تنظيم «القاعدة». وقال، في معرض رده على سؤال صحافي، «إذا ما طلب العراق الدعم الاستشاري أو التزويد بالمعدات فإننا سنضعها تحت تصرفه ولكن العراق ليس بحاجة إلى قوات».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قبيل مغادرته الأراضي المحتلة أمس، أنّ الولايات المتحدة تساند العراق في جهوده ضد ناشطي «القاعدة»، مشدداً في الوقت ذاته على «أنها معركة» الحكومة العراقية.
وأشار كيري إلى أنّ بلاده ستقف «إلى جانب حكومة العراق التي تبذل جهوداً (ضد القاعدة) ... لكنها معركتها وهذا الأمر حددناه من قبل»، مضيفاً أنّ «هذه معركة أكبر من أن تكون في العراق وحده ... القتال في سوريا هو جزء مما يثير عدم الاستقرار في باقي المنطقة».
وتابع «سنساعدهم في معركتهم، وهي معركة عليهم الفوز فيها في نهاية المطاف وأنا واثق من أنهم يستطيعون تحقيق ذلك»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنّ بلاده «لا تفكر في نشر قوات على الأرض».
وقال مسؤول حكومي عراقي، أمس، إنّ «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة، وهي حتى الآن لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة»، مضيفاً أنّ «الجيش حالياً ينتشر في مواقع خارج المدينة ليسمح للسكان بالنزوح إلى أماكن أخرى قبل شن الهجوم لسحق الإرهابيين»، رافضاً تحديد موعد بدء الهجوم.
بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان «لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة ان تنتظر القادم».
وكانت القوات الأمنية العراقية خسرت يوم السبت الماضي الفلوجة بعدما خرجت عن سيطرتها ووقعت في أيدي مقاتلين مرتبطين بتنظيم «القاعدة»، لتتحول من جديد إلى معقل للمتمردين المتطرفين.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، دارت اشتباكات متقطعة عند أطراف الفلوجة، أمس، فيما عمَّ الهدوء مركزها، وسط استمرار نزوح العائلات خوفاً من المعارك المقبلة.
وتكشف سيطرة «داعش» على مدينة الفلوجة العراقية النفوذ المتصاعد لهذا التنظيم العابر للحدود مع سوريا، والذي بات يجر العراق إلى أسوأ سنوات التمرد في فترة ما بعد اجتياح العام 2003.
وفي الرمادي، دارت اشتباكات متقطعة أيضاً داخل المدينة بين القوات الأمنية ومسلحي العشائر من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة ثانية، غداة تحقيق القوات الحكومية تقدماً فيها.
وتعمل القوات الحكومية، مدعومة بمسلحي عدد من العشائر، على طرد مقاتلي «داعش» من آخر المناطق التي يسيطرون عليها وخصوصا تلك الواقعة في شرق المدينة.
وقال قائد القوات البرية علي غيدان إنّ «المدينة تم تطهيرها بشكل كبير لكن هناك بعض الجيوب يجري معالجتها الآن، وهي محاولة من داعش للاستمرار كي يحصلوا على دعم من خارج المدينة ومحاولة إسنادهم بعد طردهم منها وقتل العشرات منهم».
وأدت المعارك في محافظة الأنبار إلى مقتل نحو مئة شخص، بينهم 22 جندياً، على الأقل أمس، و55 مقاتلا ينتمون إلى «داعش»، أمس الأول، وفقاً لمسؤولين.
وتتواصل المعارك العسكرية فيما تسعى الحكومة إلى جذب معظم العشائر إلى جانبها. واجتمع مسؤولون حكوميون في المحافظة، أمس، مع زعماء العشائر لحثهم على المساعدة في صد المسلحين المرتبطين بـ«القاعدة».
وقال فالح عيسى، عضو مجلس محافظة الأنبار، «نحن كحكومة محلية نبذل قصارى جهدنا لتفادي إرسال الجيش إلى الفلوجة... نتفاوض الآن خارج المدينة مع العشائر لاتخاذ قرار يتعلق بطريقة دخول المدينة من دون تدخل الجيش».
وقال مسؤولون عسكريون ومحليون إن من بين الخيارات التي ينظر فيها لطرد «القاعدة» من الفلوجة قيام وحدات من الجيش ومقاتلين من العشائر بتشكيل «حزام» حول المدينة يعزلها ويقطع طرق الإمداد للمسلحين. وسيحثون السكان أيضاً على مغادرة المدينة.
وقال مسؤول عسكري كبير طلب عدم نشر اسمه «قد يستغرق الحصار أياماً.. نحن نراهن على الوقت لإتاحة فرصة للسكان لمغادرة المدينة وإضعاف المتشددين وإنهاكهم».
وأشارت المصادر إلى أنّ المحادثات بين مسؤولي الحكومة والعشائر لم تحقق تقدماً يذكر، أمس، مع تردد بعض زعماء العشائر في التفاوض أصلا وخوف آخرين من معارضة «القاعدة»، التي نفذت الكثير من حوادث التفجير والاغتيال في العراق.
وإزاء هذه التطورات، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في خطاب ألقاه أمس الأول لمناسبة الاحتفال بـ«يوم العراق»، «كيف نستطيع بناء العراق وهناك مواقف سياسية يطرحها البعض ويخادع بها الناس، قالوا مطالب وقد عملت الحكومة كل جهدها لتلبية المطالب واحتياجات الناس ... ولكن في الحقيقة هي كذبة اسمها ساحات الاعتصام، وفي الحقيقة القضية ليست قضية مطالب، إنما قضية يسعون فيها إلى شيء وهو (دولة العراق والشام)، لقد صبرنا ولكن صبرنا أدى إلى تمدد هؤلاء القتلة»، مضيفاً أنه «عندما رفعنا ساحات الفتنة في هذا الوقت، أخبرنا أحد المعتقلين، وقال: لو انتظرتم ثلاثة أسابيع لانفصلنا وأعلنا دولتنا في الرمادي، ولاعترفت بها دولة خليجية معينة». وتابع أنه «لا تراجع حتى القضاء على هذه العصابات وتخليص أهل الأنبار من هذه المعاناة».
وأشار المالكي في كلمته إلى أنه و«نحن نتحدث عن العراق، لا بد أن نتذكر أنه في منطقة ملتهبة، وأن الإرهاب ليس في مصلحة المنطقة ولا العالم، وقد لاحظنا مؤخراً أن الإرهاب قد وصل إلى روسيا ... وإذا ما أردنا أن يتغير بلدنا، علينا أن نقتلع كل السياسات المتطرفة، وأن نتمسك بالوحدة الوطنية، وعلى الدول الأخرى أن تبتعد عن سياسة التدخل ... وهذا النداء موجه إلى كل الدول العربية التي فيها أصحاب فتاوى الفتنة وفضائيات السموم، وعليهم أن يعرفوا أن ريح الإرهاب لا تحمل إلا الفتنة».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...