الشاشات في وداع مرسي: أفراح ومآتم

05-07-2013

الشاشات في وداع مرسي: أفراح ومآتم

بينما كانت معظم الشاشات العربيّة تحتفل كأنّها في عرس بعزل محمد مرسي، فتحت قنوات «الجزيرة» ما يشبه المأتم عبر شاشاتها. تعامل الإعلام المصري مع «30 يونيو» بحماسة واضحة. أغلب الإعلاميين المصريين وصفوا ما شهده الشارع المصري بـ«الثورة». وكذلك فعلت «أم بي سي مصر»، و«العربيّة»، وخصوصاً «الميادين»، التي أخذت تغطيتها للحدث طابعاً «ثورياً». وحدها «الجزيرة» ومعها «الجزيرة مباشر» مصر، بقيتا وحيدتين، في المأتم، ترددان خبر «انقلاب عسكري»، متجاهلتين ملايين المصريين في الشوارع.خلال خطاب محمد مرسي الأخير (رويترز)
حين تنحّى الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في 11 شباط من العام 2011، خرجت مذيعة قناة «الجزيرة» لتعلن خروج «ملايين المصريين في الشوارع احتفالاً بنجاح الثورة». يومها استبدلت القناة فواصلها بأغانٍ وطنية مصرية، فاتهمت بأنّها «تبتعد عن المهنيّة» في تعاطيها مع الحدث، وتنتهج «تغطية ثوريّة». انقلب المشهد أمس الأول. خرجت «الجزيرة» لتتحدّث عن «تظاهرات» لا «ثورة»، و«أزمة» لا «فرحة». نبرة الحزن امتدّت إلى «الجزيرة مباشر مصر»، وأخذت تغطيتها منحىً يتعامل مع ما يحدث على أنّه «أزمة» و«انقسام» بين المصريين. ونقلت القناة لاحقاً خبراً عن اقتحام مكتبها من قبل الأمن المصري، واحتجاز العاملين فيه.
من جهتها، احتفلت «العربيّة» بوصف ما حصل بالثورة الثانية، وعرضت لساعات مقتطفات من رسالة الملك السعودي للشعب المصري.
أمّا المحطات المصرية، فكانت الراعي الرسمي لأفراح «30 يونيو». وكانت مشاعر الإعلاميين بالسعادة والحماسة ظاهرةً على الشاشة. «أعتذر منكم على عدم المهنية، فنحن في لحظة تاريخية»، بهذه الجملة بررت منى الشاذلي بكاءها على الهواء مباشرة، خلال برنامجها «جملة مفيدة» على «أم بي سي مصر»، عقب بيان القوات المسلحة.
الإعلامي إبراهيم عيسى بدأ بالرقص أمام الكاميرا، أثناء تغطيته الأحداث على قناة «القاهرة والناس». ودعا فريق البرنامج للوقوف بجانبه، وغنّوا معاً أغنية «شدّي حيلك يا بلد» للفنان المصري محمد نوح. وحمل عمرو أديب في برنامجه المباشر «القاهرة اليوم» العلم المصري، وراح ينشد لمصر مشيداً بدور شبابها وشيوخها ونسائها وجيشها، قبل أن تنهمر دموعه. وما أن أعلن السيسي تنحّي الرئيس مرسي حتى أصيبت الإعلامية هالة سرحان بانهيار حاد وبكاء على الهواء. أما لميس الحديدي، فقالت عقب بيان عزل مرسي على قناة «سي بي سي»: «ارقصوا يا مصريين وافرحوا وغنوا، مصر عادت لنا، رحل النظام الفاشي».
الخبير والمدرب في مجال الإعلام ياسر الزيات يعتبر الخروج عن المهنية أمراً مطلوباً في اللحظات التاريخية، مؤكداً لـ «السفير» «أنّ الإعلامي في النهاية بشر، والمواقف المهمة ستهزّه». ويوضح الزيّات أنّ الإعلاميين الأميركيين بكوا على الهواء أثناء تغطية أحداث «11 أيلول». برأيه تبقى فرحة الإعلاميين بعزل مرسي مبررة، خصوصاً أنّ «أغلب إعلاميي مصر خضعوا لترهيب غير مسبوق من الإخوان، وكان طبيعياً أن يعلـنواعن مـــشاعرهم على الهواء، وإن لم يكن ذلك مهنياً».

مصطفى فتحي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...