الشرطة تفحص رأس الانتحاري "المفترض" الذي استهدف بوتو

20-10-2007

الشرطة تفحص رأس الانتحاري "المفترض" الذي استهدف بوتو

 أعلنت الشرطة الباكستانية الجمعة أنّها عثرت على رأس الشخص الذي ربّما هو من نفّذ الهجوم الدموي على موكب رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو، وأنّها ستنشر صوره لاحقا على أمل أن يتمّ التعرّف عليه.

وأضافت أنّ فرق البحث الجنائي بصدد فحص أجزاء جثة هذا الشخص، في الوقت الذي أعلنت فيه أنّها وضع جائزة مالية قدرها 83 ألف دولار لمن يدلي معلومات تكون مفيدة في عملية التحقيق.

وقالت الحكومة إنها عهدت لأربع وكالات بقيادة التحقيقات للتعرف على ملابسات الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

غير أنّ مسؤولين في الخارجية الأمريكية صرّحوا  الجمعة، نقلا عن مسؤولين باكستانيين، بأنّ سلطات إسلام أباد تعتقد أنّ هناك "رابطا قويا لتنظيم القاعدة" مع الهجوم.

وأضافوا أنّ أمريكيين يساعدون الباكستانيين في تحقيقاتهم.

وأبلغ الباكستانيون نظراءهم الأمريكيين أنّهم على علم بأنّ ما بين ثلاث إلى اربع خلايا على علاقة بالقاعدة تخطط لتنفيذ هجوم عند عودة بوتو.

وقال المسؤولون إنّ الهجوم يثير الرعب لأنّه يظهر حرية التنقل والنشاط لتنظيم القاعدة في باكستان رغم وجود حراس الأمن.

وقالت بوتو إنها تعتقد أنّه تمّ إطلاق النار بعد الانفجارات، غير أنّ الشرطة لم تؤكد ذلك.

وأضافت رئيسة الوزراء السابقة إنها كانت تعتقد بادئ الأمر أنّ الأمر يتعلق بألعاب نارية ومفرقعات.

وتعتقد السلطات أنّ المهاجم، الذين كان يمشي على القدمين، رمى أولا قنبلة للفت الأنظار قبل أن يضيف الثانية التي أدت إلى الكارثة، وفقا لقائد شرطة كراتشي أزهر فاروقي.

وأضاف أنّ المحققين يشتبهون في أنّ المهاجم تصرف على انفراد.

كما لا تعتقد الشرطة أنّه تمّ تنفيذ الهجوم بواسطة سيارة ملغومة، حيث أضاف فاروقي أنه كانت هناك سيارات مشتعلة قرب موقع الهجوم ولكن السلطات لا ترجح أن تكون قنبلة داخل سيارة هي التي تسببت في الانفجار.

 وكانت السلطات الباكستانية نصحت رئيسة الوزراء السابقة، التي عادت إلى وطنها الخميس، بالانتقال من مطار كراتشي إلى وسط المدينة بطائرة هليكوبتر لكنها رفضت ذلك وقالت إنها لا تخشى أي تهديدات.

وسبق لبوتو أن صرّحت بأنّ هناك تهديدات ضدّها من قبل "بعض الأشخاص الذين استفادوا الكثير في ظلّ الدكتاتورية. وأوجد هؤلاء الأشخاص ملاجئ في مناطق القبائل بباكستان لطالبان ومسلحين آخرين، وهو يخشون عودتي."

وفي خطابها الجمعة، أشارت بوتو إلى ثلاث مجموعات قالت إنّها تمثّل أكبر تهديد لحياتها وهي "تنظيم القاعدة وتنظيم طالبان في أفغانستان وفريق انتحاري من كراتشي" رفضت إعطاء تفاصيل عنه.

وشجب حزب الشعب الباكستاني بقوة التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة 136 شخصا كانوا ضمن موكب زعيمة الحزب، رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو في كراتشي لدى عودتها من منفاها الاختياري الخميس.

وفي مؤتمر صحفي الجمعة، قالت بوتو إنّ "حزب الشعب الباكستاني يشجب بشدة الهجوم الذي استهدف المسيرة السلمية."

وأضافت إنّ صلواتنا الهادئة وتعاطفنا يتجه إلى هؤلاء الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا وإلى عائلاتهم. لقد قدّموا أكبر تضحية من أجل قضية الديمقراطية."

ولم تصب بوتو وزملاء لها في الحزب في الهجوم الذي وقع في أول يوم لها في باكستان بعد ثماني سنوات من الغياب عنها.

وأظهرت صور الفيديو بوتو وهي بصدد الخروج من السيارة المدرعة والمحمية من الرصاص التي كانت تمتطيها أثناء الهجوم، فيما قال مرافقوها إنّها وصلت إلى منزل عائلتها بسلام.

وفيما تمّ فتح تحقيق لتحديد ملابسات الهجوم والتعرف على الذين يقفون وراءه، لم تدل الشرطة بأي معلومات بشأن المشتبهين.

وسمح الرئيس برويز مشرف بعودة بوتو بعد أن وافق على العفو عنها وإلغاء تهم بالفساد ضدها وضدّ رجال سياسة آخرين، في صفقة ضمنت له البقاء في السلطة.

وقالت بوتو الجمعة إنها مستمرة في التفاوض مع مشرف من أجل الديمقراطية.

ومن المتوقع أن تجرى في يناير/كانون الثاني انتخابات تشريعية من المتوقع أن تفضي ببوتو إلى العودة إلى رئاسة الحكومة.

وقالت بوتو "أنا لا أرى أنّ الهجوم ضدّ شخص. لم يكن ضدي بل كان ضدّ ما أمثّله. لقد كان هجوما على الديمقراطية وعلى وحدة البلاد."

ووصفت رئيسة الوزراء السابقة الهجوم بالوحشي قائلة إنّ ليس "من ديننا أن نقتل أناسا بريئين."

وقالت بوتو ، التي بدت أنها قد نزلت إلى تحت مقاعد المركبة بعد أن كانت تظهر من سقفها أثناء الموكب "لقد غطت الدماء ثيابنا ...فيما الشوارع كانت مليئة بالجثث والزجاج."

وأضافت "لقد كانت لحظة تحولت فيها المسيرة إلى مأساة" معبرة عن شكرها لكل من تحول إلى المطار لاستقبالها ومن ثمّ رافقها في القافلة.

ووصفت من رافقها من الباكستانيين في الموكب بأنّهم كانوا "أشخاصا جاؤوا وصوّتوا بأقدامهم حتى يظهروا للعالم أنّ أرضنا العظيمة ليست أرضا للإرهاب وليست أرضا للمتطرفين."

ويذكر أنّ تنظيم القاعدة كان قد أعلن في شريط مصور في سبتمبر/أيلول "الحرب على الجيش الباكستاني"، فيما عدّه المسؤولون بمثابة التهديد للمعتدلين وكذلك لوضع مشرف وبوتو في جهة واحدة مقابل المتطرفين في الجهة المقابلة.

وتأمل الولايات المتحدة أن يدفع الهجوم كلا من بوتو ومشرف، الذي كان هدفا لعدة محاولات اغتيال، إلى توحيد جهودهما ضدّ "العدو المشترك."

ووفقا لمسؤول فإنّ واشنطن تأمل "أن يقول مشرف لبوتو لقد حاولوا قتلي أيضا. أهلا بك في النادي، ولنعمل جميعا على هزمهم."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...